وكشفت دوائر سياسية وديبلوماسية لـ “المستقبل” إن جهود مفاوضات الحل السياسي التي تقودها الأمم المتحدة في الكويت تتجه نحو تأليف حكومة توافق لمرحلة انتقالية، يلقى على عاتقها تنفيذ استحقاقات الحل السياسي والعسكري والانساني وسط تأييد دولي وأممي لإنجاز هذه الخطوة التي اكدت العديد من العواصم العربية والغربية تأييدها باعتبارها اساسا للمضي بخطة الحل السياسي.
وطبقا للمصادر فان الخطة الأممية بصورة عامة تقضي بتشكيل حكومة انتقالية توافقية وتمكينها من مباشرة مهماتها من العاصمة صنعاء بعد التوافق على منحها أكثر الصلاحيات السياسية والعسكرية والدستورية للرئيس المتنازع حول شرعيته عبد ربه منصور هادي، مع احتفاظ هادي بمنصبة شكليا وعودته إلى محافظة عدن لممارسة مهمات محدودة على صلة بالشأن الخارجي ومهمات بروتوكولية بما في ذلك المصادقة على القرارات الصادرة عن الحكومة.
ورجحت المصادر أن تتضمن خطوة تأليف الحكومة الانتقالية، الخطة المقرر أن يقدمها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي ـ مون إلى مجلس الأمن مشيرة إلى ضغوط يمارسها اللوبي السعودي في الأمم المتحدة للحيلولة دون تضمين هذا البند في خطة كي ـ مون .
وتأتي هذه الخطوة بعدما فشلت كثير من محاولات وفد حكومة الرياض واللوبي المرافق له في الكويت في دفع وفد المفاوضات الوطني للانسحاب من المفاوضات، ومحاولتهم تأليب عواصم عربية وغربية لدعم خطة تبناها النظام السعودي بالتنسيق مع عبد ربه منصور هادي ابدت تصلبا في تطبيق حرفي لقرار مجلس الأمن الدولي 2216 والنقاط الخمس التي حددها المبعوث الأممي سابقا اساسا للحل السياسي، وفي الصدارة تسليم السلاح والانسحاب من المدن وتسليم مؤسسات الدولة.
وطبقا لمصادر قربية من مفاوضات الكويت فقد ابدت الرياض تحفظها على الخطة الأممية التي لم يعلن عنها بصورة رسمية باعتبارها تتعارض مع بنود القرار الأممي 2216 غير أن سفراء الدول الراعية للتسوية ابلغوا الرياض أن الخطة أخرى أبلغت الرياض أن هذه الترتيبات ستكون محورا رئيسيا في الخطة التي سيقدمها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي ـ مون إلى مجلس الأمن استنادا إلى بيانه ا لأخير بشأن اليمن.
وكان ا لمبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أكد في آخر بياناته بخصوص المشاورات أن مفاوضات الأيام الماضية أفضت إلى اتفاق على نقاط محددة” مشيرا إلى أن التطبيق يتطلب الكثير من التمعن والتخطيط وتبقى الضمانات هي سيدة الموقف”
ولفت ولد الشيخ إلى أنه أطلع المجتمع الدولي على التصور المطروح للمرحلة المقبلة والذي قال أنه حظي بدعم دولي كبير” مشددا على أن المرحلة دقيقة وحان وقت الخيارات الحاسمة وتحديد مصير البلاد وضرورة أن يتحمل وفدي التفاوض مسؤولياتهم الوطنية بتأمين حقوق المواطنين والمواطنات في اليمن .
وكرر ولد الشيخ التأكيد على أن الأيام القادمة مصيرية لليمن وستبذل الأمم المتحدة كل الجهود لحث المعنيين بالشأن اليمني على الالتزام بواجباتهم الوطنية والانسانية” مشيرا إلى أن “مشاورات الكويت فرصة تاريخية من الصعب أن تتكرر” مؤكدا ضرورة “تقديم التنازلات للتوصل الى حل سلمي “.
وفسرت دوائر سياسية تصريحات ولد الشيخ هذه إلى رغبته في ايصال رسالة إلى وفد الرياض والنظام السعودي بحتمية التعاطي مع الأزمة اليمنية بالنظر بشكل متوازن إلى طرفي المفاوضات دون تغليب طرف على الآخر في اشارة إلى استحالة تنفيذ مطالب النظام السعودي ووفد الرياض المشارك في مفاوضات الكويت في الاعتراف بشرعية هادي وحكومة بن دغر والشروع بخطوات بتسليم الجيش واللجان الشعبية السلاح والانسحاب من المدن لهادي وحكومة بن دغر.
وعزت المصادر ذاتها العودة الكثيفة لغارات طيران العدوان السعودي على المحافظات اليمنية إلى المحاولات المحمومة للنظام السعودي اجهاض مفاوضات الكويت بعد توصلها إلى تفاهمات تحظى بدعم دولي على طريق تأليف حكومة انتقالية تلقى عليها مسؤولية تنفيذ استحقاقات التسوية السياسية في المرحلة المقبلة.
وكان المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ عقد اليوم جلسة مشاورات صباحية جمعته برئيسي وفد القوى الوطنية (محمد عبد السلام وعارف الزوكا) والذين قدما إلى المبعوث الأممي مقترحات تتضمن جنوانب تفصيلية لؤرية الوفد الوطني للحل السياسي والعسكري والجوانب الاقتصادية والانسانية، فيما عقد المبعوث الأممي لقاء آخر جمعة برئيس ونائب وفد حكومة الرياض.
وقالت مصادر قريبة إن الوفد الوطني فند مزاعم وفرضيات استمرار هادي في الحكم، وقدم بدائل واقعية قابلة للتطبيق في اجراءات نقل صلاحيات الرئاسة وفق مبدأ التوافق الى سلطة انتقالية بديلة،مؤكدا تمسكه بمبدأ التوافق السياسي كمدخل لضمان نجاح التسوية وطي مرحلة العدوان واثاره الواسعه في مختلف المجالات.
واكد الوفد الوطني تمسكه بالاتفاقات المبرمة بين المكونات السياسية التي حصلت في المراحل الماضية والمستندة الى مرجعيات اتفاق السلم والشراكةو مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الامن الدولي ذات الصلة.
وعقدت جلسات مشاورات مشتركة ضمت رؤساء اللجان التي حددت مسبقا, وركزت مداولاتها على استكمال النقاش خارطة الطريق وتصورات الوفود للمرحلة الانتقالية وتشكيل حكومة ولجان أمنية وعسكرية. وأفادت مصادرقريبة من المفاوضات أن الجلسة بحثت كذلك في مهمات الحكومة واللجان وكيفية تشكيلها.
وعصرا تعرقل انعقاد جسلة كان مقررا أن يعقدها اعضاء لجنة الأسرى والمعتقلين بعد تذرع وفد الرياض بعدم اكتمال نصاب اللجنة.