اكد الناطق الرسمي لجامعة أنصار الله رئيس وفد أنصار الله المشارك في مفاوضات الكويت محمد عبد السلام إن من غير الوارد أن تبقى الحكومة الحالية حاكمة في البلاد كما كانت قبل الحرب، في اشارة إلى حكومتي بحاح وبن دغر، مؤكدا أن الحل في اليمن سياسي ويجب أن يشمل جميع المحافظات دون استثناء مضيفا” لا يجب بقاء مربعات خارج سيطرة الدولة اليمنية… وجاهزون لمناقشة كل القضايا ولن نتنازل في السياسة عما رفضناه في الحرب”.
وفتح عبد السلام في مؤتمر صحفي عقده قبل قليل في العاصمة الكويتية النار على وفد الرياض المشارك في مفاوضات الكويت وقال إن مسار المشاورات ظل يتعرض لعراقيل نتيجة الانسحابات المتكررة للطرف الاخر وتعطليه الجلسات اسنتادا إلى ادعاءات لا اساس لها من الصحة وآخرها ما حصل قبل ثلاثة ايام تحت دعاوى الاختلاف على المرجعيات وهذا غير صحيح”.
وإذ أكد اهمية أن يطرح كل طرف ما لديه على مائدة المفاوضات فقد أكد كذلك أن “الوفد الوطني على اتم الجهوزية لاكمال مفاوضات الحل السياسي والجميع ينتظر ان يعود الطرف الاخر الى طاولة الحوار ان كان يريد حوارا حقيقيا اما اذا كان يريد ان يفشل المشاورات تحت اي مبرر فهذا لا يمكن ان نقبل به فنحن جئنا لحوار سياسي ولن نأت لننفذ املاءات لا للطرف الاخر و لا لاي طرف دولي او محلي او طرف اخر ، و الحوار تعطي و تأخذ وفق منطق العدل و المنطق والانصاف وفق المرجعيات التي اتفقنا عليها سواء ما يتعلق بالمبادرة الخليجية مخرجات الحوار قرارات مجلس الامن و اتفاق السلم والشراكة والدستور اليمني و ما يتعلق بالبديهيات التي هي حاكمة للمرحلة السياسية اليوم “.
ولفت عبد السلام إلى “إن الحرب صنعت كارثة انسانية واجتماعية واقتصادية بحق الشعب اليمني و يجب ان تتوقف هذه الحرب اولا ثم نذهب الى عملية سياسية لمرحلة اولى نصل فيها الى حوار سياسي نتفق على كثير من القضايا التي ستكون مرحلة انتقالية سواء لسنة أو لسنة ونصف اي شيء نتفق عليه” مشيرا إلى أن “الطرف الاخر اصبح طرفا في الصراع و هو لا يزال يتصور انه حكومة ويريد ان ياتي ليحكم البلد و هذا امر غير وارد ولا يمكن ان نقبل به ليس لاعتبارات لها علاقة بالشرعية او بقرارات مجلس الامن بل لان هناك حرب خلفت ما خلفت، مشددا على ضرورة أن يكون هناك حكومة توافق وطني يشارك فيها الجميع بما في ذلك التوافق على شخصية رئيس الحكومة وتشكيل لجنة عسكرية كما اقترحت الامم المتحدة مهمتها الحفاظ على المؤسسة الامنية والعسكرية والحفاظ على الامن والاستقرار ومحاربة التطرف المتمثل في القاعدة وداعش الذي اصبح تهديد حقيقي”.
واكد عبد السلام أن الحل السياسي يجب أن يكون في عدن وفي حضرموت وفي حجة وفي صنعاء وفي صعدة وفي ذمار وفي كل مكان” واضاف “لن نقبل ان نؤسس لمرحلة جديدة من الاستبداد… السلطة في اليمن توافقية منذ المبادرة الخليجية التي تنص على التوافق ، وعطلت بعض مضامين الدستور لاجل التوافق ونعتقد ان المخرج هو بتشكيل حكومة توافق يشارك فيها الجميع كما لا يجب ان يكون هناك كنتونات خارج مربع الدولة “.
وتحدث عبد السلام عن ” افكار لدى الامم المتحدة فيها وضوح عن ملامح المرحلة القادمة سواء من الناحية الامنية والعسكرية او من الناحية السياسية اومن ناحية الحكومة او من ناحية الحوار السياسي ” مشيرا إلى أن الأمر يعود إلى الامم المتحدة “هل ستقدم هذه المبادئ او تتبناها او تطرحها على الطرف الاخر او من يقف وراء الطرف الاخر هذا شيء يعود للامم المتحدة . و حتى الان مازال النقاش مستمرا ولم نصل بعد الى اوراق متفق عليها”.
واكد أن الوفد الوطني يلتقي بشكل دوري السفير السعودي ضمن لقاءاته بسفراء الدول الراعية للتسوية ” وقد نناقش مع السفير السعودي المسائل المتعلقة بلجنة التهدئة والتنسيق باعتبار أننا وقعنا اتفاق المحافظات في ظهران الجنوب، وكذلك بعض المسائل المتعلقة بالجانب السياسي ، كأن نطرح بعض العراقيل التي يفرضها الوضع ، كذلك نحن نشعر الطرف السعودي بأن الرؤية التي يجب أن تتخذ الآن في مسار العملية هو الحل الشامل ، وليس في ملاحظة او متابعة ان نريد حلاً للخروج من ازمة ما او في موضوع محدد”.
وفي شأن الدور العماني في جهود التسوية السياسية للأزمة اليمنية أكد عبد السلام إن دور سلطنة عمان منذ البداية كان دورا ايجابيا وكان دوراً إنسانياً، وكان إلى جانب الحل والى جانب الحوار ، وهم بذلوا جهوداً كبيرة في سبيل الدفع بعملية السلام ، وفي التواصل مع الامم المتحدة ، وفي تهيئة المناخ في مسقط لإجراء الكثير من اللقاءات التي كانت تتم مع بعض الاطراف الدولية ، منذ بدء العدوان على اليمن ، والاخوة في سلطنة هم ايضا موجودون الى جوارنا في هذا الحوار وهم ايضا يقومون بدور لتقريب وجهات النظر ، وفي متابعة الوضع ايضاً ، كونه يعنيهم اليمن ، هم بلد جار لليمن ، ولديهم مخاوف وهواجس مما يجري في اليمن ، هذا شيء طبيعي وموقفهم موقف مشكور ومرحب بهم وطنيا ومن كل الاطراف.
وفي الشأن الاقتصادي أكد عبد السلام أن ” مئات الملايين من الدولارات موقفة في البحرين من العملة الصعبة ومُنعت من الدخول الى اليمن أوقفها الطرف الاخر مشيرا إلى أن سفراء الدول الراعية للتسوية أكدوا أن المشكلة الاقتصادية في اليمن ليس سببها ان طرفا يسحب عملة ، لان العملة التي تسحبها في اليمن هي بالريال اليمني ، لكن العملة التي ترتبط بالخارج لا تعود الى اليمن “.
وحول الحصار الذي يفرضه على اليمن تحالف العدوان السعودي قال عبد السلام ” نعتبر أن الحصار هذا جريمة بحق الشعب اليمني ، وغير مقبول ، ولازلنا نطرحه في الجلسات العامة والجلسات الخاصة وفي لقاءاتنا مع الامم المتحدة وفي حديثنا مع السفراء وحتى في حديثنا مع السعوديين ، استمرار الحصار لا مبرر له ، الحصار هو عقاب جماعي على الشعب ، وعلى تحركات المواطنين ، عقاب يستهدف كل مواطن في المستشفى في السوق في كل العملية الحياتية للمواطن اليمني,.
نحن نعتقد ان الحصار المفروض لا مبرر له على الاطلاق ، لا من دعوى قرار 2216 الذي نص على منع السلاح وما شابه ذلك ، لماذا تفتش الطائرات وهي ذاهبة الى صنعاء ، او مغادرة من صنعاء ، هل تهريب السلاح من صنعاء الى الخارج مثلاً ، لماذا تهبط الطائرات في بيشة ، والآن سمعنا بأن السلطات في جدة قامت باصدار تعميم الى المطارات اليمنية بأن عملية تفتيش الطائرات ستستمر لمدة ثلاثة اشهر قادمة .. وهذا شيء مقلق ، ونحن بلغنا السفراء بالامس عنددما وصلتنا هذه الوثيققة من الاخوة في صنعاء أن السلطات السعودية قامت بهذا الاجراء التعسفي.
لا يحق للطرف السعودي ان يقوم بتفتيش او انزال اي طائرة على الاطلاق بموجب اتفاقات الملاحة الدولية ، وبموجب التعهدات القائمة ، ..، اذا اراد أن لا يسمح للطائرات اليمنية بالمرور على اجواء المملكة هذا شيء آخر ..، لكن تفتيش وإنزال اليمنيين في المطارات وتفتيشهم بشكل غير أخلاقي ووضع البعض منهم في الشمس هذا شيء مرفوض ..، نحن نرفض الحصار جملة وتفصيلا ، لكن للأسف فإن الطرف الآخر هو يريد هذا الحصار .
الطرف الذي يقول ان الاقتصاد اليوم يتراجع ، هو جزء من اسباب معاناة اليمنيين ، عندما يكون هناك طرف يسمي نفسه حكومة ، وزير النقل مهمته كيف يعرقل النقل ، وزير المالية مهمته كيف يسقط العملة ، وزير الخارجية مهمته كيف يشوه صورة اليمنيين في الخارج ، هذا غير صحيح ، ثم يقول انا اريد أن آتي لامارس العقاب الجماعي على الشعب اليمني . هذا شيء مؤسف”.