في السيرة الذاتية للرئيس الحكومة المعين من هادي دكتور التاريخ احمد عبيد بن دغر ثمة محطات تشير إلى تاريخ حافل من الانقلابات الناعمة استفاد فيها بن دغر على ما يبدو من قراءاته لمحطات التحولات التاريخية السياسية ولعلها السر في انحيازه دائما لمن يرى أنه الطرف الأقوى في مختلف الظروف مطيحا بكل القواعد.
بحسب وثائق التاريخ السياسي المتاحة ساند بن دغر في أول محطاته السياسية الانقلاب على الزعيم سالم ربيع علي في العام 1978، منحازا إلى إلى معسكر الرئيس السابق علي ناصر محمد حتى العام 1986 حيث حصل على عضوية مجلس الشعب قبل أن ينقلب عليه مساندا معسكر عبد الفتاح اسماعيل ليحصل على عضوية هيئة رئاسة مجلس الشعب وعضوية قيادية في المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني.
بعد اعلان دولة الوحدة انضم إلى معسكر علي سالم البيض وساند معه مشروع انفصال الجنوب عبد حرب صيف 1994، قبل أن يقلب عليه وعلى الحزب الاشتراكي ايضا ويلتحق بحزب المؤتمر الشعبي العام.
استطاع بمواهبه ان يتقرب من الرئيس السابق علي عبدالله صالح حتى صار من اهم المقربين له وتقلد مناصب عدة في حزب المؤتمر الشعبي العام.
في ظل هيمنة هادي على مجريات مؤتمر الحوار السياسي مثل بن دغر حزب المؤتمر الشعبي ووقع على مواقفة المؤتمر على تقسيم البلد إلى ستة أقاليم، وحصل على ترقية إلى نائب أول لأمين عام الحزب.
وخلال الانقسام الذي قاده هادي وزمرته في حزب المؤتمر انحاز للطرف الأقوى بقيادة الرئيس السابق وحصل على تعيين وزيرا للاتصالات وتقنية المعلومات.
ازاحه هادي من وزارة الاتصالات فانقلب عليه وازحه من الامانة العام لحزب المؤتمر وتقلد منصب الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر.
مع استدعاء هادي للعدوان السعودي على اليمن غادر بن دغر مربع الفريق الأضعف وانقلب على صالح والتحق بمعسكر هادي في الرياض
بابتسامته المثيرة للقلق مكنته مواهبه الفريدة من التقرب من هادي في العام 2016 حيث عينه رئيسا للوزراء بعد الاطاحة بخالد محفوظ بحاح.
كثير من محطاته لا تبدو مستقيمة فالحاصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ بدأ حياته عاملا في القطاع الزراعي حتى أنه عُيَن رئيسا لاتحاد الفلاحين في الجنوب، قبل أن ينتقل من صفحات التاريخ إلى صفحات العالم الرقمي.