على اكثر من صعيد سياسي وعسكري وأمني توالت خلال الساعات الماضية ردود الفعل المناهضة لتدفق القوات الأميركية إلى المحافظات الجنوبية مع استمرار الجيش الاميركي بالتنسيق مع تحالف العدوان السعودي ومرتزقة الرياض في دفع المزيد من القوات إلى الاراضي اليمنية والتي شهدت اليوم وصول دفعات جديدة من قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) إلى سواحل محافظة شبوة وسط تداعيات سياسية كبيرة اشاعها التواجد العسكري الأميركي في الأراضي اليمنية.
وفي موقف وصف بأنه “قوي” دعا رئيس المجلس السياسي لجماعة انصار الله صالح الصماد الشعب اليمني بسائر قواه السياسية والاجتماعية إلى التحرك الجاد والمسؤول والاستعداد لمواجهة الاحتلال الاميركي قبل أن تستحكم قبضة الأميركيين، مشددا على ضرورة ان يدرك الشعب اليمني المؤامرة في وقت مبكر.
وجاء هذه الموقف بالتزامن مع اخر أعلنه رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي اليوم والذي أكد أن الشعب اليمني لن يقبل الحشود الأميركية في المحافظات الجنوبية وسيتم مواجهتها كما كانت المواجهة منذ أكثر من عام في كل الجبهات التي اشعلتها أمريكا وقادتها وتستمر في غيها وعدوانها مع القوى والجماعات والدول التي لا تمثل أكثر من دمى تحركها أمريكا كيفما تريد ضد اليمن وشعبه وحريته واستقلاله.
وأضاف “إنهم اليوم يحتلون مناطق مهمة من أرضنا ووطننا اليمني وهو ما يوجب على الجميع من أحرار هذا البلد وجيشه وأمنه ولجانه الشعبية، مواجهة المحتلين والغزاة بروح جماعية متفانية.
واكد “أن المؤامرة الكبيرة على اليمن والشعب اليمني أصبحت واضحة للجميع وبعد انتهاء مرحلة العدوان والدمار يأتي الغزو والاحتلال ويصل الأمريكيون وقواتهم الى السواحل والمدن اليمنية ويدخلون في بعض القواعد العسكرية اليمنية كفصل من فصول المؤامرة الحقيقة التي قادتها أمريكا وخططت لها وتستمر في إدارتها وتعنتها وصلفها وعدوانها”.
وقال الحوثي ” إن أمريكا إذا وضعت قدمها على أرض بلد حل فيه الخراب والدمار والتفجيرات وأعمال القتل والارهاب والتفخيخ وتحريك عناصرهم الإرهابية المحلية في أي بلد لتدميره وما العراق الشقيق عنا ببعيد.. مما يحتم علينا اليقظة البالغة والحذر وتحمل مسئولية الوطن وأمنه من قبل الخريجين وزملائهم وكل منتسبي المؤسسة ال”
ولفت إلى أن وصول الفرق الأمريكية إلى قاعدة العند وغيرها من المناطق دليل على النية المبيته والحقيقية والاستهداف الممنهج لليمن مما يوجب استيقاظ الجميع من كل فئات الشعب وأخذ الحذر والاستعداد لمواجهة هذا الغزو وخطورته.
وفي غضون ذلك عقدت اللجنة العامة لحزب المؤتمر الشعبي العام اليوم اجتماعا استثنائيا اليوم برئاسة نائب رئيس المؤتمر صادق أمين أبو راس، وبحث في مستجدات العملية السياسية والمفاوضات الجارية في الكويت، والتداعيات الميدانية بوصول قوات اميركية إلى عدة محافظات جنوبية.
وأكد الاجتماع على موقف المؤتمر الشعبي العام المبدئي والثابت الرافض للعدوان والتواجد الأجنبي على الأراضي اليمنية والداعم للحوار والحلول السلمية سلام الشجعان حقناً للدماء.
مذكراً بموقف المؤتمر الشعبي العام الرافض للإرهاب والذي حذر من خطورته وطالب بضرورة تجفيف منابعه وإيقاف الدعم السعودي المادي والسياسي والفكري له.
واعتر حزب المؤتمر أن “عملية التدمير للمقدرات العسكرية والأمنية من قبل العدوان كان عمل ممنهج هدف إلى فتح المجال أمام العناصر الإرهابية (القاعدة وداعش) للتوسع والسيطرة على أكبر قدر ممكن من الأراضي اليمنية، واستخدام القاعدة وداعش من قبل السعودية وهادي المدعي للشرعية كمبرر للتدخل الأجنبي من خلال التنسيق مع تلك العناصر الإرهابية ونقلهم بين المحافظات ومن منطقة إلى أخرى، وعبّر عن إدانته لكل تلك الممارسات والتي تهدد الأمن والاستقرار ليس فقط على المستوى الوطني وإنما على مستوى المنطقة والعالم.
وإذ عبر المجتمعون عن تقديرهم للوفد الوطني المشارك في مشاورات الكويت والدور المسؤول الذي يقوم به والحريص على مصالح الشعب اليمني وفق المبادئ والثوابت الوطنية، فقد اكدوا في بيانهم الختامي الصادر عن الاجتماعي على دعم جهود الوفد الوطني والثبات والصمود في كل المواقع والميادين وأخذ الحيطة والحذر من محاولات شق الصف الوطني وأن يعمل الجميع على تفويت هذا المخطط وعدم إعطاء المبررات والذرائع لتنفيذ مثل هذه الأجندات.
وطالبوا بضرورة رفع الحصار المفروض على بلادنا والسماح بدخول السلع والمشتقات النفطية وتسيير رحلات الطيران المدني دون أي عراقيل واعتبار ذلك أولوية من أولويات المشاورات، معبرين عن إدانتهم للممارسات المسيئة والمهينة التي يتعرض لها المواطنون اليمنيون في مطاري بيشة والأردن، وأن هذه الممارسات تسيء لأبناء الشعب اليمني كافة وتندرج في إطار العدوان على بلادنا أرضاً وشعباً.
ودعوا المجتمع الدولي وفي المقدمة مجلس الأمن الدولي وسفراء الدول العشر إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه ما تتعرض له اليمن والشعب اليمني والضغط على النظام السعودي لإيقاف تحليق الطيران والغارات التي يشنها ورفع الحصار عن الشعب اليمني وإلزام مرتزقته بوقف إطلاق النار والتحشيد وعدم وضع العراقيل أمام مشاورات الكويت ومحاولة إفشاله.3