عندما قرر النظام المصري برئاسة السيسي ان يشارك في العدوان السعودي على اليمن فكر بانتهازيه جرته الى دوامة تنازلات كانت ستتعاظم لولا تدخل القادة الكبار في الجيش المصري.
ورغم ان مؤسسة الجيش المصري اجهضت قرارات هستيرية للسيسي تجاه التدخل العسكري السافر في الملف اليمني الا ان ضغوط المشير مضت بمشاركة قوات بحرية وطيارين مصريين ومضت اكثر وبشكل فاحش في الاعلام المصري الذي بدا باتعس حالاته.
زاد منه قرار حكومة السيسي اعدم الصوت اليمني الوحيد بقنواته الضعيفة الاداء والتأثير وحجبها عبر النايل سات وانتهاك القانون بالسماح لقناة تبث من السعودية لتحل محل القناة اليمنية الرسمية من صنعاء. يومها فقط ادركت ان نهاية الرجل قربت.
قدم السيسي تنازلات كبيرة ليس خيانة طبعا وانما سوء تقدير لما ينبغي ان يفعله في مشروعه ضمان رفاهية زائفه لشعبه الذي يعاني المحن.
اراد السيسي ونظامه ان يحقق نجاحات سريعة ومكاسب فكانت الخزانة السعودية وكانت اليمن لكن الثمن كان سمعة مصر ودورها الذي انحدر الى القاع.
لم اشعر تجاه مصر بالاحباط سوى مرتين .. مرة عند تغول الاخوان برئيسهم المهفوف محمد مرسي ومرة عندما شاهدت حلم بمصر 30 يونيو.. مصر الحضارة والتاريخ والثقافة ينهار بمال سعودي رخيص.
تعاظم احباطي بالتنازلات التي شرعت مصر بتسديدها ثمنا غاليا لقبول الانظمة الاستبدادية الخليجية باختيار مرشحها لمنصب امين عام الجامعة العربية. بدا الامر وكأن مصر تريد فقط اعادة انتاج ذلك الدور الشكلي الذي عرفناه في عهد مبارك و طالما غيب مصر بفرقعات اعلامية حطت من مصر وسمعتها اكثر مما خدمتها.
كمواطن عربي شعرت بالاحباط وانا اشاهد مصر التاريخ والفن والثقافة تسقط وتحاول ان تجاري مراهقات النظام السعودي بتشكيل التحالف الاسلامي لمحاربة الارهاب تارة وطورا بالحماقات السعودية اعلان الحرب على حزب الله واعتباره جماعة ارهابية.
السيسي اراد ان يقدم نموذجا فريدا في صناعة المعجزات لكنه استعجل جني المكاسب بالمال السعودي وغامر بتنازلات لم يطيقها الشعب المصري الذي انفجر كبركان.
الفرق بين مبارك والسيسي ان الاول كان وطنيا مخلصا انحنى للعاصفة حفاظا على بلدة ولم يكن يهتم لصناعة انجازات تضطره لتنازلات كبيرة فيما الثاني كان ايضا مخلصا محبا لوطنه
لكنه مهووس بتحقيق مكاسب وصناعة انجازات تخدم الشعب المصري دون ان يكترث للثمن.
كان منح نظام السيسي السعودية جزيرتي صنافير وتيران الخطأ الاستراتيجي الذي لا يغتفر.. زاد منه فضيحة الساعات الرولكس.
هل سيرحل السيسي قريبا .. الراجح انه سيفعل.