2025/01/12 2:57:47 صباحًا
الرئيسية >> تيارات >> الاصلاح الديني

الاصلاح الديني

محتاجون الى حركة اصلاح ديني تقوم بنقد التراث، وتنقيته مما علق به من اسرائيليات وخرافات وانحرافات، وتصحيح المسار العقلاني للإسلام، والاخذ بما ينفع الناس، ماضيا وحاضرا.

هناك مجتهدون اعلام كانوا قد بدأوا حركة عقلانية في تحرير الاسلام من النقل الخرافي المتعارض مع العقل والطبيعة الانسانية.

من يقرأ تفسيرات ابن عربي سيجد جهدا جبارا في اعلاء شأن العقل والانسان وايجاد مخارج للنصوص تتوافق مع العقل والعصر.

مثلا يقول ابن عربي عن الجن انهم الخاطئون من الانس وليس غيرهم، ويضيف اخر عن ظاهرة الجن بالقول: ان مفهوم الجن هو بقايا الثقافة الجاهلية لما قبل الاسلام التي كانت تعتمد السحر والشعوذة والخرافة والارواح الشريرة.

كان الامام المجدد الشيخ محمد عبده قد بدأ حركة التجديد العقلاني للفكر الاسلام، ومعه عبد الرحمن الكواكبي في كتابه طبائع الاستبداد، لكن هذه الجهود لم تتواصل، وسرعان ما انقطعت.

مثلا الامام محمد عبده في وقوفه عند ظاهرة الجن والشياطين قال : ان الجن هم المكروبات والامراض التي تصيب الانسان.

وهناك مجدد اخر لا يقل اهمية عن هذين الا وهو الشيخ علي عبد الرازق في كتابه عن الخلافة والدولة في الاسلام الذي قال : ان الاسلام دعوة وليس دولة، وان الدولة هي انجاز بشري لا علاقة لها بالدين، بل هي ضرورة للاجتماع البشري، لتنظيم شؤون الناس ومعاشهم.

هذه الاجتهادات المتقدمة سرعان ما حوربت، بل وتوقفت لصالح عديد اتجاهات، ولم يواصل المفكرون الدينيون ما بدأه محمد عبده والافغاني وعلي عبد الرازق، بل حدث انحراف بالفكر الاسلامي لصالح التطرف والارهاب، فكانت جماعة الاخوان في مصر والجماعات الوهابية في السعودية والخليج هما الحجر العثراء التي انحرفت بالفكر العقلاني المستنير لصالح الاستبداد والدولة الدينية الفاشية.

غذى هذا التطرف عوايد البترو/دولار الذي مول هذه الجماعات ضدا على حركات التحرر الوطني وثورات الشعوب؛ ولا يخفى ارتباط هذه الحركات بالمخابرات الغربية، والنظام الرأسمالي المتوحش.

اليوم نحن محتاجون الى فكر الاستنارة العقلانية، لإنقاذ الامة من طاعون الارهاب والتطرف واعادتها الى الطريق السوي.

محتاجون الى جهود الخيرين، ولملمة ما تبعثر ليصبح كتلة فاعلة في كل الاتجاهات.

ثقوا ان مشاريع التطرف والارهاب والذبح والدعوات المشبوهة من جهاد النكاح الى الذبح تحت شعار الله اكبر سوف تفشل، لأنه لا مكان لها في الواقع، فما يجري هو تحت فعل القوة والترهيب، وقد فشلت حركات مثل هذه عرفتها الامة عبر التاريخ من امثال الخوارج وغبرهم.

 

اخبار 24

شاهد أيضاً

الفساد.. والإرادة السياسية (7)

أحمد يحيى الديلمي الفساد في مجال القضاء (ب) كان الشهيد المرحوم ابراهيم محمد الحمدي أول ...