2025/01/12 2:50:58 صباحًا
الرئيسية >> تيارات >> كيف نحب اليمن؟

كيف نحب اليمن؟

كان من حسن حظي في تجربتي الشخصية مع العمل السياسي والانتماء الحزبي أن تفتح وعيي السياسي مطلع العقد الثامن من القرن الماضي , حيث كانت السياسة عموماً , والحزبية تحديداً , ترتكز على مبدأ أن كل فريق سياسي أو جماعة حزبية لديها من الأفكار والأعمال ما يخدم الوطن وينفع الشعب ويحقق مصالح الجميع .

ولا زلت أتذكر من تلك الفترة , كيف كان الحزبيون من مختلف الانتماءات يتنافسون في تقديم الخدمات للآخرين , والتأثير على عامة الناس من خلال اقناعهم بأفضلية ما يقدمه كل منهم من خدمات ومن سلوك محمود يستحوذ على اهتمام العامة ويستأثر بكل اعجابهم، ورغم تجربتي المحدودة , الا أني تحققت من أن شعور ارضاء المجتمع والعمل على خدمته، يسيطر على تفكير كل الاحزاب , ويتحكم بسلوكهم .

منتصف الثمانينات من القرن المنصرم , تحولت التعاونيات الاهلية الى المجالس المحلية , وذهبنا نحن الشباب من التنظيم الناصري الى الشهيد عبده عبدالله قاسم , الذي رأس أول هيئة تعاون أهلي في مديرية السلام / شرعب , في فترة الزعيم الراحل ابراهيم الحمدي ” رحمه الله ” , في محاولة منا لإقناعه بالترشح ثانية للمجلس المحلي بالمديرية , وأثناء مقيلنا , كنت بجوار سائقه الصديق عبده محمد صالح , الذي دعا ربه الا يستجيب لنا عبده الحاج, فسألته لماذا ؟ فذكر لي أن سنوات عمله معه في هيئة التعاون كانت عملاً لا راحة فيه , وحركة لا تتوقف ليلاً او نهاراً , أو تتعطل في الجمع والاعياد , التي تتحول الى مناسبات اجتماعية وحركة خاصة بالزيارات والمناسبات , وحينها عرفت سر شعبية القائد الناصري عبده الحاج , رحمه الله .

في التسعينيات كانت التعددية والعلنية مكسبا تاريخيا لنضالنا الوطني, لكنها جاءت مصحوبة بتحولات كبيرة وخطيرة , في فهم العمل الحزبي ومقتضيات الانتماء الى أطره التنظيمية , بحيث طغت المصلحة الشخصية على ما عداها من دوافع وغايات الانتماء الحزبي , وانحصرت هذه المصلحة في إطار ضيق من المال أو الوظيفة العامة , مما أتاح لسلطة الحكم إفسادها بالرشوة , والاضرار بأحزابها من خلال الانشقاق أو الانخراط في الحزب الحاكم .

أخرجتنا السياسة من الدائرة الوطنية الى مكايدها التي انشغلت عن الوطن بمغانم السلطة , وأخرجتنا الحزبية منها أيضاً الى دوائرها الضيقة , فتمزق الانتماء الوطني في الأطر الضيقة التي أعلت مصلحة الحزب ثم انحصرت بها الى مصالح أعضائه في القيادة العليا , وما نريده الان ونحتاجه , هو أن نستعيد حب الوطن ونجعله بوصلة حركتنا انطلاقاً من ايماننا بأن لدينا ما نقدمه لخير اليمن وشعبها , وأن يكون اساس الانتماء : حب اليمن اولاً وحب اليمن يعني الشعور بأن لدينا الأفضل والأجمل مما تستحقه اليمن ,الأرض والإنسان.

 

albadeel.c@gmail.com

 

اخبار 24

شاهد أيضاً

الفساد.. والإرادة السياسية (7)

أحمد يحيى الديلمي الفساد في مجال القضاء (ب) كان الشهيد المرحوم ابراهيم محمد الحمدي أول ...