مرة اخرى تتصدر الأمم المتحدة ومبعوثها اسماعيل ولد الشيخ الواجهة في تبنى اجندات النظام السعودي واخفاء مساعيه لاجهاض مشاورات التسوية وانتهاكاته السافرة لإعلان وقف النار والتي سجلت تطورا خطيرا خلال اليومين الماضيين في صورة كشفت النقاب عن ادوات الضغوط السياسية والديبلوماسية للنظام السعودي بعد الهزات التي افقدته ادواته التخريبية لمفاوضات الحل السياسي في الكويت بعيدا عن فعل البروبغاندا والضجيج الإعلامي المهيمن.
وقياسا بتفاعله اللافت مع زوبعة ذرائع مختلقة سوقها وفد الرياض في مشاورات الكويت وعطلت مشاورات التسوية لعدة أيام، تجاهل المبعوث الاممي الى اسماعيل ولد الشيخ في مؤتمره الصحافي اليوم التعليق على سلسلة انتهاكات صريحة وموثقة لتحالف العدوان السعودي بالغارات الهستيرية التي شنها على الضواحي الشرقية للعاصمة ومحافظة مأرب ونشره زوارق حربية وتعزيزات في مناطق الساحل الجنوبي مع استمرار طائراته الحربية و التجسسية بالتحليق في سماء المحافظات اليمنية في انتهاكات كشفت نياته المبيتة باجهاض مفاوضات الحل السياسي وتحديه السافر للإرادة اليمنية والدولية بالسلام.
دور المبعوث الأممي لم يقف عند هذا الحد بل تعداه إلى تجاهل تحركات عسكرية ميدانية شرع فيها الحليف الثاني في العدوان على اليمن دولة الإمارات والتي دفعت بقوات مجنزرة إلى حضرموت ومحافظة ارخبيل سقطرى تلاها دفع الإدارة الأميركية قوات إلى قاعدة العند في محافظة لحج وتعزيزها بإمدادات لوجيستية بذريعة الحرب على الإرهاب، في تحركات حرب علنية نفى المبعوث الأممي عمله بها في طرح حمل صيغة النفي كما حمل بلغة ديبلوماسية تأكيدا على عدم تأثير هذه الخطوات بمفاوضات التسوية الجارية في الكويت.
وعوض الإدانة لما علمه من انتهاكات سافرة تهدد مسار التسوية عبَر ولد الشيخ في مؤتمره الصحافي عصر اليوم عن قلقه حيال معلومات تلقاها يومي أمس واليوم عن خروقات متعددة لوقف الأعمال القتالية والتي قال أنها أمر مقلق ونتابعه بحرص مع الأطراف والجهات المعنية بدعم قوي من المجتمع الدولي” في اشارة ذات مغزى وضع فيها المبعوث الأممي عراقيل التسوية كلها في سلة الجبهات الداخلية محيدا العدوان الخارجي ومعمدا صك براءة للنظام السعودي حيال انتهاكاته اليومية في الغارات المتجددة والتحليق المستمر للطائرات واغراق الجبهات الداخلية بالأسلحة.
ورغم جسامة خروقات النظام السعودي جوا وبحرا وجوا والتي كانت موضع تعهدات دولية في وقت قريب فقد اجتهد المبعوث الأممي بتسوية الطريق لهذه الانتهاكات بعدما افصح عن خطته لما سماه ” تحييد المسار السياسي لمشاورات السلام اليمنية عن الأوضاع الميدانية” ما يعني استمرار النظام السعودي في غيه وعدوانه وانتهاكاته مقابل تسويق دولي بأن العراقيل داخلية.
وعلى أن ولد الشيخ قد أفتى بأن العراقيل يمنية صرفة وقضى الأمر، فقد شدد على ضرورة ألا يؤثر ذلك على مجريات الحوار والمشاورات التي قال أنها ستستمر في ظل ارادة وعزم على التوصل إلى حلول للأزمة التي يعرف المبعوث الأممي وممثلي الدول الــ 18 الراعية للعملية السياسية أنها تمضي في طريق آخر بعيدا عن مفاعيلها الحقيقية.
زاد من ذلك منحه وقودا جديدا لمرتزقة العدوان السعودي في الداخل بعدما أوكل لها مهمات تقصي الحقائق في الدعاوى الكيدية لمرتزقة العدوان السعودي في شأن الخروقات الميدانية اليومية.
وزيادة في الحرص فقد اكد التزامات اطراف التفاوض بدعم اللجنة واللجان المحلية لتثبيت وقف الأعمال القتالية في المحافظات المعنية والبدء من فوهة الأزمة والذرائع محافظة تعز التي اردها المبعوث الأممي هذه المرة أن تكون ” نموذجا لتأمين الايصال المستمر للمساعدات الانسانية”.
وسوى ذلك فقد أعاد المبعوث الأممي ما تحدث عنه في بيان سابق في شأن التقدم المحرز الملف السياسي بالتوافق على تشكيل لجان سياسية وعسكرية وامنية وإنسانية والتي قالت أنها جاءت بغرض الدفع بمسيرة السلام الى الأمام، من طرق توزيع المشاركين على ثلاث فرق عمل تركز على المسار الأمني والسياسي وقضية السجناء والمعتقلين.
كما اعاد التذكير بالإنجازات الانسانية في افساح المجال للمنظمات الانسانية بالتحرك للقيام بواجباتها وايصال المساعدات الانسانية. ففي محافظة تعز مثلا، تم توزيع المياه الصالحة للشرب وتم انشاء فرق عمل صحية لمتابعة الحالات الطارئة وتأمين الخدمات الصحية، ومبادرات حماية الأطفال في حالات الطوارئ التي انطلقت في محافظتي حجة والجوف وجهود الدعم النفسي وتزويد ما يقارب 9 ملايين شخص بالمواد الغذائية الأساسية.
اما المفاجأة الكبرى فقد تمثلت باعلان المبعوث الأممي قراره بـ التعاون مع مجموعة من القيادات النسائية كأصوات للسلام تعكس رؤية وتوجه النساء اليمنيات معلنا عن وصول سبع سيدات يمنيات قياديات سوف يقابلن المعنيين في الملف اليمني لحثهم على التوصل الى حل سياسي شامل يعيد الأمن لليمن والسلام لأبنائه وذلك عبر تقديم رسائل موجهة ومدروسة إلى المتحاورين والمجتمع الدولي. ان دور المرأة كان بالغ الأهمية خلال الحوار الوطني ولا شك أنه سيبقى مهما وجوهريافي هذه المرحلة وخلال مرحلة اعادة الاعمار”.