فيما عاش اليمنيون تجليات حصاد عام من الصمود الاسطوري في وجه العدوان، عاشت العائلات الحاكمة في الامارات يوما ثقيلا بعدما أمرت كتائب جيشها العائلي التي زجت بها في محافظة مأرب اليمنية بالانسحاب مع عتادها الثقيل في أكبر عملية هروب جماعي تحت جنح الظلام، انتهت اليوم بوصول هذه القوات إلى مشارف الأراضي السعودية حابسة انفاسها تجر اذيال الخزي والهزيمة.
وبعيدا عن كاميرات وسائل الاعلام وتحت دعم استخباراي عبر الاقمار الصناعية وغطاء جوي استمر في التحليق طوال فترة قطع هذه القوات المسافة من معسكر تداوين بمحافظة مأرب باتجاه منفذ الوديعة الحدودي بين اليمن والسعودية اكملت هذه الكتائب عملية انسحابها المخزي ، حاملة تركة ثقيلة من الهزائم والخسائر التي تكبدتها في الاراضي اليمنية منذ اليوم الأول للعمليات البرية للعدوان، يتصدرها قائمة طويلة من القتلى والجرحى والمعاقين وفواتير باهظة الكفلة للعتاد ناهيك بفواتير ديات وتعويضات قتلى المرتزقة الاجانب.
وخلال سنة من الحرب التي قادها تحالف العدوان السعودي زجت الامارات بقوات برية معززة بمئات الدبابات والآليات المدرعة الحديثة والمنظومات الصاروخية فضلا عن دفعها بالمئات من مرتزقة شركة “بلاك ووتر ” للخدمات الامنية وشركات اخرى دفعت بهم إلى اليمن لإدارة حرب بالنيابة املا في صنع انتصارات زائفه لرموز العائلات الحاكمة.
وصاحبت هذه القوات حملات دعائية بالغة الكلفة سوقت قدرا هائلا من الاكاذيب والذرائع عن دورها العروبي للإمارة الوراثية الاستبدادية في مساندة الشعب اليمني الذي سرعان ما اطاح بحملاتها الدعائية بتصديه البطولي لجحافل القوات الغازية بقوة وثبات منذ اليوم الأول للعدوان ولقنها خسائر مخزية.
مدى شهور سجلت كتائب الجيش العائلي الاماراتي ومرتزقته المستأجرين، انتكاسات كبرى في جبهتي مأرب والجوف وفي الجبهات الجنوبية، تكللت بعودة عشرات الجنود الاماراتيين وبينهم ضباط كبار من العائلات الحاكمة جثثا محمولة في صناديق أو رحى ومعاقين اكتظت بهم المشافي بداخل الامارات وخارجها.
ومع مضي عام من الصمود اليمني والبطولات الأسطورية للجيش اليمني واللجان الشعبية انهارت كليا احلام وامنيات العائلات الحاكمة في اضافة انتصارات زائفه الى سجلها الطافح بالعريدة والمغامرات وخصوصا بعدما كان رؤوسها قدروا امكان كتائبهم ومرتزقتهم تحقيق اهداف احتلال المدن اليمنية والعاصمة في فترة لا تتجاوز الشهرين، لتقر سرا وبعد سنة من الغارات الهستيرية بالهزيمة واقترافها “الخطأ التاريخي “قبل ان تقرر سحب قواتها سرا من الأراضي اليمنية.
وشملت عمليات انسحاب الكتائب الاماراتية عشرات الآليات والمدرعات الحديثة وكذلك منظومات صواريخ باتريوت بعدما ظلت هذا الالة الحربية عاجزة عن أداء أي دور فعال امام القدرات الصاروخية اليمنية التي هزت مضاجع كتائب الجيش العائلي الاماراتي الغازي.
وهذا الانسحاب هو الثاني الذي تجريه كتائب الجيش العائلي الاماراتي بعد عملية مشابهة سحبت فيها العائلات الحاكمة كتائبها من معسكراتها في عدن حيث اقامت بصورة سرية معسكرا مستأجر ا على متن بوارج حربية اميركية قبالة ميناء عدن، يرتبط بمعسكر صغير قريب من ميناء الزيت بالبريقة بعد صدمات كبرى واجهتها هذه الكتائب في عدن نتيجة الهجمات المتتالية على أوكارها هناك وتكبدها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.
زاد من ذلك الخسائر الكبيرة التي تبكدتها كتائب الجيش العائلي الاماراتي بعد نهب مسلحي الحراك الجنوبي الموالين لهادي ومسلحي تنظيم “القاعدة” العشرات من آلياتها العسكرية المدرعة والتي فشلت في استعادتها من رجال القبائل في يافع بمحافظة لحج، فضلا عن خسائرها الكبرى في عمليات نهب واسعة طاولت اكثر مستودعات السلاح التي اقامتها في عدن، خلال سنة من العدوان على اليمن.