كشف اجتماع موسع رأسه اليوم رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي مع أعضاء اللجنة الأمنية العليا وهي اعلى هيئة عسكرية في اليمن، الترتيبات والخطوات والاستعدادات التي باشرتها قوات الجيش واللجان الشعبية واجهزة الأمن في مواجهة مؤامرات تحالف العدوان السعودي فيما تحدث رئيس الثورية العليا عن خيارين حيال نجاح أو فشل المفاوضات الجارية في الكويت وخصوصا “بعد وضوح عدم جدية طرف العدوان المفاوض واختلاقه الأعذار من أجل استمرار أغراض العدوان وأدواته”.
واكد الحوثي لدى ترأسه اليوم بصنعاء الاجتماع الموسع للجنة الامنية العليا بحضور قيادة وزارتي الدفاع والداخلية ورؤساء الأجهزة الأمنية وقائد المنطقة على ضرورة جهوزية الشعب اليمني أمام” واقع التعامل مع العدوان على اليمن ومفاوضات الكويت وفق خيارين الأول “استمرار في المواجهة والصمود، مع احتمال فشل الحوار بعد وضوح عدم جدية طرف العدوان المفاوض واختلاق الأعذار من أجل استمرار أغراض العدوان وأدواته، والآخر ” الجهوزية للتعامل مع توقف العدوان واستحقاقات ما بعد مرحلة التفاوض واحتواء الموجات المتوقعة من التخريب والعبث بالأمن وإعادة تصدير الإرهاب وأدواته إلى اليمن كما هو حاصل الآن “.
واكد الحوثي أن اليمن اليوم في حاجة إلى “الكثير من العمل لمواجهة كل الاحتمالات ومن منطلق الإنجازات وعدالة القضية والمظلومية على الشعب اليمني واليقظة والتفاني الذي حققته الأجهزة الامنية وكوادرها التي جعلت الوضع مختلفا تماما عما كان يريده العدوان وأدواته وقلصت من الأعمال الإجرامية والإرهابية وأحبطت الكثير من المخططات والخلايا والأعمال الاجرامية بحق الوطن والمجتمع” .
ولفت إلى ما ترصده الأجهزة الأمنية من محاولات القوى الإرهابية وأدوات العدوان تعزيز تواجدها في بعض المناطق وتطوير إمكاناتها وخلق حلقات تواصل جديدة يحبطها التكامل والتفاني في العمل واليقظة الأمنية والروح الوطنية المخلصة والتكامل الاجتماعي مع أجهزة الأمن.
وخاطب المشاركين في الاجتماع بالقول” أنتم ومن خلال مواقعكم العملية والمهنية وخبراتكم أكثر من يعرف ويدرك المؤامرة على اليمن وأبعادها وخلفياتها ومساراتها وإلى أين كانت تريد أن تصل باليمن وشعب اليمن وما هي الخطط البديلة لأعداء اليمن وحريته استقلاله وسيادته، لذلك صمدتم وكنتم قوى وطنية أصيلة وستستمرون في الصمود ومواجهة مشاريع التآمر والخيانات “.
ولفت إلى أن “مسار وتحولات العدوان والدور الأمريكي والإسرائيلي قد كشفت جميعها زيف الإدعاءات حول أن التحولات السياسية في اليمن تشكل خطرا على جيرانها وغير ذلك فيما كانت اليمن دوما وطن السلم والسلام ولم تكن يوما منطلقا لأي عدوان على جار أو شعب أو جغرافيا وأن جوهر العدوان يمثل صورة من صور التداعيات الجيو استراتيجية لتحولات يشهدها العالم ومحاولة حماية أمن ومصالح إسرائيل في المنطقة وتحويلها إلى شرطي مرور في التحولات القادمة عبر تحالف مع بعض القوى في المنطقة صار مكشوفا للجميع عسكريا وأمنيا واقتصاديا”.
وأكد القائم بأعمال وزير الدفاع اللواء الركن حسين خيران على الجاهزية واليقظة والمتابعة المستمرة لتطورات الأوضاع ومسارات التفاوض والإلتزام بوقف إطلاق النار إلى أقصى الحدود حرصا على إنجاح عملية التفاوض وتنفيذا لتوجيهات قيادة الثورة واستعداد وحدات الجيش واللجان الشعبية لأي تطورات في الوضع المستقبلي سلما أو حربا.
وأشار إلى أن الضجيج الاعلامي حول اللواء 29 في عمران في هذا التوقيت وما سبقه من توظيف سياسي، لم يظهر طوال عام من تعرض اللواء للغارات الجوية من طيران العدوان الذي استهدفه في ليلة واحده بأكثر من 12 غارة متتالية أحدثت فيه اضرارا جسيمة.
وأكد اللواء خيران أن قيادة اللواء وأفراده ينتشرون في المواقع المحددة لهم وأن مركز قيادة اللواء ومركز قيادة المحور مدمرتان من قبل العدوان وأنه لم يتعرض لما أشيع حوله من هجوم .
بدوره استعرض وزير الداخلية اللواء جلال الرويشان الجاهزية في المؤسسة الأمنية وامتصاصها لكل ما لحقها من آثار العدوان وتدمير المقار والبنية التحتية لها وخلق بيئات عمل بديلة والمشكلات التي تجري معالجتها واستمرار الأجهزة الرئيسية طوال فترة العدوان في ممارسة عملها والأوضاع الخاصة بالسجون واحتياجاتها .
في حين قدم القائم بأعمال رئيس جهاز الأمن السياسي اللواء عبد القادر الشامي تقريرا عن تحركات الجماعات الإرهابية ونقلها من حضرموت إلى محافظات مأرب والبيضاء وتعز وغيرها والأهداف الخفية للعدوان وأدواته لنقل المعركة إلى المدن وآليات مواجهة المخططات الاجرامية والإرهابية.
من جهته أشار نائب رئيس جهاز الأمن القومي إلى التحديات الأمنية عقب إعادة توزيع الجماعات الإرهابية خارج حضرموت واستمرار التحديات الأمنية في كل الحالات والآليات الكفيلة بتكامل الجهود .. مشيدا بالجهود والتكامل الذي استمر خلال عام من العدوان وضرورة البناء عليه لمواجهة كل التغيرات في الوضع مستقبلا.
وأقر الاجتماع تحديد الأولويات الخاصة بالعمل في الفترة المستقبلية ووضع حد للمخالفات الأمنية، ومراجعة الخطة الأمنية الحالية وتحديثها.
وناقش الاجتماع أوضاع السجون والأضرار التي لحقت بها جراء قصف العدوان والمقترحات التنفيذية لمعالجتها ومتابعة أعمال الأجهزة والتنسيق بينها ومناقشتها في اجتماعات اللجنة.كما أقر الاجتماع استمرار حملة التوعية بأضرار ومخاطر استخدام الألعاب والأعيرة النارية في المناسبات الاجتماعية على المواطنين والأمن العام.