بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل: (الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً) النساء76، وصلى الله وسلم على سيدنا ومولانا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين وأصحابه الميامين.
يا شعبنا اليمني العظيم يا من شرفكم الله بأن جعلكم أنصاراً له ولرسوله، وبكم نشر الله دينه القويم، وكتابه الكريم، في مشارق الأرض ومغاربها، لقد بان الصبح لذي عينين بأن ما حذّر منه الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي قبل 14 سنة، يتحقق اليوم عيانا بيانا، فهاهي قوات الشيطان الأكبر أمريكا، تدنّس أجزاءً طاهرةً من أرضنا المباركة برا وبحرا وجوا، اليمن الذي وصفه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، بأنه بلد الفقه والحكمة والإيمان، لما وصف نجد اليمامة بأنها “قرن الشيطان”، وهذه يمن الإيمان، تواجه مملكة قرن الشيطان، أداة أمريكا الشيطان الأكبر في المنطقة، والتي لم يكفها قتل شعبنا اليمني وتدميره طيلة أكثر من 400 يوما.
يا شعبنا اليمني المجاهد والمبارك، إن أمريكا لما فشل وكلاؤها المحليون والإقليميون في عدوانهم عليكم، جاءت بنفسها، لما فشل الوكيل، حضر العدو الأصيل، ولم يعدم علة القاعدة وذريعتها، التي ما فتئ يوفِّرها ويدعمها سرا وجهرا، وهو الذي ما فتئ يجعلها جزءا مهما من تحالف عدوانه على اليمن، وحين اكتملت المسرحية، ووفروا الذريعة التي ظنوها كافية جاؤوا لاحتلال اليمن، بتلك الذريعة الفضيحة، والعلة القبيحة، والأمر كله مسرحية هزيلة، وآية ذلك أنهم طلبوا من تلك العناصر التكفيرية مغادرة المكلا، فغادروها في ليلة وضحاها، وطلبوا منهم أن يغادروا أبين، فغادروها، بدون أن يقتل منهم قتيل واحد، كما أنه إذا كانوا قد أعلنوا أنهم حرروا تلك المناطق فلماذا هذا التحشيد الأمريكي؟ ولأجل من دخل أسطول روزوفلت خليج عدن؟ وماذا تريد قوات المارينز من قاعدة العند، والمكلا، ومأرب؟.
يا شعبنا اليمني العظيم، إن من دعا الإمارات لاحتلال اليمن، رضي بدخول الأمريكان، فمشروع الجميع كما تجلى خلال 400 يوم من العدوان هو أبشع عدوان وأفظعه على مر التاريخ، إنه احتلال بلدنا، وتدميره، وقتل رجالنا، ونسائنا، وأطفالنا، وإهلاك الحرث والنسل، وتسيّد الفساد، وإعادة نظام الوصاية على شعبنا الحر، وقتل طموحاتنا المشروعة، في الحرية والكرامة، والعزة، والاستقلال.
يا شعبنا اليمني العظيم، إنه كما انفرد الشيطان وقرنه وحلفه بالخسة والفظاعة في العدوان، فقد أذهلتم العالم فرادةً وتميزًا في مواجهته، عندما خضتم بصمودكم وصبركم وشجاعتكم وإيمانكم وتضحياتكم أعظم البطولات، وانطلقتم إلى ميادين الجهاد فرادى وجماعات، وأيدكم الله بنصره ولطفه، وأفشلتم المخطط الشيطاني لسحقكم وتدميركم مما زاد حنق وحقد الأعداء عليكم، فجاء الشيطان الأمريكي الأكبر بجيشه وسلاحه ليدنس أرضنا الطاهرة في الجنوب اليمني، وكشف بذلك ما أخفاه عقودا من الزمن.
ولا يخفى على جميع رجالنا ونسائنا في يمن العزة والشموخ مصائر القوم الذين رضوا بدخول الأمريكان إلى بلدانهم، ولا يعزب عن وعي أحد منكم ما سطروه من عار مقيم، في العراق وأفغانستان، ولا سيما في سجن أبو غريب، وليخسأ كل عميل مؤيِّد لهم، لأننا نعلم أن من زرع القاعدة وداعش في العراق والبلدان الإسلامية عموما لا وثوق به في أن يحاربها في اليمن خصوصا، وكيف يقاتل القائد أفراده، وكيف يحارب الكل جزءه الذي لا يتجزّأ منه، وما هي إلا كذبة بلقاء مشهورة، لا توارى شناعة ووقاحة.
إن المجالس اليمنية الثلاثة الزيدي، والصوفي، والشافعي إذ ترفض هذا الوجود المدنِّس والوقح بكل أشكاله ومبرراته لهؤلاء المفسدين في الأرض، لتدعو شعبنا اليمني العظيم إلى التالي:
1- إعلان الجماهير اليمنية جميعا لرفضها هذا العدوان السعودي الأمريكي، ورفضها دخول الأمريكان إلى يمن الإيمان تحت أي مبرر، والتصدي لذلك بما أمكن، ووجوب تطهير البلد المبارك من كل ما يدنسه بكل الوسائل والطرق المتاحة والتي كفلتها الكتب السماوية، والمواثيق الدولية، والأعراف الإنسانية.
2- دعوة أبناء شعبنا اليمني العزيز إلى رص الصفوف حول قيادة الثورة الحكيمة والشجاعة، ممثلة بقائد المسيرة القرآنية؛ فإن التحام الشعب حول قيادة هزمت تحالفا كونيا، لمما يخيف الأعداء من حلف الشيطان، ويحيل عليهم ظنونهم الخبيثة، وإن الاعتصام بحبل الله جميعا، والثقة بالنصر والتأييد، والاستبشار بالنصر والفتح المبين، لهو من أهم ما يهزم الأمريكان ومرتزقتهم، (إن كيد الشيطان كان ضعيفا).
3- دعوة القيادات المدنية والشعبية والأحزاب والشخصيات السياسية إلى سرعة تشكيل حكومة وطنية تتولى مسئولية إدارة البلاد، وتيسر حاجات وحقوق اليمنيين الأحرار في أسرع وقت ممكن.
4- تستنكر المجالس الإسلامية الثلاثة ما يقوم به دعاة الفرقة من ترحيل واعتداء طال المواطنين اليمنين الساكنين في المحافظات الجنوبية بحجة أنهم من أبناء المحافظات الشمالية، فليتقوا الله في ذلك ولا يكونوا عوناً وأداة للمخطط الأمريكي الصهيوني لتمزيق اليمن، وأن يعلموا أن عملهم هذا مشين ومخالف لأخلاق اليمنيين وتعاليم ديننا الحنيف، ونحمل مسؤولية ذلك على الاحتلال الإماراتي الأمريكي، ألا هل بلغنا اللهم فأشهد.
اللهم احفظ شعبنا وأمتنا من كل سوء ومكروه، وانصرهم على عدوهم، واجعلهم مصدر خير ورحمة للعالمين، ودامت اليمن وشعبها حرة عزيزة أبية.
صدر في يوم الاثنين 9/ 5/ 2016م الموافق 2/ شعبان / 1437هـ،
عن:
المجلس الزيدي الإسلامي
المجلس الصوفي الإسلامي
المجلس الشافعي الإسلامي