أشعل تراجع الأمم المتحدة عن قرارها وضع دول تحالف العدوان السعودي في القائمة السوداء للدول الضالعة بارتكاب جرائم ضد الأطفال خلال عدوانها الوحشي على اليمن المستمر منذ مارس 2015 موجة ادانات واسعة ولا سيما لدى المنظمات الحقوقية الدولية حيث اتهمت منظمة العفو الدولية الأمم المتحدة بممارسة “مداهنة مخزية وباتت محل شك ” فيما قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن المنظمة الدولية “رضخت لضغوط السعودية” متهمة المنظمة الدولية بالانحطاط الاخلاقي.
وكانت الأمم المتحدة أصدرت يوم الخميس الماضي تقريرا بعنوان “الأطفال والصراع المسلح” اتهم دول تحالف العدوان السعودي على اليمن بالمسؤولية عن 60 % من الوفيات والإصابات بين الأطفال في اليمن العام الماضي واكد أن التحالف يعد مسؤولا عن مقتل 510 أطفال وإصابة 667 آخرين كما اكد مسؤولية التحالف الذي تقوده السعودية على نصف عدد الغارات التي استهدفت مدارس ومستشفيات في اليمن.
واستنادا إلى ذلك أعلنت المنظمة الأممية قرار أمينها العام بان كي ـ مون ادراج دول التحالف بقيادة السعودية في قائمة سوداء تُحدث سنويا وتضم الدول والجماعات المسلحة التي تنتهك حقوق الأطفال خلال الصراعات مشيرا إلى أن الغارات الجوية التي تشنها دول تحالف العدوان السعودي على اليمن مسؤولة عن مقتل اكثر الضحايا من الأطفال.
لكن الأمم المتحدة عادت عن هذه الخطوة بعد موجة ضغوط ديبلوماسية سعودية وخليجية العدول عن قرارها وضع دول التحالف في القائمة السوداء وأعلن المتحدة باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن القرار ينتظر مراجعة مشتركة ستجريها الأمم المتحدة مع التحالف بشأن حالات القتل والإصابة التي ذكرت في تقرير للمنظمة الدولية الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أن القرار مؤقت حتى تتم مراجعة الاتهامات التي وردت في التقرير.
وقالت منظمة العفو الدولية إن مصداقية منظمة الأمم المتحدة باتت محل شك بعد أن تراجعت بشكل فج أمام الضغوط التي مورست عليها لسحب التحالف العربي من قائمة الدول والجماعات التي تنتهك حقوق الأطفال في مناطق الصراعات”.
واوضحت المنظمة في بيان اصدرته اليوم أن إعلان بان كي ـ مون الامين العام للأمم المتحدة سحب التحالف العربي من اللائحة السوداء نتيجة مباشرة للضغوط الديبلوماسية التي مارستها السعودية.
ووجه ريتشارد بينت مدير مكتب منظمة العفو الدولية في مقر الأمم المتحدة انتقادات حادة للمنظمة الدولية وقال: “لم يسبق أن تراجعت الأمم المتحدة أمام ضغوط لتعديل تقرير صدر عنها. إن الضمير لا يقبل بأن يسمح لدولة ورد اسمها ضمن هكذا تقرير ممارسة ضغوط لسحبه… هذا التراجع الصارخ يقوض أهداف الأمم المتحدة في حماية الاطفال في مناطق الصراعات… على بان كي مون أن يقاوم الضغوط حتى لا يسيء لمصداقية الامم المتحدة.”
واذ اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الأمم المتحدة بالرضوخ للضغوط السعودية اكد المسؤول في المنظمة الدولية فيليب بولوبيون، ان قرار رفع التحالف السعودي من القائمة السوداء “مقلق للغاية وتحدث عن “مستوى جديد من الانحطاط في الأمم المتحدة فيما يخص الانتهاكات السعودية ضد الأطفال في اليمن وتبييض تحت الضغط”.
ولفت بولوبيون إلى “تخبط صادم من قبل الأمم المتحدة لإزالة السعودية من قائمة العار للانتهاكات ضد أطفال اليمن” مضيفا “تسييس عارٍ ومكشوف”.
وانتقدت مسؤولة لجنة حقوق الطفل في المنظمة، بشدة تراجع الأمم المتحدة عن وضع التحالف السعودي ضد اليمن في القائمة السوداء بسبب قتلهم لاطفال اليمن.
وقالت مسؤولة لجنة حقوق الطفل في هيومن رايتس ووتش إن المنظمة لن تضع الثقة والمصداقية للأمم المتحدة وامينها العام بعد رضوخها للضغوط السعودية بشأن القائمة السوداء، مشيرة إلى أنه كان الأحرى بالسعودية أن توقف الحرب على اطفال اليمن بدلاً من ممارسة الضغوط لسحب اسمها والتحالف من قائمة العيب الأسود !
وكشفت اوساط ديبلوماسية أن النظام السعودي هدد بوقف المساعدات المالية التي يقدمها للمنظمة الدولية في حال لمضي بقرارها وضع دول التحالف في القائمة السوداء، فيما كشفت مصادر اخرى عن نصائح قدمها المبعوث الأممي إلى الأمم المتحدة اكد فيها أن هذه الخطوة قد تلقي بآثار خطيرة على مسار المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة في الكويت.
وقالت صحيفة “تليغراف” البريطانية في عددها الصادر اليوم أن لوبيات وضغوطاً دبلوماسية مورست على الأمم المتحدة لرفع التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن من القائمة السوداء لقتل الأطفال” مشيرة إلى أنه على الرغم من أن المتحدث باسم بان كي مون قال إن القرار كان مؤقتا، وفي انتظار إعادة النظر في الأدلة، فقد أعرب نشطاء في مجال حقوق الإنسان عن سخطهم من أن الهيئة العالمية قد استسلمت ورضخت للضغوط.