افتقد الجنوب أمنه واستقراره، نهبت أرضه وسرقت ثرواته، وانتهكت اعرض نسائه، وأصبح الخوف علامة تسم الحياة في الجنوب في كل مدن وقراه، من باب المندب حتى سيحوت.
كان الجنوب يمتلك دولة نظام وقانون لا يجرؤ أحد على مخالفتها، وكانت هيبة الدولة تملأ الافاق، لم يكن أحد يجرؤ على اختراق الحدود الجنوبية.
كان هناك نظام وطني أقنع الناس به ودافعوا عنه، لأنه انصفهم، رأوا فيه العدل والمساواة والحرية والمواطنة المتساوية، في وقت كانت عصابة صنعاء لا يصل حكمها إلا إلى روضة صنعاء وتمارس الطائفية والتمييز.
في لحظة عاطفية ادخل الرئيس البيض الجنوب في جحر الحمار بالتوحد مع عصابات صنعاء. الوحدة العاطفية كانت كارثة على الجنوب والشمال، وعلى قوى الحداثة وبالذات الاشتراكي.
باسم الوحدة تم غزو الجنوب من قبل عصابات عفاش والتكفيريين والدنبوع.. وباسم الوحدة سرقوا الجنوب ،ومزقوا نسيجه الاجتماعي وهويته الثقافية.
زرعت الفتنة بين الجنوبيين ووطنت الجماعات الإرهابية في الجنوب نكاية بالاشتراكي، وأتى على كل المكاسب التى راكمها الجنوب عبر التاريخ با فيها السلوك القانوني والحضارة والنزاهة. اليوم يئن الجنوب مثخنا بالجراح من كل لون.
الوضع في الجنوب لا يقارن ولا يوصف. الناس نادمون ويتحسرون على الماضي الذهبي الذي كانوا يعيشونه وخاصة جانب الأمن والاستقرار.
كان الواحد ينام في الشارع، يخرج ويدخل منزله متى شاء ولا من يقول له إلى أين.
كل الناس أخوة متعايشين لا دحباشي، ولا شمالي ولا جنوبي.
الاحتلال اليمني، هكذا كان المغرر بهم يرددون، كان ما سموه بالاحتلال اليمني يوفر لهم بعض الأمن؛ اليوم لا امن ولا أمان. الناس يقتلون بالشوارع ولا من يقول لماذا.
مناظر المفخخات تصدم الناظر؛ والقتل زادهم اليومي والجرائم تعلق على مشجب عفاش. الدنبوع وعيال ياتووو، ومن أنكروا يمنية الجنوب، سلموا الجنوب للاحتلال.
استبدل الاحتلال اليمني بالاحتلال الأجنبي، الأجانب سلموا الجنوب للقاعدة وداعش.
حضرموت إمارة داعشية، داس فيها زعيمها علم الجمهورية اليمنية، وداخل القصر الجمهوري بالنعال.
في وقت سابق ردت القاعدة على مقتل زعيمها جلال بلعيد باحتلال مدينة زنجبار ، ولا من شاف، ولا من دري!
الجنوب جريح ينزف من أقصاه إلى اقصاه، وبدلا من ضبط الأمن في عدن والتصدي للقاعدة والإرهاب يقوم أمن عدن بمطاردة وترحيل من يسميهم بالدحابشة، العمال وأصحاب العربيات.
لا حول ولا قوة الا بالله.