المستقبل نت عينك الثالثة على الحدث
مقالات مشابهة
كشف مصادر ديبلوماسية لــ “المستقبل” الاسباب الحقيقة وراء افتعال وفد حكومة الرياض المشارك في مفاوضات الكويت أزمة الجلسة الصباحية، والتي كللها تاليا بقراره تعاليق مشاركته في مفاوضات الحل السياسي التي ترعاها الأمم المتحدة، مشيرة غلى أن هذه التداعيات جاء استجابة لطلب سعودي بانتاج ذرائع تتيح عرقلة مفاوضات الحل السياسي، في سياق ردود الفعل الغاضبة وغير المباشرة للنظام السعودي حيال الخطوة التي اتخذها اليوم مجلس الشيوخ الأميركي بإقراره تشريعا يتيح محاكمة سعوديين وبينهم أفراد في العائلة السعودية الحاكمة بتهم على صلة بهجمات الــ 11 من سبتمبر 2011.
واكدت المصادر التي تحدثت إلى “المستقبل” إن اعلان رئيس وفد حكومة الرياض عبد الملك المخلافي اليوم بتعليق مشاركته مؤقتا في المفاوضات جوبه بانتقادات شديدة من واشنطن وسفراء الدول الــ 18 الراعية للتسوية والذي شرعوا اليوم في جهود لتلافي انهيار وشيك يهدد مسار المفاوضات، التي كانت أحرزت في اليومين الماضيين تقدما لافتا في الملفات السياسية والعسكرية والانسانية.
وبعيد انسحاب وفد حكومة الرياض من جلسة صباحية جمعته مع اعضاء الوفد الوطني برئاسة المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أبلغ رئيس وفد الرياض عبد الملك المخلافي المبعوث الاممي بصورة رسمية قرارا مفاجئا للوفد بتعليق مشاركته في المفاوضات بصورة مؤقتة وطالب ” بإعادة الحوار مع من سماهم “الانقلابيين وإلزامهم بالمرجعيات قبل استئناف المشاورات” فيما اعتبر محاولة لعرقلة المفاوضات والعودة بها إلى المربع الأول.
وطبقا للمصادر الديبلوماسية فقد لجأ النظام السعودي إلى الدفع بوفد حكومة الرياض إلى اعلان موقف يعرقل مفاوضات الكويت لتوجيه رسالة إلى واشنطن التي سبقت الموقف السعودي باعلانها دعم المفاوضات، مشيرة إلى أن الخطوة السعودية جاءت كتعبير عن رفضها الخطوات التي اتخذها الكونجرس الاميركي في اقرار قانون ” العدالة ضد رعاة الإرهاب” والذي صادق عليه مجلس الشيوخ الاميركي اليوم بالإجماع في خطوة تهدد بانهيار كامل للعلاقات بين واشنطن والعائلة الحاكمة في السعودية والتي كانت استخدمت خلال الفترة الماضية وسائل عدة من أجل كبح التوجهات لإصدار هذا القانون الذي سيضع لأول مرة أفرادا من العائلة السعودية الحاكمة في قفص الاتهام بتهم على صلة بالإرهاب.
وتزامنت الخطوة السعودية مع إعلان أميركي عبر عنه المتحدث باسم الخارجية الاميركية اليوم والذي وجه رسالة مباشرة إلى النظام السعودي بإشادته بالتقدم المحرز في مفاوضات الكويت وحضه جميع الاطراف على المضي قدما بمفاوضات الحل السياسي.
وكان رئيس وفد حكومة الرياض نشر في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي” تويتر” ما سماه بيان وفد الحكومة بتعليق مشاركته في مفاوضات الكويت وقال إن ” الجهود التي بذلها المبعوث الأممي للتحضير لهذه المشاورات وانعقادها على أساس الالتزام بالمرجعيات المعلنة إلا أن المشاورات ظلت تراوح مكانها بسبب مايبدو إصرارا مسبقا من قبل الانقلابيين لعرقلة كل الجهود الرامية لإحلال السلام” .
واتهم المخلافي الوفد الوطني ” برفضهم الالتزام بالمرجعيات والشرعية ورفض الانسحاب وتسليم السلاح والتدابير الأمنية المتعلقة بها خلافا للالتزامات والمطالب التي فرضها عليهم قرار مجلس الامن”.
وجاء البيان بعد ساعات من انسحاب وفد الرياض من الجلسة التي عقدت صباح اليوم بعد رفض الوفد الوطني المشارك في المفاوضات تطلب قدمه المخلافي لتنصيب الجنرال علي محسن رئيسيا للجنة العسكرية التي ستباشر مهمات عسكرية وامنية خلال الفترة الانتقالية المقبلة.
وإذ اعتبر المخلافي رفض هذا القرار تنصلا من التزامات الوفد الوطني حيال مرجعيات التسوية السياسية، فقد اثار الطلب موجة انتقادات واتهامات لوفد حكومة الرياض بالسعي إلى اجهاض مفاوضات الحل السياسي خصوصا وأن مرجعيات المفاوضات السياسية المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية واتفاق السلم والشراكة ومقررات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة أكدت كلها على التوافق كمبدأ حاكم لمفاوضات الحل السياسي ولم تتضمن بندا حول تنصيب شخصا من طرف هادي لتنفيذ استحقاقات معادلة الحل السياسي.
وبحسب مصادر قريبة من المفاوضات إن موقف حكومة الرياض المعلن اليوم كان متوقعا ومرجحا بعد الشوط الكبير الذي قطعته مفاوضات الحل السياسي في المضي بتأليف حكومة انتقالية توافقية تتولى تنفيذ استحقاقات التسوية في المرحلة الانتقالية المقبلة، وهي الخطوة التي اثارت حفيظة النظام السعودي وكذلك الرئيس المتنازع حول شرعيته عبد ربه منصور هادي والذي شرع منذ يوم أمس بإجراءات عسكرية وصفت بانها طيا رسميا لصفحة المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة في الكويت.
