2025/04/22 4:41:04 صباحًا
الرئيسية >> تيارات >> اللحظة الكريهة ومنَّة آل سعود إلى لبنان

اللحظة الكريهة ومنَّة آل سعود إلى لبنان

هناك لحظات كريهة في التاريخ الإنساني، ونحن اليوم نعيش أكثرها كراهةً وبؤسًا، حيث أن فينا من الأشقياء ما يكفي ليوهموا بعض الناس لبعض الوقت بعروبة آل سعود وإسلاميتهم، وهذه من مفارقات التاريخ الكريه أيضًا، فالنفط كمادةٍ سوداء تُستخدم لتبييض وجوه تلك العائلة الأشد سوادًا.

لم يكن شاه إيران بعيدًا عن هاوية السقوط حين طلب من “أخيه” السادات رفع صورة جمال عبدالناصر عن السد العالي، كما لم يكن السادات حين استجاب لرغبة “أخيه” الشاه بعيدًا عن مرمى الرصاص، ففي تلك اللحظة التي اعتقد كلاهما أن تلك الشوكة الناصرية قد اقتلعت للأبد، كان التاريخ يستجمع كل ما أوتي من سخرية وهو يرى بعينٍ نشوتهما الكاذبة بالنصر وبعينه الأخرى مستقبلهما العاجل، وهذه كتلك، حيث ينتشي آل سعود في هذه اللحظة بأضغاث انتصاراتهم، فليس من السهل أن تتفاجأ هذه العائلة بأنّ صورة غلامهم المدلل برتبة وزير خارجية تتصدر القنوات والصحف العالمية بجانب وزيري خارجية القوتين العظميين، وليس وزير مصري أو سوري كما هي طبيعة الأشياء، فهذه نشوة تتجاوز ذروة اللذة في كل غزوات كل الملوك الخدرية.

في أكثر الروايات التاريخية رجاحة، تقطع بأن يوم فتح مكة كان في الكعبة ثلاثمائة وستين وثنًا وصنمًا، وهذا ينم عن ديمقراطية سبقت إليها قريش كل القوانين والمواثيق الدولية اللاحقة والضامنة لحرية العبادة والاعتقاد، فكان يكفي ألا يلبي لك “إلهك” طلبًا، لتعزف عن عبادته وتستبدله بإلهٍ آخر تشتريه أو تستأجره أو تصنعه، ثم تأتي لتضعه في البيت الحرام وتطوف حوله وتدعو الناس لعبادة ما اقترفت يداك على أعين القوم، دون أن ينكر عليك أحد ذلك، ولو قام النبي ببناء صنم من ثلاثة طوابق وصمده في صدر الكعبة لما قامت قريش بمحاربته والإنكار عليه، وقد يكون أبو لهب وأبو جهل أول الساجدين لوثن محمد الكبير والمستكبَر، ولكن النبي جاء بما يتعارض مع ديمقراطية الوثنية، لذلك لم يكن مرحبًا به وظل محاربًا.

وهذه كتلك، ففي عرف الديمقراطية الأمريكية والوهابية، ليس مهمًا .

 

ايهاب زكي

اخبار 24

شاهد أيضاً

الفساد.. والإرادة السياسية (7)

أحمد يحيى الديلمي الفساد في مجال القضاء (ب) كان الشهيد المرحوم ابراهيم محمد الحمدي أول ...