في موازاة تصريحات لرئيسة منظمة اليونيسكو ايرينا بوكوفا افصحت فيها عن نية المنظمة المساهمة في ترميم آثار تدمر أكد مدير متحف الاميتاج بيوتروفسكي استعداد المتحف الروسي باعتباره أكبر مؤسسة علمية متخصصة في هذا المجال تنفيذ مشاريع الترميم ولا سيما أنه يملك خبرة واسعة في الترميم وتشهد له آثار مدينة سان بطرسبورغ التي دمرت نتيجة الحرب العالمية الثانية، فيما اكدت السلطات السورية أن اعمال الترميم لآثار هذه المدينة المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي الانساني تحتاج إلى خمس سنوات.
ودعا بيوتروفسكي إلى تقويم الدمار الذي لحق بآثار تدمر جراء الإرهاب وقال “إنه عندما اعتدى تنظيم داعش الإرهابي على تدمر وراح يعبث فيها ويفجر آثارها بدأنا مع زملائنا المختصين بالعاديات والمتاحف نفكر كيف سننقذ تدمر وساهمنا مع جميع خبراء المتاحف في العالم بحملة لجمع وانتقاء المواد المرتبطة بها كي يكونوا مستعدين فور استعادتها للقيام بحملة دولية لاحيائها واعادة إعمارها”.
متحف الارميتاج الروسي
وشدد على أن روسيا ستشارك في اطار الحملة الدولية التي “تتولى منظمة اليونيسكو تنظيمها” خاصة أن الخبراء الروسيين يملكون خبرة كبيرة في مجال إحياء المشاريع الثقافية التي تعرضت لتدمير شديد.
من جانبه أعلن ممثل الرئيس الروسى لشؤون التعاون الثقافى الدولي ميخائيل شيفدكوى أن “تقويم حجم الدمار سيسمح بتحديد الفترة المطلوبة لترميم آثار تدمر بدقة”.
وتدمر هي واحدة من اهم المدن الأثرية عالميآ وتقع في وسط سوريا وتتبع محافظة حمص، ولها أهمية تاريخية حيث كانت عاصمة مملكة تدمر وكانت حتى وقت قريب مدينة سياحية تستقطب ملايين السياح من ارجاء العالم باعتبارها متحفاً عريقاً لا مثيل لها في العالم بآثارها التي ترقى إلى القرن الـ 11 قبل الميلاد.
ويوجد في المدينة متحف تدمر التي يضم اثار المدينة العريقة من تماثيل مجسمات ومخطوطات ونقوش ولقى أثرية هامة وكذلك متحف التقاليد الشعبية الذي يجسد تراث البادية والحياة لسكان تدمر. وبها ايضا قلعة فخر الدين، والتي يعود تاريخ بنائها إلى القرن السادس عشر.
وسيطر تنظيم”داعش” الارهابي العام الماضي على مدينة تدمر التي يعود تاريخها الى الفي عاما ويطلق عليها لقب “لؤلؤة الصحراء”. واقدم مذاك على تفجير معبدي بعل شمين وبل، بالإضافة إلى تدمير عدد من المدافن البرجية في المدينة قبل ان يحول قوس النصر الشهير الى رماد، ما اثار مخاوف حول العالم حول مصير معالمها، خصوصا وان للتنظيم سوابق في تدمير وجرف الآثار في مواقع اخرى سيطر عليها لا سيما في العراق.
ومنذ سيطرة مسلحي داعش على المدينة تعرضت 20 % من آثار المدينة التاريخية لدمار هائل.
وأعلن المدير العام للآثار والمتاحف السورية مأمون عبد الكريم ان ترميم الاثار المتضررة والمدمرة في مدينة تدمر المدرجة على لائحة منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) للتراث العالمي “يحتاج الى خمس سنوات”.
وقال عبد الكريم غداة طرد الجيش السوري لتنظيم “داش” الارهابي من تدمر في وسط البلاد “اذا حصلنا على موافقة منظمة -يونيسكو-، نحتاج الى خمس سنوات لاعادة ترميم الاثار التي تضررت وتعرضت للدمار على ايدي تنظيم داعش” الارهابي الذي كان يسيطر على المدينة منذ ايار/مايو الماضي.
واضاف “لدينا الموظفون المؤهلون والخبرة والدراسات، ومع موافقة المنظمة، نستطيع بدء اعمال الترميم خلال عام”.
وبحسب عبد الكريم، فان “ثمانين في المئة من اثار المدينة بخير” موضحا ان فريقا “من زملائي المختصين وصلوا الى تدمر وطلبت منهم تقييم (وضع) الحجر والمدينة الاثرية، وهم يقومون بتصوير الاضرار وتوثيق كل شيء ومن ثم تبدأ مرحلة الترميم”.