في احتفالية جماهيرية كبرى عسكت اللحمة الوطنية لليمنيين شمالا وجنوبا نظمت اليوم لمناسبة الذكرى الــ 26 للعيد الوطني 22 مايو اكتظ ميدان السبعين في العاصمة صنعاء والشوارع المحيطة بالميدان بمئات الآلاف من المواطنيين الذين حضروا للمشاركة في الاحتفال الجماهيري الحاشد الذي دعت اليه اللجنة الثورية العليا بالمناسبة.
واكتظت منصة العروض بميدان السبعين بالمسؤولين المدنيين والعسكريين يتقدمهم رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي، وعضو اللجنة الثورية العليا طلال عقلان و رئيس مجلس القضاء الأعلى الدكتور عبدالملك الأغبري والنائب العام عبدالعزيز البغدادي ورئيس المجلس السياسي لأنصار الله صالح الصماد ورئيس الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد أفراح بادويلان والقائمون بأعمال الوزراء وأصحاب الفضيلة العلماء والوزراء والقائمين باعمال الوزراء وقادة الجيش والأمن والمناطق العسكرية ومحافظتي المحافظات وعدد من الديبلوماسيين ومسؤولي السلطات المحلية وعدد من المسئولين والقيادات الأمنية والعسكرية وممثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني و رجال المال والأعمال والشخصيات الاجتماعية.
وتحدى المحتفلون طائرات تحالف العدوان السعودي الأميركي الغاشم التي شنت سلسلة غارات على العاصمة بقنابل صوتية كما استمرت بالتحليق بكثافة فوق العاصمة سعيا إلى اشاعة الذعر وتفريق المشاركين في الفاعلية الاحتفالية التي استمرت حتى الساعة الثانية عشرة ظهرا.
وطبقا لمصادر عسكرية فقد شنت طائرات العدوان السعودي سبع غارات على صنعاء ست منها بداخل العاصمة القت خلالها 6 قنابل صوتية احدثت دويا هائلا هز ارجاء العاصمة، فيما شنت غارة سابعة على معسكر الخضم في مديرية بني حشيش بالضواحي الشرقية للعاصمة.
وفي الاحتفال حيا رئيس اللجنة الثورية المشاركين في الفعالية وأبناء الشعب اليمني ناقلا إليهم تحيات قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ورسالته إليهم بالثبات في والصمود في وجه العدوان المتغطرس “.
وقال ” إن هذا الجمع اليمني الكبير الذي يتحدى قوى الاستكبار والهيمنة يعي وعد الله تعالى لعباده المؤمنين المخلصين المجاهدين بالنصر المبين وان قوى العدوان لا يمكن ان يتجاوز فعلها الأذى المحدود كما هي قدرتها المحدودة وروحها المنهزمة دوما في ميادين المواجهة والبطولة”.
واكد أن ” إن الاحتفال بهذه المناسبة اليمنية الوطنية وفي هذا المكان ليس استفزازا لأحد في أي مكان في اليمن بقدر ماهي تجسيد للروح الإسلامية المتوحدة والرسالة السماوية التي تأمر بالوحدة وتحتم علينا جميعا أن نكون امة واحدة تدافع عن مصالحها ومستضعفيها وتتحرك من اجل المستضعفين في العالم، وهي الأمة التي رسم معالمها القرآن الكريم ويجب أن لا تكون امة مهزومة أو مفرقة أو مفصولة أو مشتتة عن بعضها البعض”.
وأكد رئيس الثورية العليا أن اليمن يواجه مؤامرة الاحتلال ومؤامرة تعمل على تفتيت اليمن وتعريضه للإرهاب والتمزيق والتشتيت لتحقيق إغراض أعداء اليمن والمساس بتاريخ النضال اليمني الطويل من اجل الوحدة والحرية والاستقلال وتشويهه وتزييف الوعي حوله.
واضاف” ” أن رسالتنا الواحدة أننا شعب يمني واحد وان توحدنا ليس من اجل المصلحة بل التوحد الذي يجب أن يستمر ويقوم على الشراكة الحقيقية والفعلية في القرار وفي الثروة لكل أبناء الجمهورية اليمنية وهذا ما نؤمن به ويجب أن يستمر .
ولفت إلى أن اللجنة الثورية العليا قررت “منح وسام الاستقلال للشهيد فيصل عبد اللطيف الشعبي ومنح وسام الوحدة للرئيس الشهيد البطل إبراهيم الحمدي، والرئيس الشهيد البطل سالم ربيع علي تقديرا لمواقفهم البطولية والمشرفة التي سعت من أول يوم من اجل الاستقلال والوحدة اليمنية ولتبقى جهودهم حية في الأجيال ووصمة عار في جبين من يريد أن يفصل الشعب اليمني عن بعضه البعض أو يستهدفه بجبروته وبغيه وقوته وهو الشعب القوي العزيز المنتصر بالله وصبره وثباته ووحدته”.
واكد رئيس المجلس السياسي لأنصار الله صالح الصماد في الكلمة على أن هذه المناسبة في هذا التوقيت تأتي في ظل ظروف يتعرض فيها اليمن لأكبر هجمة تدميرية وأكبر عملية تزييف للوعي والمشاعر في محاولة لجعل الشعب يذعن لأكبر مؤامرة في تاريخه تسلبه حريته واستقلاله وسيادته ولا تخدم شملا او جنوبا في اليمن.
قال الصماط إن القوى المشاركة في العدوان السعودي الامريكي ليست جمعيات خيرية ولا تملك فائضا من المقاتلين المتطوعين نذروا انفسهم للدفاع عن المستضعفين في الارض، وعلينا ان نعي جيدا ان هذه القوى العدوانية اتت لخدمة مصالحها فقط ولا يهمها اذا مزقت اليمن الى مقاطعات طائفية وسلطنات مشيخات ولا يهمهم ان يبقى الجنوب منطقة مفتوحة للقاعدة و داعش لتبرير التواجد الاجنبي في بره وبحره وجوه وهو ما نشاهده اليوم من تغاض ودعم لسيطرة الجماعات على مناطق واسعة وعمليات المد والجزر مع الامريكيين حيث تتمدد وتنكمش هذه الجماعات كيفما اشارت الاصابع الامريكية التي اتت بعدها وعتادها لتسيطر على اماكن استراتيجية في اليمن لخثقه واحتلاله.
وأشار إلى أن القوى الغازية لا تعبر عن القضية الجنوبية ولا يهمها الا ان تبقى اداة للتوظيف السياسي وقد كانت حريصة على ان لا يكون للقضية الجنوبية اي صوت فعال وحقيقي يعبر عنها في مؤتمر الحوار الوطني وكانت تتأمر من اجل استبعاد اي صوت جنوبي حقيقي وقوي ومعبر عن القضية الجنوبية.
وأكد الصماط على ابعاد المؤامرة ووضوحها على اليمن من الامارات التي تخشى تأثير ميناء عدن على ميناء دبي، ومشروع مدينة النور السعودية لنقل النفط الخليجي، والقناة الصحراوية من الخليج الى البحر العربي، وصولا الى جعل اليمن مسرحا للجماعات الارهابية السعودية من القاعدة وداعش كي تبقى ومخاطرها بعيدة عن الرحم الذي اوجدها.
وأهاب بأبناء الشعب اليمني التحلي بالوعي والبصيرة في مواجهة المؤامرات وان يكون الجميع بمستوى التحدي ومترفعون عن المشاريع الضيقة التي تسعى الى استهداف كل شيء جميل وقيم في هذا الوطن .
وقال محافظ محافظة عدن الدكتور عبد العزيز بن حبتور ان الوحدة اليمنية لم تكن هبة مجانية من احد وانها نتاج جهود ونضالات قدم فيها ابناء اليمن وقادته من الرعيل الاول شمالا وجنوبا قوافل الشهداء والنضالات الحقيقية من كل قرى ومدن اليمن، وصولا الى القيادة التي وقعت اتفاقية الوحدة في 22 مايو العام 90 الرئيس السابق علي عبد الله صالح والرئيس السابق علي سالم البيض .
واشار بن حبتور الى تزامن الاحتفالات هذا العام وفي هذه الظروف الاستثنائية التي مرت بها اليمن بمسار استهداف وحدتها وقوتها وعزتها مع تباشير النصر والصمود والثبات والعزة امام العدوان الوحشي والظالم الذي تنفذه مجموعة من الدول العربية بقيادة السعودية وصمت عالمي مخزي على كل الجرائم التي ترتكب بحق الشعب اليمني .
ونوه محافظ عدن بما وصل إليه العدوان على اليمن الذي ينتهك سيادة الوطن وحرمة اجوائه حتى في اثناء الحفل والخروقات مستمرة لاتفاق وقف اطلاق النار من اجل الوصول الى السلام بحسب مقترح الامم المتحدة .
و أشاد بن حبتور بثبات الجيش واللجان الشعبية والمؤسسة الامنية التي حققت انتصارات نوعية في كل الميادين مدافعين عن شرف الامة واستقلالها وكرامتها وبالجماهير اليمنية التي تشكل مددا نوعيا لكل الجبهات والعون لصمود اليمن بالإضافة الى دعوات الامهات والاباء.
و حيا محافظ عدن اللجنة الثورية وقيادتها ممثلة في رئيسها محمد علي الحوثي على ما يقومون به من دور في حشد وتوجيه الطاقات في هذه المعركة الوطنية المصيرية.
وأوضح بن حبتور الدور الذي يمثله مشاركة الوفد اليمني الوطني في الحوار في دولة الكويت الشقيقة من منطلق الايمان بالسلام والحرص على تحقيقه ورفع الحصار الجائر على اليمن من منطلق العمل السياسي بصبر وثبات ومصلحة الشعب اليمني ومستقبله مشيرا الى اماكن عزيزة من الوطن اليمني ترزح اليوم تحت الاحتلال المباشر من قبل التواجد العسكري الامريكي والبريطاني والسعودي والاماراتي مما يستوجب ان يقف جميع الاحرار من ابناء اليمن موقفا موحدا ضد احتلال وقح جديد في القرن الواحد والعشرين تحالف مع قوى الارهاب .
والقى عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام الشيخ حسين حازب كلمة المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني نقل من خلالها تحيات قيادة المؤتمر الشعبي العام ممثلة برئيسه علي عبد الله صالح وقيادة احزاب التحالف الوطني ، ، مشيرا الى مسار الوحدة اليمنية التي لمت الشمل اليمني بعد نضالات يمنية ضد الاحتلال وتقسيمة لليمن ، مؤكدا ان الحفاظ على الوحدة اليمنية والاحتفال بها يعد من الثوابت الوطنية الاصيلة .
واشار حازب الى الظروف الراهنة التي تمر بها اليمن والعدوان والتحالف الذي يستهدف اليمن بقيادة السعودية والدور الذي تقوم به الدور الاستعمارية في تمزيق اليمن قديما وحديثا من اجل العبث باليمن والسيطرة عليه وعلى مقدراته والاتكاء على غطاء من المرتزقة والخونة المحليين، مشيرا إلى أن أن “ما يوجهه اليمن حرب علمية ثالثة تقاسم فيها العالم استهداف اليمن بالعدوان المباشر او الاستهداف غير المباشر او الصمت على الجرائم والانتهاكات والعدوان المنتهك للقوانين والنظم الدولية والاعراف والمواثيق وان الشعب اليمني شعب حر لن يستسلم او يخضع في مواجهة العدوان والحصار الجائر”
والقيت في الحفل كلمات للأحزاب السياسية قصيدة شعرية للشاعر مصطفى المحضار سخرت من العدوان وادواته ومحاولاته توظيف قوى الشر والارهاب من القاعدة وداعش في تحقيق اغراض احتلال اليمن وتقسيمة .
وشهد الاحتفال عقب ذلك أوبريت بعنوان “وحدتنا قوتنا” لفرقة شباب الصمود تغنى بالوحدة اليمنية من كلمات عماد ابو حاتم ومصطفى المحضار واخراج محمد حيدرة والذي جسد ما يوحد اليمنيين من قيم تجعل منهم جسداً وصفاً وسوراً منيعا أمام كل متربص بوحدته وسلامه أرضه.