سوى مفاجآت من غير المستبعد حصولها خلال الساعات الأخيرة لموعد سريان الخطة الأممية لوقف النار المقرر أن تبدأ منتصف ليل اليوم الأحد 10 ابريل، أبدت العديد من الاوساط السياسية المحلية والدولية تفاؤلها حيال تنفيذ الخطة الأممية والتي تذهب أكثر التقديرات إلى أنها ستُفضي بصورة مباشرة إلى وقف شامل للعمليات العسكرية الكبيرة التي يشنها تحالف العدوان السعودي على اليمن منذ أكثر من سنة، قبل الشروع بترتيبات بتطبيق خطة وقف النار في سائر الجبهات الداخلية تهمد الطريق لجولة مفاوضات الحل السياسي المقررة في الكويت في الــ 18 من الشهر الجاري.
ورغم تدتاعيات سياسية وميدانية شهدتها الساعات الماضية اشاعت القلق من امكان عرقلة الترتيبات الأممية لوقف النار وعززت التكهنات بتأجيل محدود للخطة الأممية إلا أن دوائر سياسية عدة رجحت المضي قدما في ترتيبات الخطة الأممية وقف النار استنادا إلى حجم الضغوط الدولية المؤيدة لهذه الخطة.
وميدانيا شهدت الساعات الماضية في جبهات تعز ومأرب وشبوة والجوف والضواحي الشرقية للعاصمة في مديرية نهم، تصعيدا لافتا في الهجمات من جانب مرتزقة العدوان السعودي، تزامن مع تصعيد طيران العدوان السعودي الاميركي غاراته في محافظة تعز التي اهتزت اليوم على وقع مجزرتين خلفتهما غارات عشوائية لطيران العدوان السعودي وخلفت اعدادا كبيرة من الضحايا المدنيين بين شهداء وجرحى.
وتجددت مساء اليوم المعارك بين الجيش اللجان الشعبية ومرتزقة العدوان السعودي في مديرية نهم بالضواحي الشرقية للعاصمة بعد صد الجيش واللجان الشعبية محاولة تقدم للمرتزقة في هذه المناطق فيما بدا محاولة لاقتناص الفرص والتمركز في مواقع معينة قبيل دخول الخطة الأممية لوقف النار حيز التنفيذ.
وتزامنت المعارك في هذه الجبهة مع احتدامها في جبهات اخرى بمحافظات مأرب والجوف وشبوة حيث صد الجيش واللجان الشعبية محاولة زحف لمرتزقة العدوان السعودي في جبال كوفل والبراء بمديرية صرواح ، كما صدت زحفا آخر لفلول الغزاة والمرتزقة في الانحاء الجنوبية لمدينة ذُباب ا لتابعة لمديرية باب المندب بمحافظة تعز واخرى في مديرية عسيلان بمحافظة شبوة.
ورغم السخونة التي شهدتها الجبهات الداخلية إلى أن مصادر سياسية وعسكرية متعددة قللت شأن هذه التداعيات مشيرة إلى أن تحالف العدوان السعودي دفع مرتزقته إلى اشعال جبهات في مأرب والجوف وشبوة لتأمين عمليات انسحاب شرعت فيها القوات السعودية والاماراتية من معسكراتها الرئيسية في محافظة مأرب.
وقالت إن عمليات سحب القوات بدأت منذ ليل أمس الجمعة في عمليات سحب تدريجي اسندت بغطاء وشملت عددا كبيرا من الوحدات العسكرية والآليات المدرعة ومنظومات الصواريخ وسلاح المدفعية وخصوصا تلك التي كانت ترابط في معسكر تداوين بمحافظة مأرب والتي شوهدت تنسحب باعداد كبيرة باتجاه منفذ الوديعة.
وعزا وجهاء قبائل لجوء تحالف العدوان سحب الآليات العسكرية من جبهات مأرب إلى مخاوف من احتمال أن يسيطر رجال القبائل على هذا العتاد مع دخول الخطة الأممية لوقف النار حيز التنفيذ، كما حصل للقوات الإماراتية في محافظة لحج والتي فقدت العشرات من آلياتها ومستودعات اسلحتها خلال الشهور الماضية وفشلت في استعادتها من رجال القبائل.
لكن مصادر سياسية وعسكرية متعددة عزت المواقف السعودية المتخبطة في اشعال الجبهات وسحب الآليات بالتزامن إلى طبيعة الصراع بداخل الأسرة السعودية الحاكمة بين الفريق المؤيد لوقف العدوان وافساح المجال للحل السياسي والفريق الآخر المؤيد لاستمرار العدوان أيا كانت النتائج والتكاليف.
واشار هؤلاء إلى التصريحات الاخيرة لوزير الخارجية الاميركي جون كيري والتي افصح فيها عن عراقيل بدت مفاجئة لواشنطن يتصدرها قرارات هادي الأخيرة والتي قال كيري أنها ” انتجت تعقيدات جديدة بل وافشلت ما كانت واشنطن تخطط له”.
وفي ما بدا رسالة على عدم رضا واشنطن حيال الترتيبات التي يقودها فريق الحرب في العائلة السعودية الحاكمة والتي دفعت هادي لاتخاذ قراراته الأخيرة قال كيري من المنامة ” لا أستطيع تجنب القول إنني أرى أن الرئيس هادي قد عقَد بعض تلك الجهود في الساعات القليلة الماضية نأمل ان تتخذ قرارات بُغية تسهيل جهودنا في المضي إلى الأمام صوب المفاوضات ونعمل جميعًا من أجل الوصول إلى 18 أبريل” لافتا إلى أن واشنطن تدعم وقفا نهائيا لاطلاق النار والتوصل إلى تفاهمات حول هيكل وشكل الحكومة القادمة”.
لكن وزير الخارجية الاميركي تحدث عن جهود دولية لضمان تنفيذ الخطة الأممية وقال إن واشنطن ” وأنا شخصيًا، أجرينا عدة مشاورات أسبوعية بشان الملف اليمني ، بالإضافة إلى اتصالات ولقاءات خلال الأسابيع القليلة الماضية، تصب الجهود في مساعي تأمين وقف شامل لإطلاق النار في اليمن سوف أواصل هذه المشاورات الليلة” مضيفا ” لدينا فرصة نستطيع من خلالها المضي قدمًا وإحراز تقدم ملموس في إحلال السلام باليمن”.
قسم التحليل السياسي في “المستقبل”