أكد الناطق الرسمي لجماعة أنصار الله محمد عبد السلام أن مصير عبدربه منصور هادي ومدى قبول عودته إلى العاصمة صنعاء، يخضع للحوار والمرجعيات التي تحكمه، مشيرا إلى أن “انصار الله تؤيد تشكيل مجلس رئاسي يكون فيه الرئيس توافقياً، وتكون مهماته واضحة خلال الفترة الانتقالية و لا مانع لدينا من أن توضع مرحلة زمنية لمناقشة هذا الجانب وكيف يتم إخراجه بطريقة قانونية ورسمية، والمهم لدينا الاتفاق على المبادئ، أما التوقيت فليس لدينا تحفظ عليه”.
وأكد أن “مشكلة الرئيس في نظام الدولة القائم حالياً مرتبطة بالمرجعيات والتوافق، مشيرا إلى قرار مجلس الأمن (2216 والنقطة الخامسة فيه التي تتحدث عن استئناف الحوار والعملية السياسية، بما فيها المسائل المتعلقة بالحكم، والقرار الذي قبله أيضاً تحدث عن ضرورة انخراط عبدربه منصور هادي بحسن نية في الحوارات السياسية آنذاك، برعاية الأمم المتحدة في صنعاء.
وتحدث عبد السلام في حوار اجرته معه صحيفة الحياة السعودية، عن تنازلات يمكن تقديمها في المفاوضات الجارية في الكويت من أجل الوصول إلى حل سياسي مؤكدا أن التنازلات ممكنه في الحد الذي لا يمكن ينتقص من حقوق الناس ولا يفرض فيه علينا أي موقف، نحن مستعدون لتقديم تنازلات غير مخلة، ونحن الآن في حوار ومشاورات مع الأمم المتحدة، وأشعرناهم بالكثير من القضايا، وننتظر أن يكون هنالك تفاعل إيجابي من الطرف الآخر، الذي للأسف حتى الآن لم يبد الجدية، ولم يقدم حتى الرؤية، وإنما جاء ليطالب الآخر، وهو لا يريد أن يطلب منه شيء، وكأنها لم تحصل أزمة في اليمن، لا سياسية، ولا عسكرية، ولهذا نحن مستعدون أن نقدم ذلك عندما تكون المرحلة في إطار حل شامل وكامل.
وقال إن الرؤية الوطنية المقدمة للأمم المتحدة كانت متكاملة و”تمثل حلاً للجانب الأمني بشقيه العسكري والأمني، ورؤية في ما يتعلق بالجانب السياسي، وبهذا فالرؤية شاملة، تتضمن جوانب السلطة التنفيذية التوافقية، وجانب البعد الإنساني، وعرضت على الجلسة العامة. مشيرا إلى أن أبرز ملامح الرؤية التي قدمها وفد القوى الوطنية للحل السياسي للأزمة اليمنية تتمثل في إنشاء حكومة وحدة وطنية، ثم تشكيل لجنة أمنية عليا تشرف على الانسحابات وتسليم السلاح الثقيل للدولة.
واضاف” بناء على المرحلة السياسية التي تحكم البلد منذ 2001، ومرجعيات المبادرة الخليجية، وقرارات مجلس الأمن، يجب أن تستمر إدارة السلطة في البلد بالتوافق، حتى الوصول إلى انتخابات ودستور واضح، ثانياً: ما دامت هذه المرجعية متفق عليها، وهي الحاكمة للمرحلة، نحن نريد ألا يذهب أحد لإدارة السلطة منفرداً، لا هم ولا نحن، وإنما وفق التوافق الذي أقرته المرجعيات، التي حكمت البلد حتى الآن، بما فيها عبدربه منصور هادي والحكومة وكل هذه التفاصيل، ثالثاً: نذهب جميعاً إلى معالجة الحل السياسي، بتشكيل حكومة وحدة وطنية لإدارة المرحلة الانتقالية المتوافق عليها، واستكمال المسائل السياسية التي لم نتفق عليها، كالدستور والأقاليم والسجل الانتخابي وغيرها من المسائل التي ربما كانت سبباً في الأزمة، ثم بعد ذلك الاتفاق على السلطات التشريعية والتنفيذية، وفق هذا الإطار، ليصبح العمل السياسي والغطاء القانوني والرسمي هو القالب الذي تدخل فيه الترتيبات الأمنية والعسكرية.
بعد ذلك، تشكل لجنة أمنية عليا، وتكون هذه اللجنة الأمنية العليا ممثلة من الدفاع أو الداخلية أو الأجهزة العضوية للدولة، وتكون مهمتها التي يشارك فيها الجميع الإشراف على الانسحابات، وتسليم الأسلحة الثقيلة من الجميع إلى الدولة ومواجهة أي تحدٍ، كالقاعدة و«داعش»، وتصبح هذه الجهة (اللجنة الأمنية العليا) هي المظلة العسكرية والأمنية للحفاظ على البلد خلال المرحلة الانتقالية التي يجب أن نتوافق عليها، لأن البلد لا يعيش حالاً دستورية ثابتة، فهناك مخرجات حوار وطني، ودستور نوقش في الإمارات، ومشكلة حصلت في الأقاليم، ومشكلة في شكل الدولة، ومشكلة في السجل الانتخابي للمواطنين، وهناك نحو 12 عاملاً في الانتخابات، ومجلس النواب يحتاج إجراء انتخابات نيابية ورئاسية، والمرحلة الانتقالية نرى أن تكون غير قابلة للتمديد، حتى نتفادى أخطاء ما حصل في المبادرة الخليجية، ثم نذهب إلى مسألة المعالجات لاستئناف الحوار السياسي بين المكونات السياسية، التي كانت تجتمع لتناقش كل الأمور التي ذكرتها سلفاً، التي يجب أن تكون من الهيئة الوطنية المنبثقة لمؤتمر الحوار الوطني.
وقال عبد السلام إن تأخر الحل السياسي في مفاوضات الكويت “ليس من طرفنا، قدمنا رؤيتنا للحل منذ منتصف ليل الجمعة، وحتى الآن الطرف الآخر لم يقدم شيئاً، وقلنا لا مشكلة في أن يقدم الجميع تنازلات غير مخلة في إطار حل عادل ومشرف، لا نتحدث عن انتقاص حقوق أحد، ولا إقصاء أحد ولا إزالة أحد، بل نتحدث عن حلول وفق المرجعيات المتوافق عليها، أما الحديث عن التأخير، فنحن ليس من مصلحتنا الحرب الجارية الآن، لأن نتيجتها استمرار معاناة الحصار والوضع الاقتصادي، والحرب بشقيها العسكري والأمني، وتأثيراتها على مستوى الحياة اليومية يحتم علينا جميعاً التحرك نحو الحل.
ولهذا جئنا من بين أبناء شعبنا الذي عشنا نحن وإياه هذه المعاناة، لا نريد أبداً أن نتأخر، ونتمنى أن نوقع على اتفاق الليلة قبل الغد، وأن نتحرك في اتجاه الحل من دون تأخير، لأنه لا مصلحة لنا في ذلك، نسارع إلى السلام وفق حلول مشرفة وعادلة.
وعن القضية الجنوبية أكد أن جماعة أنصار الله ترى في القضية الجنوبية “قضية مثلها مثل قضية صعدة، كانتا قضيتين محور النقاش في مؤتمر الحوار الوطني، وما زلنا حتى الآن نتمسك بحقوق إخوتنا في الجنوب الذين تعرضوا لمعاناة وحروب وإقصاء، وما زلنا نقيم علاقات ممتازة مع الكثير من الأطراف السياسية الفاعلة في الجنوب، ونعتقد بأن الحل ما زال قابلاً للنقاش في المرحلة الانتقالية في ما يخص القضية الجنوبية، بحيث يكون عادلاً يحافظ على سلامة ووحدة اليمن واستقراره وسيادته، ومرضياً للجميع”.
وحول لقاء انصار الله السفير الأميركي اكد عبد السلام إن أنصار الله لم يلتقوا السفير الاميركي بشكل ثنائي كما لم يتم اللقاء معه ” بصفتنا وفداً وطنياً، ما حصل هو لقاء مع سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، (أميركا، وروسيا، والصين، وفرنسا، وبريطانيا) وهي ليست الأولى من نوعها، التقينا في مسقط، وغيرها، وحتى في صنعاء في مؤتمر الحوار الوطني، وعليه، نحن عندما طلب منا في مسقط اللقاء مع الأميركيين رفضنا، وما زلنا نتعامل مع الجانب العماني باعتباره الوسيط الذي نتحدث معه في أي قضية أمنية أو سياسية تهم اليمن، لنقلها للمجتمع الخارجي، وبالذات الأميركيين، ولهذا لم يحصل لقاء خاص مع الأميركيين، ولكن ضمن لقاء عام مع سفراء دول العضوية في مجلس الأمن، وكنا التقينا بسفراء دول الخليج، ثم سفراء الدول الـ18، ومنها أميركا، وعليه موقفنا من الأميركيين لم ولن يتغير، إلا إذا تغيرت سياسية أميركا تجاه المسلمين في المنطقة بخاصة القضية الفلسطينية، وعندما نجلس مع السفراء لا نتحدث إلا عن القضايا التي تهم الوطن وليست قضايا تفصيلية بيننا، كأنصار الله والأميركيين.