وجه الاخ محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا مساء اليوم خطاب إلى الشعب اليمني بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، أكد فيه على القيم التي يحملها هذا الشهر الكريم وعلى الانتصار الذي حققه الشعب اليمني بالصبر والثبات والتضحية .
وأكد أهمية تمثل الروح التي يحملها شهر رمضان في استمرار مسيرة الجهاد من اجل الحرية والاستقلال، وتحقيق السلام والمحبة والتكافل وقيم الخير التي يحملها شهر رمضان الكريم ويؤمن بها الشعب اليمني.
وقال إن هذا الشهر الكريم يهل علينا في وقت يعيش فيه أبناء شعبنا اليمني العظيم محنة العدوان البربري الغاشم ضد بلادنا وشعبنا من قبل النظام السعودي ومن تحالف معه من بعض الأشقاء ومن ساندهم من قوى البغي والاستكبار العالمي.. كما عمل تحالف العدوان الغاشم على فرض الحصار الظالم والتجويع للشعب اليمني بهدف قهره وإذلاله” مشيرا إلى أن الشعب اليمني استطاع بفضل الله وتأييده بصبره وثباته وصموده الوقوف في وجه هذا العدوان الهمجي والثبات أمام كل أشكال وصنوف القهر وبقى شامخاً عزيزاً.
وفيما يلي النص الخطاب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل في محكم كتابه ” شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ “.
صدق الله العظيم
والصلاة والسلام على رسول المحبة وهادي البشرية إلى طريق البر والرشاد محمد بن عبدالله الصادق الأمين وعلى آله وصحبه الأخيار ومن تبعه إلى يوم الدين.
يا أبناء شعبنا اليمني العظيم
يطيب لي أن أتوجه إليكم وإلى قائد الثورة اليمنية وللشعوب العربية والإسلامية وقياداتها والعلماء الافذاذ والشخصيات الوطنية والقيادات السياسية والثقافية والاقتصادية والاجهزة الرسمية بأصدق التهاني وأحر التبريكات بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.. هذه المناسبة الدينية العظيمة والجليلة والعزيزة على قلب كل مسلم ومسلمة في شتى بقاع المعمورة.
الإخوة والأخوات.. المواطنون الكرام:
لعل ما يجب علينا إدراكه بداية هو أن لا نجعل من هذا الشهر الفضيل مجرد فريضة نؤديها دون إدراك عمق معانيها أو التفكير والتمعن في الحكمة الإلهية من أدائها واستخلاص الدروس والعبر العظيمة منها وما الذي يعود على المسلم من خير وبركة في الدنيا وما يناله من ثواب وجزاء عظيم في الآخرة. يقول المولى عز وجل في الحديث القدسي “كلُّ عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به”.
وهنا تكمن أهمية هذا الشهر الفضيل بتجلياته وروحانيته ونفحاته العطرة في كونه يمثل فرصة للمسلم لمد جسور التواصل المباشر مع المولى عز وجل خلال شهر كامل بأيامه ولياليه بالتقرب إليه بالعبادات والطاعات إلى جانب ما يشعر به المسلم من صفاء روحي ووجداني لإدراكه يقيناً بأن الجزاء سيكون عظيماً.
وهنا يجب أن نُقبل على الله بنية صادقة وقلب سليم خالٍ من الضغائن والأحقاد ضد بعضنا البعض وأن نُعلي من قيم التراحم والتآزر والتعاطف والمحبة والإكثار من الإحسان إلى الناس وصلة الارحام وإعطاء الصدقات للفقراء المحتاجين من إخواننا وجيراننا وكل مستحق ومحتاج للعون والمساعدة.
وهي فرصة في هذا الشهر الفضيل للتوبة والانابة الى الله تعالى ومعرفة ان التوبة صفة من الصفات التي منحها الله لأوليائه، ويحرم المجرمون منها انفسهم بأفعالهم واسرافهم على انفسهم ( التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ) صدق الله العظيم
الإخوة والأخوات.. المواطنون الكرام:
يهلُّ علينا هذا الشهر الكريم في وقت يعيش فيه أبناء شعبنا اليمني العظيم محنة العدوان البربري الغاشم ضد بلادنا وشعبنا من قبل النظام السعودي ومن تحالف معه من بعض الأشقاء ومن ساندهم من قوى البغي والاستكبار العالمي.. كما عمل تحالف العدوان الغاشم على فرض الحصار الظالم والتجويع للشعب اليمني بهدف قهره وإذلاله..
وبفضل من الله وتأييده استطاع شعبنا بصبره وثباته وصموده الوقوف في وجه هذا العدوان الهمجي والثبات أمام كل أشكال وصنوف القهر وبقى شامخاً عزيزاً. كما استطاع إخواننا في القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية مواجهة وصد هذا العدوان رغم وحشيته وما يمتلكه من آليات البطش والقتل والتدمير وما يتلقاه من إسناد ودعم لوجستي من قوى كبرى.
وقد وعى ابناء الشعب اليمني خطورة الارهاب والدور الذي يقوم به من خلال الجماعات الارهابية المتسترة بالدين الاسلامي والاغراض التي كان يراد لها ان تنفذها في اليمن للنيل من اسلام المجتمع اليمني المتسامح الخلاق وسلمه واستقراره، والتف الجميع حول الجيش واللجان الشعبية في تلاحم اسطوري دحر الارهاب من اعتى متارسه بتوفيق وتسديد من الله عز وجل.
لقد واجه شعبنا اليمني العظيم القتل والتدمير اليومي صابراً محتسباً واثقاً مؤمناً بنصر الله وتأييده وكان الله معنا ناصراً لجيشنا ولجاننا الشعبية في مواقع وساحات الشرف والبطولة.
الإخوة والأخوات المواطنون الكرام:
إن ما يدعو للأسى والحزن أن يطل علينا هذا الشهر الكريم وواقعنا العربي والإسلامي يشهد حالة من التفكك والتشرذم والتمزق، وما يؤسف له أنه كان لبعض أشقائنا وأبناء جلدتنا دور رئيسي في تأجيج الصراعات والنزاعات وإثارة الفتن والحروب مساهمين بشكل مباشر في تمرير مخططات وأجنداتٍ عدوانية ضد الإسلام والمسلمين.
ولعل من أبرز ما نتج عن تلك الصراعات والحروب وإحداث الفوضى هو إثارة النعرات الطائفية والمذهبية والمناطقية، كما عملت على خلق بيئات حاضنة للجماعات الإرهابية التي نكتوي جميعاً بنارها في معظم بلدان عالمنا العربي والإسلامي.
الإخوة والأخوات المواطنون الكرام:
ختاماً أتوجه بالتهنئة الخالصة لإخواننا في القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية حماة الأرض والعرض والكرامة والعزة للوطن والشعب.. سائلاً المولى عز وجل أن يتغمد شهداءنا الأبرار بواسع رحمته ورضوانه وأن يمن على الجرحى والمصابين بالشفاء العاجل.
أكرر التهنئة مرة أخرى لأبناء شعبنا اليمني العظيم وللأمتين العربية والإسلامية سائلاً الله تعالى أن يعيد هذه المناسبة على شعبنا ووطننا بالخير واليمن والبركات.
والسلام عليكم ورحمة وبركاته.
سبأ