اطل السيد عبد الملك الحوثي مساء اليوم على اليمنيين في خطاب متلفز لمناسبة حلول شهر رمضان الكريم، لم يخل من مواقف سياسية قوية حيث أعلن مبادرة انسانية جديدة لاطلاق سراح الأسرى تجاوز فيها طابع الجمود الذي رافق هذا الملف في مفاوضات الحل السياسي في الكويت محملا وفد حكومة الرياض مسؤولية عرقلة الحل السياسي ومتهما بصورة ضمنية المبعوث الأممي بعد الحياد ومؤكدا في الوقت ذاته أن الحل السياسي متاحا ويحتاج إلى عقلانية من قوى العدوان.
وقال السيد الحوثي في خطبة متلفزة القاها مساء اليوم ونقلتها قناة “المسيرة” التابعة لجماعة أنصار الله، إن “الحوار مستمر في الكويت والامم المتحدة تبذل الجهود ولو ان مبعوثها يحسب نفسه على دول العدوان” في اشارة إلى عدم حيادية المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ.
واكد أن من ” اعاق الحوار هو لا عقلانية قوى العدوان والمرتزقة” مشيرا إلى أن “الوفد الوطني قدم رؤية منصفة ومنطقية ومعقولة كونها تقترح سلطة توافقية تعالج كل الملفات و ترتبط بها كل التفاصيل وبها تنازلات كبيرة جدا” مشيرا إلى أن الرؤية التي قدمها الوفد الوطني في مفاوضات الكويت كانت “منبثقة من كل المرجعيات لكن مشكلة اولئك ليست انه لا حل ، فالظروف مواتية للحل مشكلتهم انهم لا عقلانيين الله يرزقنا العقول”.
ولفت إلى أن الطرف الأخر في مفاوضات الكويت يتعاطى معها ” من منطلق اخر هو الكبر والحقد على الحرص على سحق الاخر و يتعاطون في الكويت من نفس منطلقات الحرب وهي السيطرة الكلية والقضاء على الاخر ولو أنهم ينطلقون من منطلق الحل، فالحل متاح ، اما من ينطلق من منطلق الحرب فهنا تكمن المشكلة” داعيا الطرف الأخر (وفد الرياض) إلى العودة إلى المرجعيات السياسية وإلى ما اشعلوا الحرب منطلقين منه”.
واكد السيد الحوثي أن “الظروف مواتية للحل و لكن يستدعي تعقلا و ان يكون المنطلق صحيحا و ليس من منطلق الحرب .. ورمضان فرصة للوصول الى الحل … قدمنا الكثير من الحلول ومن الضمانات بما يكفي لحفظ ماء وجوههم ان اثروا المصلحة العامة على المستوى الاقليمي و المحلي مالم فان مسؤليتنا التصدي لهذا العدوان” مضيفا” بقدر جهوزيتنا للسلام يجب ان نكون بنفس الجهوزية لمواجهة العدوان واي مخطط عسكري يخططون له و ادعو الاقتصاديين للعمل بما يساعد شعبنا على الصمود والمواجهة”.
وإذ حمل السيد الحوثي بشدة على تحالف العدوان السعودي الأميركي والمرتزقة فقد اكد على صمود الشعب اليمني في وجه العدوان ومشاريعه التخريبية الهدامة في اليمن، ودعا الجميع إلى ادارك مسؤوليتهم بما يساعد في صمود اليمنيين ويزيدهم قوة في مواجهة التحدي” مضيفا ” نحن معنيون بتعزيز الوحدة الداخلية على كل المستويات وعلى كل القوى وعلى كل ابناء الشعب ان تتظافر جهودهم في مواجهة هذا العدوان وهناك الكثير من المساعي لتفكيك هذه القوى”.
وأكد أن” الكثير من الشرفاء والاحرار وفقوا ضد العدوان بينما ضاع البعض واضاعوا تاريخهم واختاروا لانفسهم الموقف الذي وقف فيه كل الخونة على مدى التاريخ” مشيرا إلى أنه في حال استمر هذا العدوان “فان الشعب اليمني مسؤول امام الله تعالى ان يتصدى لأولئك المجرمين” لافتا إلى أن الشعب اليمني “عانى الكثير في الدفاع عن قيمه و اخلاقه واستقلاله وكرامته و هو في الموقع الصحيح والاخرون هم الذين اتخذوا قرار العدوان واتو ليقتلوا ليدمروا ويعبثوا.
وحمل السيد الحوثي على الدول المشاركة في تحالف العدوان على اليمن وقال إن ” الكثير من الحكومات تتجه في مواقفها الى مواقف يترتب عليها سياسات تذهب في طريق امريكا و اسرائيل” مؤكدا عدم وجود مبرر لاستمرار العدوان.
مبادرة انسانية لاطلاق الأسرى والمعتقلين
وفي شأن الأسرى اعلن السيد الحوثي في خطبته مبادرة لإنهاء حال الجمود الحاصل في ملف الأسرى والمعتقلين في مفاوضات الكويت حيث اكد على العناية بالمعتقلين من مساندي العدوان السعودي وحل مشكلاتهم وانهاء معاناتهم من خلال ضمانات من الوجاء لضمان عدم عودتهم إلى صف العدوان.
وقال ” كنا نتمنى من المرتزقة ان يهتموا ولو شكليا بالوضع الانساني .. اليس يهمهم اعلاميا ان يتظاهروا بان لديهم شيئا من الانسانية… كان من المفترض ان يشهد ملف الاسرى انفراجا من الجميع و كنا نحرص ان يشهد ملف الاسرى في الكويت انفراجا وقدمنا الكثير من العروض ليحل ملف الاسرى من الطرفين وكنا نتعاطى ايجابيا لحل الملف بشكل كامل لكن اولئك الذين لا خير فيهم لم يكونوا حريصين حتى على اسراهم”.
وخاطب السيد عبد الملك عائلات الأسرى والمعتقلين بالقول” اذا افترضنا ان اولئك لم يستجيبوا فان مسؤوليتكم هي الصبر و ان مصير الاسرى مرهون بمصير الاسرى من الطرف الاخر وهناك اسرى من الشخصيات المهمة و هم مرهونون بأسرى الجيش واللجان الشعبية”.
واتوجه بالنصح لقوى المرتزقة للمصلحة العامة ان يحدث انفراج في هذا الملف .. مالذي يجعلكم متعنتون في هذا الملف اليس من المصلحة بكل الاعتبارات و بكل المقاييس ان يكون هناك انفراج في ملف الاسرى؟”
واكد السيد الحوثي في خطابه إلى ابطال الجيش واللجان الشعبية أن” اقدس ميدان واشرف واقع يعيش فيه الانسان في شهر رمضان المبارك هو ميدانكم حيث انتم ترابطون في الوديان والشعوب والصحارى حيث انتم في اعظم ميدان قربة الى الله” مشيرا إلى أن “الشعب اليمني يعيشون نعمة الحرية والاستقلال بفضلكم انتم حيث انتم اليوم في ميدان عبادة لله فاصمدوا واثبتوا انتم تدافعون عن شعب باكمله و لا احد يتخيل اي مآس واي كوارث وويلات ستحل بهذا الشعب لو لم تدافعون عنه انتم”.
وفي الشأن الاقتصادي أكد السيد الحوثي أن الحصار الاقتصادي الذي يفرضه تحالف العدوان على اليمن لا يستند الى قوانين ولا قرارات حتى قرارات مجلس الامن ولا الى اي مبررات بشرية ولا سماوية” وقال ” بوسع شعبنا الصمود ولا قلق لكن مع التحرك الجاد والمسؤول”.
ولفت إلى أن المعتدون لا يريدون لشعبنا سوى الأذى والاستعباد و قيم هذا الشعب تابى والله يابى ان يقبل بذلك” داعيا الناشطين الاقتصاديين ورجال المال والاعمال إلى المساهمة في ميدان الصمود والثبات “هذا هو هذا الميدان وعليكم ان تتحركوا فيه”.
وتحدث السيد الحوثي عن التجاذبات والمهاترات الحاصلة في مواقع التواصل الاجتماعي وشدد على ضرورة أن يكون التعاطي مع مواقع التواصل الاجتماعي مسؤول والجميع معنيون ان نضبط مواقفنا بميزان التقوى وليس هناك مجال للتلاعب وتصفية الحسابات”.
ودعا الخطباء والمرشدين والمعنيين إلى أن يقدموا ما يساعد على تعزيز حالة الصمود من خلال هدى الله ما يزيد المجتمع وعيا بوجه التضليل الاعلامي