اشاعت الادارة الحيادية لدولة الكويت لمفاوضات التسوية السياسية اليمنية اجواء الاطمئنان لدى الوفد الوطني المشارك ولدى كثير من المراقبين العرب والاجانب، وسط تكهنات بأن تفضي هذه الجولة إلى نتائج ايجابية في انهاء العدوان السعودي المسلح على اليمن ورفع الحصار والبدء بخطوات للحل السياسي وترميم الجراح واعادة البناء.
وعززت الادارة الكويتية للمفاوضات اجواء الثقة بعدما ابدت حيادا حيال سائر الاطراف واختيارها الوقوف على مسافة واحدة الجميع ناهيك بتعاطيها الجدي مع المطالب العادلة لوفد المكونات الوطنية بوقف الحرب التي يشنها النظام السعودي على اليمن قبل انعقاد الجلسة الافتتاحية وبعدها.
وطبقا لمراقبين فقد حظيت الادارة الكويتية للمفاوضات بتقدير واسع مع تبنيها خطابا سياسيا اساسه الاحترام المتبادل للجميع وغايته السلام بعيدا عن فرض الاجندات المسبقة، ناهيك بما ابدته من صمود امام الضغوط السعودية وما ابدته من ارادة في اداء دور سياسي مشرف يخرج اليمن والمنطقة من نفق الاجندات المشبوهة ومطابخ الازمات ويطوي صفحة خطاب الاتهام والتحريض والفتنة واشاعة الكراهية الذي طالما طفحت به مطابخ النظام السعودي وجاره النظام الاماراتي.
وفيما يخص جدول اعمال المفاوضات اكدت مصادر قريبة من الوفد الوطني في مفاوضات الكويت إن جلسة المفاوضات الأولى المباشرة ستعقد يوم غد الجمعة بعدما كرست فعاليات اليوم للجلسة الأفتتاحية، مشيرة إلى أن جلسات المفاوضات ستكون مغلقة.
وكانت اختتمت مساء اليوم الخميس اعمال الجلسة الافتتاحية لمفاوضات الحل السياسي والتي عقدت بحضور ئيس مجلس الوزراء الكويتي بالإنابة وزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح, والمبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ ووفدي المفاوضات (وفد الداخل ووفد حكومة الرياض) في غياب الوفد الإعلامي المرافق فيما حُصر بث وقائع الجلسة الافتتاحية على التلفزيون الكويتي الرسمي.
وفي الجلسة أكد رئيس مجلس الوزراء الكويتي بالإنابة وزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح, إن مشاورات السلام اليمنية, تشكل فرصة تاريخية سانحة لإنهاء الصراع الدائر وحقن دماء أبناء الشعب اليمني “.
وامل في أن تسود الحكمة المشاورات.. وقال “ضعوا نصب أعينكم معاناة أشقائكم ودمار بلدكم, وأدركوا بأن الحرب لن تؤدي إلا إلى المزيد من الدمار والخراب والخسائر والتشريد وسيدفع اليمن الشقيق الجزء الأكبر من تكاليفها تأخرا في تنميته.. دمارا في بنتيه .. هلاكا لشعبه”.
واضاف ” أبناء جلدتكم وأشقاءكم يتطلعون بكل الرجاء إلى مساهمتكم الإيجابية في جولة المشاورات السياسية وصولا إلى وضع الصيغة التي تقود إلى حل شامل ودائم ينقذ وطنكم ويصون أمن واستقرار المنطقة”.
وتابع” إن دولة الكويت التي وقفت إلى جانب أشقائها منذ عقود ترحب اليوم بجهودكم الهادفة إلى وضع نهاية للصراع الدائر متطلعين بكل أمل إلى نجاح المشاورات وصولا إلى السلام الذي يعيد الأمن والاستقرار إلى اليمن ويحافظ على وحدة ترابه لنقله إلى مرحلة جديدة بالتعاون مع أشقائنا في مجلس التعاون لدول الخليج العربية, وفقا لما نص عليه قرار المجلس الأعلى في دورته السادسة والثلاثين بالدعوة لإقامة مؤتمر دولي لإعادة إعمار الجمهورية اليمنية بالتعاون مع المجتمع الدولي, بهدف تلبية الاحتياجات الإنسانية اللازمة وإعادة البناء والإعمار من خلال هذا الدعم .. قائلا ” لنتمكن من تحويل الحرب إلى سلام والدمار إلى إعمار والتخلف إلى تنمية”.
واكد المبعوث الأممي في كلمته بالجلسة الافتتاحية إن الوضع الإنسانى فى اليمن لا يحتمل تأخير السلام، مشيراً إلى أن اليمن يخوض حروباً على جبهات عدة ويدفع ثمنها غالياً، وأن التوصل لحل يتطلب تنازلات من كافة الأطراف اليمنية.
واكد ولد الشيخ إن جولة المشاورات ستنطلق من النقاط الخمس الواردة فى القرار الاممي 2216 ، مشيرا إلى أن “الخيار اليوم سيكون واحداً من اثنين لا ثالث لهما: وطن آمن ويضمن استقرار وحقوق كل أبنائه، أو لا قدر الله بقايا أرض يموت ابناؤها كل يوم”.
وأضاف متوجهاً الى أعضاء الوفدين “أدعوكم الى حضور الجلسات بحسن نية ومرونة من أجل التوصل الى حل سياسي ومخرج نهائي من الأزمة الحالية”، معتبراً أن “الفشل خارج المعادلة”.
وأشار الى أن “التوصل الى حل عملي وايجابي يتطلب تنازلات من مختلف الأطراف وسيعكس مدى التزامكم وسعيكم للتوصل الى اتفاق تفاهمي شامل”.