وفقا لدوائر سياسية ومحللين سياسيين فان اعلان الناطق الرسمي باسم التحالف مستشار وزير الدفاع السعودي أحمد عسيري ما سماه” نهاية وشيكة للعمليات العسكرية الكبيرة في اليمن” مثل انتقالة نوعية جدية في موقف النظام السعودي الذي ظل خلال الأيام الماضية في حال مطربا مراوحا بين شد وجذب حيال خطوات عملية باشرها لتثبيت الهدنة في المناطق الحدودية وسط انتهاكات لتفاهمات الهدنة.
وكلل اعلان عسيري الخميس تطورات دراماتيكية في مسار العدوان السعودي على اليمن كشف توسع دائرة الصراع بين مراكز النفوذ بداخل العائلة السعودية الحاكمة والتي تواجه انقساما حادا بين فريق مؤيد لاستمرار العدوان وفريق يدعو إلى وقفه والبحث عن صيغة تضمن خروجا آمنا للمملكة من المستنقع اليمني وهو الفريق الذي تصدر المشهد في اليومين الماضيين نتيجة الضغوط الدولية الكبيرة التي واجهها فريق الصقور في العائلة الحاكمة بعد المجزرة التي ارتكبها طيران تحالف العدوان السعودي في سوق الخميس بمحافظة حجة.
وأعلن عسيري الخميس أن العمليات العسكرية الكبيرة في اليمن على وشك الانتهاء” واشار إلى أن اليمن سيبقى بحاجة للدعم على المدى الطويل لتجنب تحوله الى ليبيا ثانية”.
ورغم أن هذا الاعلان تكرر في الأيام الماضية إلى أن العنصر الجديد تمثل في الموقف الاميركي الذي بقى ملتزما الصمت حيال اعلانات سعودية مشابهة خلال الأيام الماضية في حين أنه عقَب على التصريح الاخير لعسيري بموقف رسمي ادلى به ليل الخميس الناطق الرسمي للبيت الأبيض جوش ايرنست أعلن فيه ترحيب واشنطن باعلان العميد عسيري من دون أي تفاصيل أخرى فيما اعتبره مراقبون خطوة متقدمة تؤشر على انحسار موقف الصقور في العائلة السعودية المتمسك باستمرار العدوان على اليمن إلى حين تحقيق اهدافه.
وطبقا لمراقبين فإن تعقيب واشنطن على اعلان العميد عسيري الأخير قدم دليلا قويا إلى أن التصريح كان قرارا سعوديا فوقيا.
ويشير هؤلاء إلى أن السلطات السعودية تحاول بالقائها هذا الدور على العميد عسيري التنصل عن مسؤولياتها كما تسعى إلى الزج بالدول الخليجية المشاركة في العدوان للمشاركة في الاستحقاقات الناتجة عن قرار النظام السعودي وقف الحرب.
وتقول دوائر سياسية وديبلوماسية متعددة إن الاعلان الاميركي الليلة مثل دعما قويا لموقف الفريق السعودي ضمن العائلة الحاكمة المؤيد لوقف العدوان على اليمن وهو الفريق الذي حظى في الآونة الاخيرة بدعم من بعض الدول الخليجية المشاركة في العدوان على اليمن وفي الطليعة الكويت .
ويشير هؤلاء إلى إن الموقف الكويتي بدا واضحا خلال زيارة الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي أمس والتي عاد بعدها إلى الرياض مطلقا تصريحات تحدث فيها عن “دخول اليمن مرحلة جديدة عنوانها السلام والشراكة في السلطة والثروة بعيدا عن الإقصاء والتهميش” وهو التصريح الذي اثار دهشة كثير من المراقبين باعتبارة يتعارض كليا مع التطورات الميدانية الجارية على الارض في استمرار العدوان السعودي على المدن اليمنية وانتهاكه المتكرر للهدنة الحدودية.