2025/01/11 10:56:25 مساءً
الرئيسية >> الأخبار >> اليمن >> الازمة اليمنية .. تعاطي اممي مع الجانب الانساني لا السياسي (تحليل المستقبل)

الازمة اليمنية .. تعاطي اممي مع الجانب الانساني لا السياسي (تحليل المستقبل)

رغم الآمال التي اشاعها تصدر ملف الأزمة اليمنية طاولة البحث في المحافل الدولية مؤخرا إلا أن تقديرات المحللين السياسيين تؤكد أن لا افقا نهائي لهذا الملف في شقه السياسي المتعلق بوقف الحرب والحصار الذان تقودهما السعودية تحت مظلة التحالف ويمضيان نحو عامها الثاني دون مؤشرات ببتدخل دولي حاسم لصالح وقف هذه الحرب.

والعديد من الجلسات التي عقدها مؤخرا مجلس الأمن الدولي ومنظمة الامم المتحدة والهيئات الانسانية والقانونية التابعة لها تؤكد قابلية ملف الأزمة اليمني للنقاش في المحافل الدولية من جانبه الانساني فقط واضيف اليه مؤخرا بضغوط روسية المخاوف الدولية من توسع خطر التنظيمات الإرهابية في هذا البلد.

ورغم الجدية التي ابدتها الأمم المتحدة مؤخرا حيال الآثار الانسانية لحرب تحالف العدوان السعودي في اليمن وجهودها لإعادة الاطراف إلى طاولة الحل السياسي إلا أن هذه الجهود لا تزال تمضي بصورة بطيئة للغاية في مقابل تصعيد وتيرة العمليات العسكرية لتحالف العدوان والتي تزامنت في الايام الماضية مع تصعيد لافت في وتيرة التحركات الديبلوماسية والسياسية والإعلامية للتحالف افلح في حرف مسار المناقشات الدولية للأزمة اليمنية إلى الشق الانساني.

وتسارعت مؤخرا وتيرة الجلسات التي خصصها مجلس الأمن الدولي لبحث ملف الأزمة اليمنية من جانبه الانساني في مقابل انحسار فرص المبادرات التي عبرت عنها عواصم غربية عدة طالبت بوقف الحرب التي يقودها التحالف السعودي والعودة إلى المسار السياسي، ما يرجح استمرار دوران هذه المبادرات في فلك الأمنيات والمشاريع المؤجلة بفعل الضغوط السياسية والديبلوماسية التي تقودها في الخفاء الولايات المتحدة الاميركية.

وأعلن اليوم عن استئناف مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ جهود المسار السياسي لحل الأزمة والتي دشنها بزيارة إلى الرياض التقى فيها مسؤولون سعوديون كما التقى خلالها الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي وبعض مسؤولي حكومة خالد بحاح.

وطبقا لدوائر سياسية فقد تركزت مباحثات ولد الشيخ مع المسؤولين السعوديين حول الجهود الأممية لتفعيل دور لجنة التهدئة ووقف النار التي شكلتها الاطراف المشاركة في الجولة الأولى من مفاوضات جنيف التي عقدت في ديسمبر الماضي أملا في ان تتمكن هذه اللجنة التي يشارك فيها اطراف يمنيين من الداخل آخرين يمثلون هادي وحكومة بحاح من الوصول إلى خطة لوقف النار بصورة كاملة.

وفي الجلسة التي عقدها مجلس الأمن الدولي الخميس أمل ولد الشيخ في خطوات لتفعيل لجنة التهدئة ووقف النار التي تشكلت خلال الجولة الاولى في مفاوضات جنيف 2 لتبدأ في قيادة جهود لوقف النار وهي اللجنة التي قال أنها ستخضع للتدريب الاردن في حال تمكنه من الحصول على مواقفة هادي وحكومة بحاح على المشاركة فيها.

لكن ديبلوماسيين يمنيين قللوا شأن التحركات التي دشنها المبعوث الاممي اليوم بزيارته إلى الرياض خصوصا في ظل الموقف المترنح للمنظمة الدولية والتي لم تتجاوز حدود الادانة للمجازر بحق المدنيين دون القدرة على تبني موقف دولي يرغم الرياض على وقف الحرب والاستجابة لمبادرة الحل السياسي.

وخلال الجلسات الاخيرة لمجلس الأمن الدولي لم يفصح ولد الشيخ عن ادانة السعودية بارتكاب جرائم بحق المدنيين كما ظلت مطالباته لحماية المدنيين والدعوة إلى الحوار السياسي ملتبسة تتلافى الاشارة إلى السعودية بوصفها طرفا مباشرا في دوامة الصراع ومعرقل لجهود الحل السياسي فيما ذهبت مطالباته لــ” الضغط على أطراف الصراع اليمني لحماية المدنيين، وتسهيل وصول المساعدات، واستئناف مباحثات السلام، والموافقة على وقف الأعمال العدائية”.

واستنادا إلى تفاقم الآثار الانسانية والمطالب التي افصحت عنها عواصم غربية عدة أعلنت مناهضتها استمرار الحرب التي يقودها التحالف وتأييدها لجهود الحل السياسي،كان المتوقع أن يقدم ولد الشيخ إلى جلسة مجلس الأمن مشروع قرار يساند جهود المنظمة الدولية لوقف النار والانخراط في المسار السياسي.

ويقول محللون سياسيون إن اداء المبعوث الأممي كان مخيبا للآمال بعدما اظهر استمراره في عرض ملف الأزمة اليمنية من جانبه الانساني وهو ما عزاه هؤلاء إلى الضغوط الاميركية والسعودية التي تمارس على الامم المتحدة، في ظل غياب الرافعة الدولية المساندة رغم المواقف المعلنة من عدة عواصم اوروبية، فيما ذهب مراقبون إلى اعتبار ذلك نتيجة للضغوط السعودية التي تطمح بالمزيد من الوقت لتحقيق انتصارات على الارض تحسن موقفها الضعيف والذي ينذر بمخاطر على استقرار المملكة في حال ارغمت على وقف الحرب دون تحقيق اهدافها.

لكن البعض رغم ذلك يشير إلى تحسن نسبي في الموقف الدولي حيال الازمة اليمنية وهو ما بدا في لهجة المبعوث الأممي الذي لفت اعضاء مجلس الامن الدولي في جلسته الاخيرة إلى القلق من “وضع ملايين اليمنيين، الذين يواجهون قصفاً متصلبا من قبل أطراف الصراع جميعها” وتأكيده بأن كثافة الغارات التي يشنها التحالف على صنعاء ومأرب وتعز وصعدة تعوق المنظمة الدولية عن إيصال المساعدات إلى المحتاجين هناك”.

المبعوث الأممي اكد أيضا أن ” الوضع الأمني في اليمن، في غياب نهاية تفاوضية للصراع، يشهد تدهوراً متسارعاً في الأرجاء كافة” فضلا عن اشارته ‘إلى تصاعد خطر التنظيمات الارهابية من القاعدة وداعش في محافظات عدن وابين وحضرموت وتأكيده بأن “غياب القانون في المدينة لا يزال يحول دون نشر موظفي الأمم المتحدة هناك”.

يضاف إلى ذلك اتهام المبعوث الاممي التحالف بشن” هجمات عشوائية قوية على ملايين اليمنيين” واشارته إلى الغارة الجوية التي وقعت يوم 27 فبراير/شباط، وقتلت 30 شخصا (من بينهم 6 أطفال) وجرحت 40 آخرين، عندما استهدفت سوقا شعبية في مديرية نهم بصنعاء”.

وبدا الموقف الأممي أكثر تشددا عما كان عليه سابقا في ما اعتبره  مراقبون ضغوطا بدأت تمارس على النظام السعودي وتتوسع يوما عن آخر.

يشار في ذلك إلى التحذير الذي اطلقه مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة ستيفن أوبراين، والذي حذر بلغة واضحة من مخاطر اتخاذ أي خطوات من شأنها إبطاء وتيرة تدفق المساعدات إلى اليمن، والتي قال انها ازدادت مؤخرا عبر الموانئ فضلا عن تأكيده أن التحالف الذي تقوده السعودية، يساهم في تقييد وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين ودعوته السماح باستمرار وصول الواردات إلى اليمن، واستمرار التجارة داخله وحماية البنية التحتية المدنية، بما فيها موانئ الشحن ومعداتها.

لكن إلى أي مدى تحسن الموقف اليمني في المحافل الدولية ؟

طبقا لديبلوماسيين فان ثمة تحسن كبير طرأ على الموقف اليمني في المحافل الدولية تكلل اليوم باعلان رئيس مجلس الأمن الدولي بحث دول المجلس في مشروع قرار في شأن استهداف التحالف الذي تقوده السعودية المؤسسات الطبية في أول موقف اممي يعقب اعلان الرياض رفضها فكرة إصدار مجلس الأمن قرارا جديدا يندد بالهجمات على المدنيين، وسط توقعات بأن يقود هذا  القرار إلى خطوات ايجابية من شأنها الحد من المشكلات الانسانية المتفاقمة جراء استمرار العدوان بصورة عامة.

ويقول سياسيون وديبلوماسيون إن اهم النجاحات التي يمكن أن تحسب لصالح اليمن في جولات المفاوضات الاممية الاخيرة تكمن في انحسار دور الفريق اليمني بقيادة الرئيس المستقيل والمنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي وهيئته الاستشارية واعضاء حكومة خالد بحاح والذين طالما تصدورا المواقف السعودية في المحافل الدولية  كما لعبوا دورا خطيرا ودرعا سياسيا وديبلوماسيا مساندا للحرب السعودية ومشاريعها في اليمن خلال الفترة الماضية.

وفي الجانب الآخر انحسر دور الفريق اليمني المساند للعدوان في الملف الخاص بالتنظيمات الارهابية بعدما تلاشى هذا الدور كليا في المحافل الدولية بعد تصاعد المواقف الدولية المناهضة للعوامل المتسببة في التوسع الكبير للتنظيمات الارهابية وسط اجتماع دولي بان الحرب التي تقودها السعودية كانت السبب المباشر في هذا التوسع.

اخبار 24

شاهد أيضاً

الهيئة العامة للزكاة تدشن مشروع السلال الغذائية النقدية لـ 6 آلاف جريح بقيمة 150 مليون

المستقبل نت: دشنت الهيئة العامة للزكاة الخميس بصنعاء، بالتنسيق مع مؤسسة الجرحى، مشروع توزيع السلال ...