قالت مصادر قريبة من مفاوضات التسوية في الكويت لـ”المستقبل” إن الوفد الوطني أبلغ المبعوث الأممي والمسؤولين الكويتيين اليوم أنه لن يغادر الكويت، نتيجة العقبات التي حاولت دون استمرار جلسات المباحثات بعد اعلان وفد الرياض تعليق مشاركته، فيما أكد المبعوث الأممي اسماعيل والد الشيخ أن الجهود لا تزال تبذل من أجل التقريب بين وجهات النظر بين وفدي صنعاء والرياض.
وجدد وفد القوى الوطنية التأكيد على حرصه استمرار المفاوضات الحل السياسي للوصول إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة في اليمن وقال الناطق الرسمي لجماعة انصار الله محمد عبد السلام إن الوفد الوطني مستعد لاستئناف المفاوضات، مشيرا إلى أن تعليقها من جانب وفد الحكومة لا مبرر له. وأضاف “نحن لم نعلق المشاورات، نحن نلتزم بالمسارات المحددة بشكل واضح ونناقش الرؤية. الذي يعطل المشاورات هو وفد الرياض”.
واستبعد عبد السلام ان تكون المفاوضات قد وصلت إلى طريق مسدود وقال” ليس هناك طريق مسدود، لكن المفاوضات تواجه تعنتا وتعللا وأعذارا واهية ليس إلا. لم نصل إلى مناقشة قضايا جوهرية”.
ومن المقرر أن يلتقي الوفد الوطني مساء اليوم امين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني والذي قيل أنه وصل إلى الكويت اليوم في محاولة لانقاذ مفاوضات السلام اليمنية.
وبحسب مصادر قريبة تحدثت إلى “المستقبل” فان اللقاء بالزياني يأتي بعد سلسلة لقاءات اجراها المبعوث الأممي اليوم مع وفدي المفاوضات في مسعى لضمان عودة الجميع إلى طاولة التفاوض .
لكن المصادر ذاتها أكدت أن الجهود التي بذلها مسؤولون كويتيون ومعهم المبعوث الأممي اليوم وأمس اخفقت في اقناع وفد الرياض العودة إلى طاولة المفاوضات بعدما أعلن تعليق مشاركته احتجاجات على ما سماه سيطرة الحوثيين على معسكر اللواء 19 ميكانيكي (لواء العمالقة) في مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران.
واثار موقف وفد حكومة الرياض حال من الجدل خصوصا وأن هذا اللواء العسكري يقع محافظة بعيدة عن المحافظات التي يتمركز فيها فلول مرتزقة العدوان السعودي ولم يكن يوما مواليا لما يسمى “الحكومة الشرعية” ناهيك بكونه تعرض لسلسلة غارات خلال الفترة الماضية شنها طيران العدوان السعودي على معسكرات اللواء الواقعة في الجبل الأسود بمحافظة عمران.
وانتقدت الأمم المتحدة اليوم بشدة موقف وفد حكومة الرياض وقالت إن الوفد علق مشاركته في المفاوضات رغم الأجواء الإيجابية التي تحققت خلال الفترة الماضية، فيما عزت دوائر سياسية يمنية وعربية التصلب الذي أبداه وفد الرياض حيال مبررات قراره تعليق مشاركته في المفاوضات بأنها تعود إلى أوامر تلقاها من الرياض بانتظار أوامر أخرى تتيح له العودة للمشاركة في هذه المفاوضات.