- ضمن تجليات واسئلة متزاحمة عن تداعيات حرب خفية تستهدف تدمير وطمس المعالم التاريخية والآثارية في دول تمتلك رصيدا كبيرا من الآثار الحضارية الانسانية ( العراق ـ سورياـ ـ مصر) لا تبدوا اليمن مهد حضارات سبأ ومعين وحمير استثناء، فثمة خراب هائل لموروث اليمني الحضاري والتاريخي تصدره من الارض تنظيم “داعش ومن الجو صواريخ الطائرات السعودية.
لقرون من تاريخ الانسانية ظل اليمن متحفا حضاريا طاعنا في العراقة؛ فتحت رمال الصحراء طُمرت آثار حضارات يمنية متعاقبة يرقى بعضها إلى الألفية الثانية قبل الميلاد ونُفضت غبار التاريخ جهود مبكرة ادوارد جلازر وجوزيف هاليفي ومستشرقين اوروبيين في اعمال بحث انسانية بدأت في القرن الـ 16 وصولا إلى التاريخ الحديث .. لكن الأمر راهنا تغير كليا، فكل هذا التاريخ صار عرضة للدمار العشوائي وخلال سنة من العدوان السعودي دمرت العديد من المعالم الحضارية والتاريخية في استراتيجية تدمير منظمة تستهدف التاريخ اليمني تزامنت مع اعمال تخريب واسعة على الارض تصدرها مسلحو تنظيم “داعش”.
وقد عرفت ارض العربية السعيدة كما تصفها المدونات التاريخية، نماذج متنوعة من الحضارات الانسانية بقت معالمها حاضرة تجذب السياح والباحثين من اصقاع الأرض حتى يوم 26 مارس /آذار/ 2016 حيث اطلق تحالف العدوان السعودي عملياته الحربية على اليمن لتطاول بغاراتها الجوية معالم هذا المتحف التاريخي الانساني تندرج في ما اعتبرته منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة ” جرائم حرب”.
تقارير موثقة
وفق احدث تقرير صادر عن وزارة الثقافة اليمنية تسببت غارات شنتها الطائرات الحربية التابعة لتحالف العدوان السعودي في تدمير 60 معلما آثاريا وحضاريا بين مدن ومعالم ومتاحف ومساجد وحصون وقلاع تاريخية بعضها يرقى إلى ما قبل الميلاد.
وهذه الحصيلة ليست كل شيء ووفقا للتقرير الذي اعلنته وزارة الثقافة اليمنية اليوم في مؤتمر صحافي عقد بصنعاء، فقد تسببت الغارات خلال سنة من العدوان السعودي على اليمن في تضرر 4 آلاف معلم تاريخي من المعالم التي يزخر بها هذا البلد الذي كان في التاريخ القديم مهدا لحضارات عريقة امتدت من الألفية الثانية قبل الميلاد وحتى القرن السابع بعد الميلاد، كما كان مهدا لمعالم الحضارة الإسلامية.
اختارت وزارة الثقافة اليمنية اليوم الأحد لعقد مؤتمرها الصحافي لكونه يصادف اليوم الأول من العام الثاني للعدوان السعودي المستمر على اليمن والذي انطلق في عمليات عسكرية شاملة يوم 26 مارس 2015.
في حديثها عن المدن التاريخية المستهدفة بغارات التحالف تحدث الوزارة عن استهداف مدن تاريخية عدة يتصدرها المدن الثلاث المسجلة في قائمة التراث العالمي وهي: صنعاء وشبام حضرموت وزبيد فضلا عن مدينة كوكبان التاريخية ومدن أخرى لم تكن يوما موقعا عسكريا يستحق استهدافه وتدمير معالمه بالصواريخ.
مدينة صنعاء التاريخية
بين أكثر من 4000 معلم آثاري تضررت جراء غارات مباشرة لتحالف العدوان السعودي يتحدث تقرير وزارة الثقافة عن أضراراً متفاوته نال مدينة صنعاء القديمة منها النصيب الاكبر بتضرر آلاف المعالم التاريخية في المدينة بشكل غير مباشر بالإضافة الى الاضرار المباشر في حي القاسمي وحي الفليحي وغيرها حيث تسبب العدوان في تهجير أكثر من مئة اسرة من هذين الحيين التاريخيين.
مدينة تاريخية اخرى تسببت غارات العدوان السعودي في تدمير اجزاء منها وارغمت جزء من سكانها على الهجرة القسرية هي مدينة كوكبان بالمحويت جراء ما ألحقه العدوان فيها من أضرار بالغه شملت عدد كبير من منازلها ومعالمها التاريخية.
مدينة براقش
يضاف إلى ذلك مدينة براقش التاريخية التي تتصدر قائمة المدن الآثارية القديمة والتي نالها الكثير من الخراب والدمار من جراء غارات متتالية لطائرات العدوان السعودي استهدفتها في أوقات مختلفة.
وتقول نائب وزير الثقافة هدى أبلان إن الخراب الذي طاول الآثار والمعالم والمدن التاريخية والمرافق الثقافية جراء العدوان السعودي الغاشم كان كبيرا للغاية، حتى انها وجهت مناشدة إلى المنظمات الدولية تدعوهم إلى سرعة التفاعل مع التقارير والملفات التي تعمل عليها وزارة الثقافة وهيآتها بخصوص ما تعرضت له اثار ومدن اليمن التاريخية ومنشآتها الثقافية.
ويقول رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف مهند السياني إن أول معلم معلم تاريخي يمني تعرض للخراب جراء غارات العدوان السعودي كان مسجد الامام عبدالرزاق الصنعاني في حمراء علب في الــ 16 ابريل 2015م وسبقه تدمير مصنع لصناعة الاعواد اليمنية في مديرية بني الحارث في أول يوم للعدوان عام 2015م .
يشير السياني إلى أن مواقع عدة تضررت أو دمرت جراء الغارات الهستيرية لتحالف العدوان يتصدرها قلعة القاهرة التاريخية التي ترقى إلى العصر الاسلامي، ومواقع في براقش وصرواح وسد مأرب وغيرها من المعالم بما فيها معالم لم تستطع الهيئة الوصول اليها ولم تدخل ضمن الإحصائية الأخيرة التي هي إحصائية أولية.
خراب المتاحف
عن الخراب الذي طاول المتاحف اليمنية يتحدث السياني عن قائمة طويلة يتصدرها مخزون متحف تعز الذي لا يزال حتى اليوم مجهولا فيما تم جمع 7300 قطعة اثرية من بين أنقاض متحف ذمار الذي دمرته غارات سعودية وكان يضم 12500 قطعة اثرية مما يعني فقدان أكثر خمسة الاف قطعة اثرية جراء استهداف العدوان وتدمير متحف ذمار.
يؤكد رئيس الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية ناجي ثوابه أن اليمن يواجه صعوبات فيما يخص جهود نزول الفرق الميدانية الى المواقع والمدن لاستكمال اعداد الملفات الخاصة بالأضرار التي لحقت بمدننا واثارنا لاستكمال تجهيزها وارسالها للمنظمات تمهيدا لإحالتها للمحاكم الدولية الأوروبية والأمريكية بما فيها محكمة لاهاي.
اما نائب رئيس الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية نبيل منصر فقد اكد استمرار عمليات التدمير التي تتعرض المعالم التاريخية اليمنية ويؤكد أن ثمة مدن ومعالم تاريخية مسجلة في قائمة التراث العالمي الذي صار ثروة إنسانية العالم كله معني بحمايتها والمحافظة عليها.
بعض المعالم الآثارية والتاريخية التي تعرضت للتدمير خلال خلال عام من العدوان على اليمن
مسجد حمراء علب –صنعاء، مدينة براقس-مأرب، مدينة صرواح- مأرب، قلعة صيرة – عدن، متحف عدن- قصر العبدلي، قرية فج عطان – صنعاء، دار الحسن – الضالع، مدينة صعدة ،مسجد وجامع الامام الهادي – صعدة، قلعة القاهرة الاثرية – تعز، مدينة صنعاء التاريخية، مدينة زبيد التاريخية ، قصر السلاح – صنعاء، المتحف الوطني – صنعاء، متحف الموروث – صنعاء، جرف اسعد الكامل – إب ، القفلة – صعدة، قلعة نقم –صنعاء، متحف ذمار، قلعة جبل الشريف- الحديدة ، المصرف الشمالي – سد مأرب، قصر الحجر- صنعاء، مدينة مأرب القديمة ، مجمع العرضي – صنعاء ، قبة المهدي-صنعاء، متحف عتق- شبوة، حصن النعمان – حجة ، حصن المنصورة – حجة ، حصن الشرف – حجة، القشلة – ميدي، قلعة المنصورة – ميدي، المجمع الحكومي القديم – ميدي، خرائب قلعة الادريسي – ميدي، خرائب الجوب والخور – ميدي، خرائب العلالي- ميدي، حصن قفل حرض، خرائب جبل جحفان – حرض،قبة الشيخ يعقوب – المكلا، جامع حبور ظليمة – عمران، قبة عبدالهادي السودي – تعز ، قبة الشيخ الامام السقاف – لحج، مسجد الفليحي – صنعاء، قبة الحبيب حمد بن صالح- الشحر، مدينة شبام التاريخية- حضرموت ، قصر صالة – تعز ، قبة الشيخ المعيني – تعز، معبد اوعال صرواح ، قشلة كوكبان – المحويت، بيت مال المسلمين –عمران، قباب مقبرة إسماعيل – الشحر، بيت الامام البدر- عمران، مجموعة قباب واضرحة عيل باوزير – حضرموت ، حصن نجد الميزر- شبوة ، حصن الترب –شبوة …وغيرها .