2025/01/12 8:14:55 صباحًا
الرئيسية >> تيارات >> بتهدئة او مفاوضات.. اليمن ينتصر

بتهدئة او مفاوضات.. اليمن ينتصر

ايا كانت الأطر التي جرت عبرها المفاوضات الاخيرة مع العدوان السعودي والتي افضت إلى تهدئة على الحدود وأيا كانت الذرائع والمواقف المتخبطة التي اعلنها العدوان السعودي فان النتائج التي خلصت اليها مثلت انتصارا كبيرا للإرادة اليمنية، عززت لدى شعبنا الصامد الثقة في قدرته على الدفاع والاستمرار في الصمود ومقاومة أعتى عدوان عسكري يُشن عليه في تاريخه.

العامل الايجابي في هذا الانتصار يتمثل في انه حطم حواجز الآلة الدعائية التي تحاصر اليمن منذ حوالي سنة واخفت عن العالم حقيقة العدوان ومجازره ونتائجه الكارثية، وعامل آخر يمكن في انه ارغم النظام السعودي الاستجابة للمفاوضات مباشرة وحتمية طالما انكرها، فضلا عن افقاده تحالف العدوان ادواته السياسية التي تحصن خلفها لاكثر من سنه وادار من خلالها مفاوضات بلا جدوى اراد منها فقط ذر الرماد على العيود وتضليل العالم بأن ما يجري في اليمن صراع داخلي وليس عدوانا همجيا برعاية اميركية مباشرة.

الديبلوماسية الدولية التي ظلت تنعق بالمسار السياسي استغرقت وقتا طويلا لتدرك حتمية المفاوضات المباشرة مع النظام السعودي حلا للأزمة خصوصا بعد اقرار الطرف المتذرع بالشرعية الدولية عدم امتلاكه صلاحيات ادارة مفاوضات في بندي وقف النار ورفع الحصار.

النظام السعودي كعادته في التضليل أقر في بيان ذُيَل بتوقيع التحالف بالمفاوضات المباشرة واعلن عن تبادل أسرى كما رحب باستمرار التهدئة في المناطق الحدودية ولم يعدم الذرائع بمزاعم السماح بدخول المواد العلاجية والاغاثية إلى القرى الحدودية اليمنية.

لكن ما بدا سياسيا بإقرار الرياض بان هذه الخطورة جاءت ” على طريق الوصول إلى حل سياسي برعاية الأمم المتحدة وفق قرار مجلس الأمن رقم 2216، وما بدا على الارض بتوقف العمليات العسكرية في المناطق الحدودية وتبادل الاسرى كان اعلانا صريحا بفشل الحرب العدوانية التي قادها النظام السعودي بالوكالة عن اميركا والصهيونية كما قدم لليمنيين والعالم شهاد وفاة لأحلام العدوان والقوى الدولية بعودة اليمن إلى مربع الوصاية الخارجية.

يصعب القول أن هذه الخطوة قد تقود في المدى القريب إلى وقف شامل لإطلاق النار فالنظام السعودي أراد بهذا الاتفاق وقف دوامة الخسائر واخفاء التدهور المريع لخطوطة الدفاعية بعدما اخفقت كل سياساته محاولاته بما في ذلك سياسة الارض المحروقة في استعادة المدن والمواقع في العمق السعودي والخاضعة حتى الآن لسيطرة الجيش واللجان الشعبية

وفي جانب آخر ارغم النظام السعودي المضي بهذه الخطوة لانهاء حال الاضطراب والفوضى المتفاقمة في محافظاته الجنوبية التي ضحى بسكانها في ليل بعد تلقيه تحذيرات تداعيات خارج حدود السيطرة.

بدعم اميركي بريطاني فرنسي تفوق النظام السعودي في عملياته الحربية وبسلاح الجو والقدرات المخابراتية الخارجية والداخلية التي سخر لها المليارات واستطاع بميزانيات مالية خرافية تجنيد مرتزقة الداخل لحروب بالنيابة وتفوق اعلاميا وسياسيا وديبلوماسيا لكنه وفي غمرة هذه الامكانيات وهذا الدعم الدولي واجه قوة ضاربة هي صمود وارادة اليمنيين بالحياة الحرية فعجز كليا عن تجاوزها والتـاثير عليها.

هذه الارادة وحدها هي من ارغمت العدو على اللجوء إلى المجازر الوحشية بحق المدنيين ارتدت وبالا عليه، وهي نفسها من حيَدت ترسانة سلاحه المتطورة وارغمته على خوض معارك بشروط مختلفة لم يتوقعها.

هي ايضا من حطمت اسطورة القوة بالسلاح التقليدي وهي من ارغمت العالم الالتفات بإعجاب لصمود هذا الشعب العظيم وبسالته في الحرب وقدرته التي لا تُقهر في الدفاع عن حقه بالحياة والحرية والكرامة والسيادة.

نعرف أنه لا يزال لدى تحالف العدوان السعودي الكثير.. إذ لا يمكنه بسهولة الخروج من المستنقع الذي وضعته فيه القوى الكبرى، كما لا يمكنه النجاة من المآلات الخطيرة لهذه الحرب العدوانية التي ستكلفه الكثير داخليا وخارجيا.

ندرك بالمقابل اننا رغم الجراح انتصرنا وندرك أن هذا العدوان البربري منحنا قوة اضافية. فالمؤكد أن العوامل التي شجعت العدو وساعدته في هدم بيتنا من الداخل قد زالت أو هي في طريقها إلى الزوال.

Abubkr.a@gmail.com

اخبار 24

شاهد أيضاً

الفساد.. والإرادة السياسية (7)

أحمد يحيى الديلمي الفساد في مجال القضاء (ب) كان الشهيد المرحوم ابراهيم محمد الحمدي أول ...