استمرت المراوحات في جلسات اللجان المنبثقة عن وفدي مفاوضات الحل السياسي في الكويت حيث عقدت اللجان السياسية والعسكرية والإنسانية اجتماعات مشتركة انتهت مساء اليوم من دون ان تفضي إلى تفاهمات مشتركة في المسارات السياسية والعسكرية والانسانية.
والتقى وفد القوى الوطنية اليوم فريق سفراء الدول الــ 18 الراعية للتسوية السياسية (سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي والمانيا والاتحاد الاوروبي وكندا واليابان وتركيا وسفراء دول مجلس التعاون الخليجي).
وقالت مصادر قريبة من المفاوضات لـ “المستقبل” إن رئيس وفد انصار الله محمد عبد السلام عبر خلال اللقاء عن استنكار الوفد الوطني لخطوات انتهاك السيادة اليمنية المتمثلة بدخول قوات أميركية إلى الأراضي اليمنية اجنبية معتبرا هذا الخطوة تصعيد من شأنه أن “يعرقل مسار المفاوضات القائمة”.
وقال عبدالله ” عندما كنا نتحرك لمواجهة تنظيم القاعدة في جنوب اليمن كان البعض يستنكر علينا ذلك، واليوم هناك قوات اجنبية واطراف مختلفة تدخل اليمن باسم مواجهة القاعدة”.
وفي شأن ما يجري في جلسات المفاوضات أبلغ عبد السلام السفراء أنه من غير الجائز ان يتمترس طرف خلف رؤيته الاحادية” لافتا الى ان “مطالبتنا بسلطة توافقية لا يعني الغاء احد ولكن من شأن هذه الخطوة ان تعيد العملية السياسية الى مسارها الطبيعي” مشددا على ان” الحكومة التي يتشارك فيها الجميع قادرة مع الشعب اليمني على مواجهة خطر القاعدة.
وحذر ناطق انصار الله من ان الخروقات التي يقوم بها الطرف اﻻخر في البر ومن البحر والحو لها آثار سلبية على سير المفاوضات، معربا عن اعتقاده ان تفعيل عمل اللجان التفاوضية ولجان التهدئة يمثل حلا” لهذه القضية.
وكرر عبد السلام التأكيد ان لدى الوفد الوطني جدية كاملة في التقدم في الملف الانساني في حين ان الطرف الآخر لا يقدم اي مبادرة بخصوص ملف الاسرى والمفقودين لديه.
واعاد عبد السلام التشديد بان تشكيل سلطة انتقالية تشاركية تمثل المدخل الصحيح للدخول الى بقية القضايا التي تعد تفصيلا” من السهولة انجازه، كما اكد ترحيب اليمن بعودة السفارات للعمل في صنعاء مستنكرا ما يقوم به البعض في نقل” صورة خاطئة عنا بأننا لا نرحب بوجود السفارات وهذا لا اساس له من الصحة”.
وتحدث رئيس وفد المؤتمر الشعبي عارف الزوكا اليوم عن عمليات التهجير القسري لابناء المحافظات الشمالية في عدن واكد ضرورة رفع الحصار الشامل على اليمن ورفع القيود عن حركة اليمنيين.
واعلن الزوكا رفض الوفد الوطني اي تدخل اجنبي في اليمن معتبرا هذا موقف ثابت، ودعا الى مواجهة الارهاب المتمثل بالقاعدة وداعش، معيدا التاكيد على ضرورة تشكيل سلطة تنفيذية توافقية لمرحلة انتقالية مزمنة تنتهي باجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.
وكانت مصادر قريبة من وفدي المفاوضات أكدت أن وفد الرياض تجنب خلال الجلسات التي عقدتها اليوم اللجان الفرعية، الخوض في نقاش حول رؤية خاصة قدمها ممثلو الوفد الوطني في اللجنة العسكرية اليوم وسط محاولات محمومة من ممثلي وفد الرياض تحويل اللجنة الفرعية المعينة ببحث الملف العسكري والأمني إلى لجنة لاعداد خطة لتسليم السلاح إلى ما يسمونه حكومة هادي الشرعية.
وطبقا لمصادر قريبة من المفاوضات فقد ناقشت اللجان الفرعية في جلسات اليوم تثبيت وقف اطلاق النار والرؤى السياسية المقدمة من الوفدين.
وذكرت المصادر أن وفد الرياض برئاسة المخلافي رفض إصدار بيان مشترك باسم أطراف التفاوض يندد بسياسة التمييز العنصري وما جرى من ممارسات غير قانونية تمثلت بقيام قيادات من مرتزقة العدوان بمحافظة عدن بترحيل مواطنين من أبناء المحافظات الشمالية من المدينة. واعتبر ممثل أنصار الله في المشاورات محمد عبدالسلام ممارسة سلطات في عدن تدعي الشرعية سياسة التمييز العنصري والمناطقي بترحيل المواطنين “كارثة أخلاقية وإنسانية كفيلة بإسقاط نظام كامل الصلاحيات”.
هذا وكان طالب الأمين العام للمؤتمر الشعبي عارف الزوكا في افتتاح الجلسة بإصدار بيان مشترك يدين ماحدث في عدن وكررها ثلاث مرات، لكن وفد الرياض رفض ذلك رفضا باتا. ويأتي ذلك وسط استمرار ترحيل المئات من أبناء المحافظات الشمالية من محافظة عدن في صورة تعكس الممارسات العنصرية التي خلفتها قوات الغزو والعداون السعودي الأمريكي منذ سيطرتها على المحافظة في يوليو الماضي. وكانت أعلنت ما تسمى المقاومة الجنوبية عن استمرار ترحيل أبناء الشمال وتحديد شروط لمن أراد البقاء في عدن.