انتجت ضغوط السلطات السعودية على مرتزقة العدوان المسيطرين أحياء وسط مدينة تعز وبعض جيوبها الغربية مجازر مروعة كما اشعلت حرائق كبيرة، منذ إعلان الأمم المتحدة وضع دول تحالف العدوان السعودي في القائمة السوداء للدول الضالعة بجرائم قتل الأطفال، بعدما كانت مؤشرات انفراج الأزمة تمضي قدما مع شروع لجنة التهدئة المحلية بإجراءات لإنهاء المظاهر المسلحة وفتح الطرق وشروع الصليب الأحمر الدولي بعمليات تبادل للأسرى.
وانفجرت شرارة الاضطرابات في هذه المحافظة المنكوبة يوم الجمعة بعدما أمر النظام السعودي مرتزقته بارتكاب جرائم جماعية بحق المدنيين بهدف انتاج قضية انسانية من شأنها تخفف حدة الضغوط التي يواجهها النظام السعودي في المحافل الدولية وصرف الانظار عن القرار الذي اصدرته الأمم المتحدة بأدراج دول تحالف العدوان السعودي في القائمة السوداء خصوصا وأن المنتظر أن يقود هذا القرار النظام السعودي إلى استحقاقات ثقيلة في المدى المنظور.
وطغت تداعيات قرار الأمم المتحدة على مشهد الأزمة المتفاقم في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة مليشيا حزب الإصلاح والتنظيمات الإرهابية، والتي شهدت اليوم تظاهرة دعا اليها القادة الميدانيون لمرتزقة العدوان السعودي لغرض التنديد بالقرار الأممي، وهي التظاهرات التي جاءت بعد ساعات من مجزرة مروعة اقترفها مرتزقة العدوان السعودي بقصف أحياء سكنية واسواق وسط المدينة اسفرت عن مقتل 19 مدنيا على الأقل وإصابة آخرين في مسعى لاختلاق أزمة تساند موقف الرياض في الأمم المتحدة بعد ادانتها وحلفائها في العدوان بارتكاب مجازر وجرائم حرب بحق الاطفال اليمنيين.
واتهم مسؤولون تحدثوا لـ “المستقبل” مرتزقة العدوان السعودي بتدبير المجزرة التي تعرض لها المدنيون يوم الجمعة وسط مدينة تعز وأكدوا أن مسلحين من لواء الصعاليك وفصائل اخرى تابعة لحزب الإصلاح قصفت عشوائيا احياء تعز بقذائف الهاون سعيا إلى انتاج أزمة كبيرة تلصق فيها التهمة بقوات الجيش واللجان الشعبية، مشيرين إلى أن القصف استهدف مناطق يصعب على الجيش واللجان الشعبية استهدافها.
وقال ناشطون لـ”المستقبل” إن التظاهرات التي شهدتها مدينة تعز اليوم استهدفت خلط الأوراق بعدما حاولت اخفاء اهدافها الحقيقية باعلان منظميها تشكيل تكتل لمنظمات مدنية لمساعدة المدنيين في حين انطلقت بهتافات ولافتات تعبر عن دعم المتظاهرين لدول تحالف العدان.
وسعى مرتزقة العدوان إلى تقديم هذه التظاهرة بوصفها احتجاجات يمنية شعبية على قرار الأمم المتحدة ادراج دول تحالف العدوان السعودي في القائمة السوداء لمرتكبي جرائم قتل الاطفال خصوصا وهي تزامنت مع حملات دعائية واسعة النطاق باشرتها مطابخ تحالف العدوان السعودي والتابعة لحزب الإصلاح ومرتزقة العدوان السعودي للتشهير بقرار الأمم المتحدة واتهامها بالانحياز وتجاهل المجازر التي ترتكب بحق المدنيين في اشارة إلى المجزرة التي ارتكبها مرتزقة العدوان السعودي بحق المدنيين في مدينة تعز والتي حاولت المطابخ الدعائية التابعة لتحالف العدوان من خلالها خلط الأوراق والتأثير على سير المفاوضات قبل تسجل فشلا ذريعا في هذه الحملة.
ورغم تخطيط مرتزقة العدوان السعودي توجيه التظاهرات في تعز نحو التنديد بالقرار الأممي، إلا ان التظاهرة وبحسب مشاركين سرعان ما تفرقت مع تجدد المعارك بين فصائل مرتزقة العدوان السعودي في عدة احياء بمدينة تعز وهي المعارك التي قدمت دليلا قويا لأبناء محافظة تعز عن مصدر القصف بالقذائف الصاروخية الذي استهدف أمس الجمعة احياء واسواق وسط مدينة تعز.
نماذج من الحملة الدعائية التي دشنتها أمس مطابح تحالف العدوان السعودي ومرتزقته في الداخل مناهضة لقرار ا لامم المتحدة ادراج دول تحالف العدوان السعودي في القائمة السوداء
وقال حقوقيون إن التحقيقات التي اجرتها بعض فصائل المرتزقة في المجلس العسكري كشفت إن القصف على منطقة الباب الكبير وسوق الجملة المجاور والمكتظ بالمواطنين كان مصدره فصائل تابعة لقائد الميداني للمرتزقة الهارب حاليا في تركيا حمود المخلافي وكتائب اخرى من “لواء الصعاليك ” التابع لمليشيا حزب الإصلاح، واستهدفت فيها المربع الخاضع لسيطرة تنظيم “حماة العقيدة” السلفي الذي يقوده الإرهابي المكنى بـ “أبي العباس”.
وفُضح مخطط مرتزقة العدوان السعودي بعد نشر صور لضحايا من الأطفال بدت عليهم أثار الرصاص في منطقة الرأس بعد ان تم قتلهم مع عائلاتهم بصورة عمدية ووحشية في اطار هذه المجزرة بعدما كانت مطابخ تحالف العدوان السعودي والمرتزقة نشرت صورا عن آثار القصف الذي طاول بعض أحياء مدينة تعز واتهموا الجيش وانصار الله بشنه على أحياء المدينة.
احد ضحايا مجزرة المرتزقة في مدينة تعز يوم الجمعة وتبدو عليها آثار اطلاق ناري في عمليات قصف عشوائية شنها المرتزقة على منازل المواطنين والاحياء لاشعال فوضى تعيد تعز كمعطى جديد لاجهاض مفاوضات الكويت
وكان مصدر مسؤول في اللجنة المحلية لتثبيت وقف إطلاق النار بمحافظة تعز أكد في تصريح بثته وكالة الانباء اليمنية (سبأ) أن جريمة الجمعة التي سقط على إثرها عدد من الشهداء والجرحى كانت نتيجة لاستهداف ما يسمى بلواء الصعاليك لسوق الباب الكبير وسط مدينة تعز بقذائف الهاون أثناء اندلاع اشتباكات بين فصائل مرتزقة العدوان.
وقال أن الجريمة وقعت في منطقة تسيطر عليها جماعة أبو العباس السلفية أحد فصائل مرتزقة العدوان، التي لديها خلافات محتدمة خلال هذه المرحلة مع الجامعات المسلحة التابعة للإصلاح التي يقودها شوقي سعيد المخلافي.
وأوضح المصدر أن هذه الجماعة أكملت عملية تبادل أسرى مع الجيش واللجان الشعبية أمس الأول بمنأى ومعزل عن الفصائل الأخرى التابعة للعدوان وأطلقت عدد 19 أسيرا من المحسوبين عليها، لافتا إلى أن الهدف من ارتكاب هذه الجريمة هو التغطية على إدراج الأمم المتحدة لتحالف العدوان على اليمن في القائمة السوداء السنوية للدول التي تنتهك حقوق الأطفال أثناء الصراعات وكذا التغطية على الزحوفات العسكرية التي قام بها مرتزقة العدوان أمس في جبهات ثعبات والأمن المركزي والجحملية بالمدينة لإفشال تثبيت وقف إطلاق النار والعودة لإغلاق الطريق والمنافذ وعرقلة دخول الإغاثة الإنسانية ومرور الداخلين والخارجين من وإلى المدينة، وهو ما يجري تنفيذه منذ أسبوع والمجتمع يعرف ذلك.
جبهات الداخل وتعثر الحل السلمي
وفي الوقت الذي كان فيه أبناء محافظة تعز يستعدون لاستقبال شهر رمضان بعدما بدأت مؤشرات الانفراج بالظهور في صفقة تبادل الأسرى بين الجيش واللجان الشعبية ومرتزقة العدوان السعودي من تنظيم “حماة العقيدة السلفي” عادت الهجمات والزحوفات من جديد في جبهات مدينة تعز وضواحيها الجنوبية، في التطورات التي عزاها مراقبون إلى رغبة النظام السعودي في اعادة اطراف الصراع إلى المربع الأول لتكون تعز الورقة الرابحة في الاوراق التي يسعى النظام السعودي إلى استخدامها لتلافي تداعيات خطيرة على المشهد الدولي نتيجة قيادته تحالف العدوان على اليمن.
وسبق هذه التطورات توجهات نحو اجهاض فرص السلام والحل السياسي للازمة في تعز ابداها ممثلوا مرتزقة الرياض ضمن اللجنة المحلية للتهدئة ووقف النار بعد امتناعهم عن حضور الاجتماعات مع اعضاء اللجنة من جانب الجيش واللجان الشعبية وعرقلتها خطوات للتهدئة في فتح الطرق والمعابر وازالة المظاهر المسلحة.
وهذا الامر دعا رئيس اللجنة الفرعية للتهدئة ومراقبة وقف اطلاق لنار الشيخ محمد عبد الله نائف إلى الإعلان عبر بيان نشره بحسابة بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” اعلن فيه اعتذاره عن رئاسة اللجنة.
وجاء في البيان ” الاخ رئيس اللجنة العليا لتثبيت وقف اطلاق النار المحترم . بعد مرور شهر من العمل في لجنة تعز دون جدوى أراني ملزماً بالاعتذار عن ترأس هذه اللجنه وترك المسؤولية لغيري متمنياً لهم التوفيق في تنفيذ الاتفاق المتضمن تثبيت وقف اطلاق النار وفتح مداخل المدينة علماً اني سأبقى عضوا فاعل في العمل الانساني خدمة للناس والوطن، والسلام عليكم اخوكم”.