2025/01/12 11:18:54 صباحًا
الرئيسية >> الأخبار >> اليمن >> من مأرب إلى خميس مشيط .. اسرار مريعة للأسرى من داخل زنازن العدو

من مأرب إلى خميس مشيط .. اسرار مريعة للأسرى من داخل زنازن العدو

  • لماذا لجأ النظام السعودي لشراء الاسرى ومالذي اخفته صفقات التبادل ؟
  • شهادات كشفت ضلوع النظام السعودي بشراء الأسرى واعمال تعذيب وحشية انتهكت المواثيق الدولية.
  • ضباط اماراتيون ومرتزقة موالون لهادي اعتقلوا جرحى ومفقودين في الصحراء وسلموهم للنظام السعودي

وفقا لشهادات ادلى بها اسرى يمنيون سلمتهم السلطات السعودية مؤخرا ضمن عمليتي تبادل شملت 117 اسيرا بينهم 107 يمنيين، فقد اسر اكثرهم من جبهات داخلية وبيعوا للنظام السعودي مقابل 100 الف دولار للأسير الواحد.. اما عمليات نقلهم فقد جرت جماعيا من معسكر صافر في مأرب التابع لتحالف العدوان السعودي والمرتزقة مرورا بمنفذ الوديعة الحدودي حيث ينقلون بطائرات مروحية إلى قاعدة خميس مشيط” كاشفين النقاب عن تعرضهم لاشكال مختلفة من التعذيب النفسي والجسدي في أكثر مظاهر الانتهاك العلني للمواثيق الدولية في شأن التعامل مع الاسرى.

لزهاء ستة أشهر أو يزيد، بقت ظروف اعتقال الاسرى اليمنيين في قاعدة الملك خالد السعودية بخميس مشيط محاطة بالغموض إلى أن حين اطلاق سراح الأسرى ضمن عمليات تبادل للأسرى مع النظام السعودي، حيث تفجرت مفاجآت كبرى، كشفت بشاعة العدو في انتهاكه لقواعد القانون الانساني في التعامل مع الاسرى، كما كشفت جانبا من البروبغاندا التي انتهجها في مساعيه المحمومة لتسجيل انتصارات اعلامية زائفة واخفاء السجل الطويل للهزائم والخسائر التي اظهرت إلى العلن ضعف وهشاشة الجيش العائلي السعودي  الذي طالما ذلت الرياض جهود بالغة الكلفة لتقديم نفسها قوة مهيمنة على مستوى المنطقة والاقليم.

عصام الطوقي، حسين السياني، ياسر الأسعدي، ثلاثة أسرى يمنيين عاودا في اطار صفقات التبادل اكدوا في شهادات أن عمليات اعتقال اكثر الأسرى تمت من جبهات داخلية وخصوصا في مأرب والجوف واقتيدوا إلى القواعد العسكرية السعودية بعمليات بيع وخيانة مارسها المرتزقة الذي وجدوا في العدوان السعودي وتدخلاته السافره في اليمن موسما مثاليا لتحقيق مكاسب مالية.

في شهادت متطابقة لخص كثير من الأسرى ظروف وملابسات اسرهم بثلاث طرق هي :

ـ حصار دام أياما افضى إلى اعتقال البعض.

ـ اعتقال جرحى من الجيش واللجان الشعبية من بعض الجبهات.

ـ فقدان الطريق في الصحراء والوقوع في فخ مرتزقة مسلحين ادعوا مساعدتهم، قبل تسليمهم إلى القوات الاماراتية والسعودية التي كانت ترابط في معسكرات بمحافظة مأرب.

في جلسة استماع نظمتها وزارة حقوق الإنسان مؤخرا في صنعاء وبحثت كذلك في القواعد المرعية لحماية الأسرى في القانون الدولي الإنساني افصحت شهادات للأسرى عن سلوك عصابات مورس مع الاسرى اليمنيين.. ” بعد حصارنا في مأرب لمدة 10 أيام كانت الذخائر قد نفذت والمؤن كذلك حينها كان مقاولون من مرتزقة العدوان السعودي يفاوضون الضباط الاماراتيين المشاركين في تحالف العدوان على اليمن في معسكر صافر.. استمرت المفاوضات عشرة أيام على السعر الذي يمكن أن يدفع للمرتزقة مقابل تسليمنا لهم ..

في معسكر صافر بمحافظة مأرب وقبل أن تدكه صواريخ الجيش واللجان الشعبية كان الضباط الاماراتيون يديرون المفاوضات مع المرتزقة حول الاسرى .. كان القرار لديهم فقط لكن تفاعلات ميدانية واعلامية غيرت المعادلة .. حينها تدخل الضباط السعوديون الذين أمروا لنظرائهم الاماراتيين بحصولهم على أوامر من الرياض بدفع أي مبالغ لشراء مقاتلي الجيش واللجان الشعبية من مقاولي المرتزقة، لنقلهم إلى السعودية.

انكشاف الجبهة الحدودية

بعد كشف الإعلام الحربي اليمني عن اسرى سعوديين في معارك الجبهات الحدودية جاءت الأوامر إلى القوات السعودية والاماراتية  بنقل أي اسرى لديهم من قوات الجيش واللجان إلى الاراضي السعودية وتأمين عملية النقل لضمان نجاحها ليكونوا تاليا ضمن صفقة تبادل بين جماعة انصار الله والنظام السعودي.

في رفقة كتيبتين سعودية واماراتية تم نقل الأسرى في ظروف سرية مكبلين ومعصوبي الأعين  إلى منطقة شرورة ثم منفذ الوديعة قبل أن يحطوا في معتقلات في قاعدة خميس مشيط السعودية.

يقول بعض الأسرى” بعد فترة احتجاز في معسكر صافر بمأرب تم نقلنا إلى الاراضي السعودية في رحلة استغرقت ثلاثة أيام … كان بيننا جرحى تعرضوا للضرب فوق جراحهم لايغارها من دون اخضاعهم للعلاج وبعدها اقتادنا جنود سعوديون إلى سجون قاعدة الملك خالد بن عبدالعزيز في خميس مشيط “.

اعتقال في ظروف صعبة وتعذيب

بين 6 ـ 7 اشهر هي الفترة التي امضاها الأسرى في معتقلات خميس مشيط السعودية واكتنفها وفق شهادات الأسرى اعمال تعذيب راوحت بين بتر الأعضاء وتشويه أخرى، والصعق بالكهرباء والضرب بآلات حادة وقلع الأظافر والحرمان من الطعام وقضاء الحاجة ناهيك بالتعذيب النفسي والشتم والاهانة والتشكيك باسلام الأسرى وعقيدتهم ووصفهم بانهم مجوس” وكلها جاءت في اطار محاولات أجهزة الأمن السعودية اغام الاسرى الادلاء بمعلومات

عن المواقع العسكرية والطرق التي يتحرك فيها الجيش اليمني واللجان الشعبية خصوصاً في الجبهات الداخلية حيث أسروا”.

ثمة تعذيب آخر كان يتم فيه تجويع الأسرى وارغامهم على الوقوف لساعات وأيام رافعين ايديهم وأرجلهم … ” كان يتم وضع مواد كيميائية في الغذاء الذي يقدموه لنا يسبب اسهالات حادة وفي المقابل يمنعون عنا استخدام دورة المياه سوى في ثلاثة أوقات محددة… كثيرين كانوا يضطرون لقضاء حاجتهم بداخل الزنازين واحيانا في ملابسهم .

كان الجنود والضباط السعوديون القائمون على السجن يعاقبون من يستخدم دورة المياه أكثر من المرات الثلاث المسموح بها بالضرب والصعق بالكهرباء… وفي مرات  كثيرة كنا نغطي الشخص منا بالبطانية لكي لا تظهره كاميرات المراقبة في السجن ويعملها في كيس بلاستيكي وبعضهم لم يقوى على احتمال الأدوية المثيرة للاسهال وكان يقضي حاجته على ملابسة”.

ياسر الأسعدي كان مصابا بطلق ناري في منطقة الرقبة ساعة وقوعه في الأسر ولم يحظ بعناية طبية طوال فترة مكوثة في معسكر العزاة والمرتزقة في صافر بمحافظة مأرب وبعد نقله إلى قاعدة خميس مشيط.

عن نظام التعذيب في الأكل الشرب يؤكد الأسعدي “الأكل كان فقط ما يساعدنا على البقاء أحياء (قطعة جبن وزيتونتان وقطعتي خبز أو اثنتين) وفي أثناء التحقيق كان يتم تقييدنا وعند السير إلى غرفة التحقيق كان يرافق كل واحد منا أربعة جنود مدججين بالسلاح الذي يوجهونه إلى رأس الأسير.

يقول الأسعدي جرحت بطلق دخل من جانب الرقبة تحت الفك من الجهة اليمنى وخرج من الجهة الثانية المقابلة, ونزفت حتى لم استطع الوقوف.. ومع ذلك لم يعالجوني وبعد ثلاثة أيام جاء دكتورهم ووضع تنتور على الجرح وقالوا هذا ال.. وكلام فاحش, ما يستاهل العيش اتركوه يموت, وكانوا يضعون السكين على رقبي حتى يوهمونني أنهم سيذبحونني ومع ذلك نجانا الله من أيديهم وهو ولينا سبحانه”.

تعذيب  بخدمات التطبيب

يقول بعض الأسرى أن اطباء كانوا يتولون عمليات فحصهم وعلاج الجرحى منهم لكن بعضهم كانوا  يعمدون إلى نكء جراحهم وخياطتها بدون تخدير … كنا نواجه كل ذلك بصمود وصبر وحمد وشكر لله”.

عصام الطوقي  اسير محرر اعتقل لستة أشهر في قاعدة خميس مشيط  السعودية يتحدث عن اساليب حرب نفسية وضغوط كان يمارسها المسؤولون على تعذيب الأسرى.. كان الضابط يطلب منا الوقوف ويقول: ساعد إلى أثنين ونصف وتجلسون … واحد أثنين ونص ويذهب للعنبر التالي وهكذا.

صمود وبسالة واتهامات بالسحر

في مقابل اساليب الترغيب اعتمدت غرف التعذيب في قاعدة خميس مشيط السعودية اساليب اغراء  بمبالغ مالية كبيرة واملاك وسيارات مقابل أن يحددوا لهم إحداثيات مواقع الجيش اليمني واللجان الشعبية ومواقع اقامة القادة.

ورغم اشكال التعذيب المريعة التي استخدمها النظام  السعودي بحق الاسرى إلا أن صمودهم  في معتقلات خميس مشيط كان مفاجئا لأدار المعتقل التي فقدت في مرات عدة صوابها عند ترديد الأسرى الذكار الاسلامية في التسبيح والتهليل والهدوء النفسي حيث كانت تتهم الاسرى بممارسة السحر وهي التهمة ذاتها التي طالما صدرتها مطابخ الدعاية الوهابية سواء في السعودية أو اليمن والتي كانت تفسر قدرة المنطق القرآني لدى انصار الله في الاقناع على أنه ضرب من السحر.

يقول الاسير المحرر حسين السياني الذي اعتقل ضمن آخرين في قاعدة خميس مشيط ” عندما وجدونا على هذه الحال  قالو أننا مسحورون وأتوا بثلاثة مشائخ يقرأون علينا القرآن لازالة السحر وكانوا يقرأون وبمكبرات الصوت ثم يسالوننا هل تشعرون بدوار أو بشيء في الرأس ,,فنقول لهم الحمد لله ولا شيء كل شيء على مايرام,  فيزيد غيضهم, ولكن من المؤكد أنه كان في ذلك خير كبير ليصل لهم ولعلمائهم الحق وتلزمهم الحجة, فقلت له ذكروني بقوله تعالى عن فرعون وجنوده حين قال الله عنهم “وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا”.

رغم ذلك يتحدث بعض الأسرى عن مواقف انسانية لسعوديين ويقول الأسير المحرر حسين السياني”  لم ولن أنسى الموقف الإنساني لاحد الأطباء السعوديين في السجن, فبعد تعذيبي لستة أيام متواصلة سألني عن حالي فقلت له لا استطيع التحرك ولا وضع ظهري ولا جنبي, فقال الدكتور هات اشوف ظهرك, فرفعت الفنيلة ليرى ظهري فرآه وعندها خلع النظارة ودمعت عيونه وقال حسبنا الله ونعم الوكيل, وكان يبكي,, وحينها عاد لي الآمل بأنه لا زال هناك رجال يخافون الله في بلاد الحجاز، ونجد أمثال هذا الدكتور الكثير والكثير ممن يحملون هم الأمة, ورغم ما عانيناه  ورغم الظلم إلا أننا لا نخفي مثل هذا الموقف العظيم”.

لماذا لجأ النظام السعودي لشراء الأسرى؟

يقول اسرى وقادة سياسيون وميدانيون إنه وبعد ايام قليلة من بدء العمليات البرية لتحالف العدوان السعودي في محافظة مأرب كانت قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية قد قطعت شوطا في حربها الحدودية البرية وأوقعت جنودا سعوديين اسرى ظهروا تاليا في مقاطع فيديو يتلقون رعاية صحية بعد اسرهم من الجبهات الحدودية في أول خطوة انطوت على رسائل بتفوق الجيش اليمني واللجان الشعبية في الحرب البرية التي ضربت مناطق في عمق الأراضي السعودية.

مقاطع الفيديو عن الاسرى السعوديين ظهرت بعد 12 يوما فقط من بدء المعارك البرية التي انطلقت في مأرب في الــ 7 من سبتمبر 2015، وحينها عمد النظام السعودي اتجه النظام السعودي لمواجهة هذه التداعيات بخطوات تصدرها نقل اسرى من قوات الجيش واللجان الشعبية من الجبهات الداخلية إلى السعودية في اطار ترتيبات للرد ومحاولات لابراز تفوق سعودي في الحرب البرية.

وفقا لشهادات العديد من الأسرى فقد تولى مرتزقة محليون موالون لتحالف العدوان السعودي الرئيس المتنازع حول شرعيته عبد ربه منصور هادي عمليات اعتقال بعض الاسرى من جبهات داخلية بالمحافظات الشمالية وتسليمهم إلى قوات تحالف العدوان السعودي التي تعهدت بنقلهم على دفعات إلى قاعدة خميس مشيط.

وهؤلاء بحسب مسؤولين في الجيش واللجان شكلوا النسبة الأكبر من بين الأسرى الذين سلمتهم السعودية إلى اليمن خلال عملية التبادل الأخيرة والتي لم تخل من بروبغاندا دعائية استثمرتها مطابخ الازمات  السعودية ببراعة خصوصا وأن العدد الكبير للأسرى اليمنيين مقابل الأسرى السعوديين الذين اسروا في معارك الجبهات الحدودية انطوى على رسالة بفداحة خسائر الجيش واللجان الشعبية في المعارك البرية الحدودية مقابل الخسائر السعودية التي بدت وكأنها اقل بكثير من الخسائر اليمنية.

لكن تقديم الرياض لدليل على مزاعمها عن اسرى يمنيين اسروا من الجبهات الحدودية كان متعسرا خشية أن تقود إلى تداعيات عكسية في حال الكشف عن هويات الاسرى والمناطق التي جرى اسرهم منها.

زاد من ذلك أن افلام الفيديو التي كشفت عن الاسرى السعوديين تزامنت مع اخرى وثقت لعمليات عسكرية فرض فيها الجيش واللجان سيطرة كاملة على مواقع عسكرية سعودية ومدن في عمق الاراضي السعودية في عسير ونجران وجيزان ما اربك  النظام السعودي الذي ظل عاجزا عن التصدي لهذه التداعيات عبر ماكنته الدعائية.

حاولت المطابخ الدعائية السعودية جهدها اخفاء حقيقة التفوق اليمني في الحرب البرية لكنها رغم ذلك قدمت اداء مرتعشا مرتبكا حيال ملف الأسرى السعوديين منذ اليوم الأول.

حال الارباك بدا اكثر وضوحا بعد عرض الاعلام الحربي يوم 21 سبتمبر 2015 صورا لضباط وجنود سعوديين اسروا في الجبهة الحدودية ، حيث أدلى حينها الناطق باسم تحالف العدوان السعودي مستشار وزير الدفاع  السعودي العميد احمد عسيري بتصريحات أعلن فيها عدم وجود أي جنود سعوديين اسرى لدى الحوثيين بل وذهب بعيدا بالاشارة إلى سعوديين مدنيين سلمتهم اليمن بوساطة عمانية كانوا يقيمون في اليمن بطريقة نظامية.

يومها اكد عسيري كذلك أن “الصواب هو أن لدى السعودية اسرى يمنيين” غير أن تصريحاته ذهبت ادراج الرياح بعدما عجز اعلام تحالف العدوان عن بث أي صور أو مقاطع فيديو تثبت هذه التصريحات، قبل أن يعود عسيري نفسه وفي اليوم التالي 22 سبتمبر ليعترف بوقوع اسريين سعوديين في قبضة الجيش اليمني واللجان الشعبية.

حال الارباك استمر وبرز إلى السطح في التصريحات التي اطلقها عسيري يوم 23 سبتمبر 2015 حيث رفض الاعتراف بان الجنود السعوديين الذين ظهروا في مقاطع فيديو بالصوت والصورة يتلقون الرعاية الصحية رفض وصفهم بانهم اسرى وسماهم معتقلون وقال إنهم ضلوا الطريق ووقعوا في قبضة الجيش واللجان الشعبية.

الانكشاف الذي قدمه ملف الأسرى السعوديين فيما يخص التفوق اليمني في جبهات الحرب البرية الحدودية والداخلية سلط الضوء كذلك على الملف الآخر الذي طالما عمل النظام السعودي على اخفائه والمتعلق بالحجم الكبير للخسائر البشرية في صفوف الجيش السعودي والتي ناهزت وفق آخر حصيلة غير رسمية الــ 3 آلاف قتيل من مختلف الرتب العسكرية.

حينها اتجهت الرياض للاستعانة باذرعها الداخلية غير أنها عجزت تماما في التغني بهذا الملف عبر اعلامها المهيمن وخصوصا بعد الضربات الموجعة التي تلقتها بالتسجيلات التي اظهرت ضباط وجنود سعوديين اسرى لدى اليمن يطالبون النظام السعودي بوقف حربه غير المبررة في اليمن.

 

 

اخبار 24

شاهد أيضاً

الهيئة العامة للزكاة تدشن مشروع السلال الغذائية النقدية لـ 6 آلاف جريح بقيمة 150 مليون

المستقبل نت: دشنت الهيئة العامة للزكاة الخميس بصنعاء، بالتنسيق مع مؤسسة الجرحى، مشروع توزيع السلال ...