أصدرت اللجنة الأمنية بمحافظة عدن بيانا توضيحيا لما سمته ” الترويج الإعلامي من قبل وسائل إعلام الانقلابيين إزاء الاجراءات والتدابير الأمنية التي تنفذها الأجهزة الأمنية في محافظة عدن وفقاً لمقتضيات الخطة الأمنية الشاملة لتأمين عدن وسكانها من خطر الجماعات الإرهابية والتخريبية”.
وجاء في بيان اللجنة الأمنية ما يلي ..
لم يعد خاف على أحد ارتباط هذه الجماعات بالقوى الانقلابية على الشرعية التي تسعى من خلالها لزعزعة الأمن والاستقرار واشاعة الفوضى واثارة الخوف والذعر في مدينة عدن والمحافظات المحررة وإظهارها للرأي العام المحلي والخارجي كمناطق خارجة عن سيطرة سلطات الدولة الشرعية، وبما يخدم ويعزز مواقفها التفاوضية في المفاوضات التي تديرها الأمم المتحدة حالياً في الكويت أو ستديرها مستقبلاً.
لذلك وتوضيحاً لأي لَبْس قد يثيره ذلك الترويج الاعلامي لدى الرأي العام المحلي والخارجي حول حقيقة ما يتم من اجراءات وتدابير أمنية في محافظة عدن حالياً، تؤكد اللجنة الأمنية العليا محافظة عدن على الآتي:
١) إن تلك الاجراءات والتدابير الأمنية تستهدف تأمين عدن وسكانها وحفظ دمائهم وسكينتهم وحقوقهم المحمية بجميع الشرائع السماوية والانظمة والتشريعات القانونية الدولية والوطنية، من أي خطر أو عدوان عليها أياً كان فاعله ومصدره.
٢) إن اجراءات التحقق من الهوية الشخصية الذي تنفذه الوحدات الأمنية ونقاط التفتيش المنتشرة في الخطوط الرئيسية ومداخل المدينة ومناطقها، وتوقيف من لا يحمل أوراق إثبات شخصيته، يمثل اجراءً قانونياً وتدبيراً أمنياً تقره التشريعات الوطنية النافذة وتستوجبه الأوضاع والظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد وعدن خصوصاً بعد انتشار الاغتيالات اليومية والأعمال المخلة بأمن واستقرار وسكينة المحافظة وسكانها، ولا تستهدف تلك الإجراءات والتدابير الأمنية اشخاصاً أو مواطني منطقة أو محافظات معينة كما تروج له بعض التناولات الاعلامية المغرضة، بل يخضع له جميع المواطنين أياً كانت منطقتهم أو محافظاتهم بمن فيهم مواطني عدن انفسهم، وبإمكان المنظمات والهيئات الحقوقية المحلية والدولية النزول والتحقق من ذلك على أرض الواقع.
٣) أن عدن كانت ومازالت وستبقى مدينة السلام والوئام والتآلف والمحبة والتعدد والتنوع العرقي والثقافي والفكري، دون تمييز بين أحد من سكانها أو وافديها بسبب الجنسية أو الدين أو الانتماء العرقي والمناطقي والجهوي، مع التأكيد على أن جميع ابناء محافظات الشمال متواجدون في عدن حالياً ومن سابق ويعاملون كأبناء عدن في جميع حقوقهم في الاقامة والتنقل وممارسة اعمالهم التجارية وغير ذلك، وبإمكان المنظمات الحقوقية والإنسانية النزول ورصد ذلك على الأرض، وإجراء حمل الهوية لا يستهدفهم وحدهم فقط كما قد يروج له.
هذا ما لزم بيانه وتوضيحه مع حثنا لوسائل الاعلام تحري دقة ومصداقية أي خبر قبل نشره.
وجاء ذلك فيما نشر ناشطون مقاطع فيديو وصورا توضح العشرات من أبناء المحافظات الشمالية تم اعتقالهم من منازل وفنادق ومحال تجارية وهم يلوحون ببطاقات الهوية، نافين مزاعم السلطات الأمنية في عدن بشأن عدم امتلاكهم وثائق اثبات الهوية.
مواطن من ابناء محافظة تعز تم ترحيله قسرا من عدن في اطار عمليات التنظيف للشماليين وتظهر في يده هويته الشخصية
***
بيان الهيئة الشرعية الجنوبية للدعوة والإرشاد والإفتاء بشأن طرد أبناء المحافظات الشمالية من عدن
نص البيان :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فأن الحفاظ على أمن العاصمة عدن مسؤوليتنا جميعا وأنا مع كل الإجراءات التي تتخذها السلطة المحلية والأمنية بالعاصمة عدن لوضع حد لكل من يريد العبث بأمن المواطنين وكشف خيوط العصابات الإجرامية التي تسفك الدماء وتنتهك حرمة الأعراض والأموال.
ألا أن ما أقدمت عليه الجهات الأمنية في عدن من طرد ما يزيد عن ثمانمائة شمالي بحجة عدم امتلاكهم للهوية الشخصية وبتلك الطريقة التي لا أجد لها مبررا أمر مستهجن وخطوة انتحارية وأسلوب يأباه كل جنوبي غيور على عدن ومخلص للجنوب وقضيته.
بل لا أبالغ لو قلت أن خطوة كهذه تخدم المشروع الإيراني الذي نجح التحالف العربي في قطع ذراعه بعدن وتصب في صالح خانة” الحوثي صالح”
ومع إدراكي لأهمية الجانب الأمني ولاسيما في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها عاصمتنا الحبيبة عدن.
ألا أن المعالجات يجب أن تكون على مستوى عال من الحنكة والذكاء وينبغي أن تتميز بالحكمة والعقلانية ذلك أن القرارات الارتجالية التي دأب البعض في اعتسافها لن تخدم المواطن العدني الذي أنهكته الصراعات والحروب وأثقلت كاهله تردي الخدمات وأتعبه الغلاء المعيشي.
فالمواطن بحاجة إلى أمن يحفظ له ماله ونفسه وعرضه ويتطلع إلى الاستقرار الذي لن يتأتى في غياب الدولة والتباطؤ في بناء المؤسسات التي دمرتها مليشيات الأجرام”الحوثي العفاشي”.
أن الإجراءات الأمنية ومعالجة الاختلالات ينبغي أن تتصف بالحصافة بعيدا عن ردود الأفعال التي تقودنا إلى الكوارث والنكبات.
فالحلول يجب أن تتسم بروح المسؤولية الوطنية وخصوصا لأصحاب القرار والسلطة فما تشهده عدن يضربها وبسكانها الآمنين ولا يخدم أمن المواطن العدني واستقراره فالمسؤولية المناطة بالسلطة المحلية والأمنية هي الخروج من الأزمات التي تعاني منها عدن وسكانها بأقل الخسائر لا يصب الزيت على النار!!.
ولذلك أناشد محافظ عدن عيدروس الزبيدي ومدير أمن عدن شلال علي شايع لوضع حد لمثل هذه التصرفات التي لن تخدم الجنوب وشعبه بل قد تضر بمستقبل عدن والجنوب وتجعلنا في عزلة من أشقائنا في دول مجلس التعاون الخليج العربية.
فعليهما أن يدركا أنهما يمثلان الشرعية ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي الذي هو رئيس لكل اليمنيين .
وأطالبهما بسرعة عقد مؤتمر صحفي يوضحان فيه بشفافية ملابسات ذلك الأجراء ولماذا أقدما عليه أن كان ذلك بأمر منهما وأن لم يكن بأمرهما فعليهما توضيح ذلك للرأي العام ومحاسبة من أقدم على ذلك حتى لايؤخذا بجريرة غيرهم ويخرسا الألسنة التي تبث الفتن وتزرع الشقاق.
لقد تحدث البعض أن ذلك الأجراء شمل أيضا بعض الجنوبيين ولم يكن مقتصرا على الشماليين وعلى فرضية صحته فأن حفظ الأمن لايكون بترحيلهم من عدن بل بتصحيح أوضاعهم أن كانوا لايحملون هوياتهم ولنا أسوة بالسلطات الأمنية بالمملكة العربية السعودية التي عالجت أوضاع اليمنيين النازحين من جراء الحرب ممن لايحملون جوازات فقامت بتصحيح أوضاع مايربوعن ستمائة ألف نازح. ومن ثبت تورطه في أي عمل أجرامي أو إرهابي فيجب محاسبته وفق القانون وإنزال مايستحقه من عقوبة رادعة ومن لم يثبت تورطه في عمل إرهابي أوأجرامي فلا يجوز شرعا ولا قانونا مساواته بالمدان أوالضالع بالجريمة!!.
ناهيك عن منافاة تلك الإجراءات التعسفية للعقل والعرف!!.
أتمنى وضع حد للمهاترات في وسائل التواصل الاجتماعي فالعد والمتربص بنا والذي يهدد أمننا القومي العربي ويستهدف عقيدتنا الإسلامية قد يستفيد من كل تصرف أرعن يرتكبه البعض في لحظة الطيش السياسي أيوقع فيه في حالة اللاوعي بالمخاطر التي تحدق بنا وتهدد كياننا وهويتنا العربية الإسلامية.
وعلى الجميع أن يتقوا الله ولا يؤججوا الفتنة بيننا فالفتنة نائمة لعن الله من أيقظها فمن عجز عن الصدع بالحق فليصمت ولا يشرعن للباطل وصدق رسول الله-صلى الله عليه وسلم-القائل:”من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيرا أوليصمت”.
وصل اللهم على نبينا محمد وأله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.
حسين عمربن شعيب.
رئيس الهيئة الشرعية الجنوبية للدعوة والإرشاد والإفتاء.
يوم الأحد: غرة شعبان1437
الموافق8مايو(أيار)2016