اطاحت تصريحات اممية بسيل الاكاذيب والشائعات الصادرة عن الأذرع الدعائية التابعة لتحالف العدوان السعودي في شأن ضبط شحنة اسلحة ومعدات عسكرية كانت في طريقها إلى اليمن عبر سفن الاغاثة الدولية، ما ارغم تحالف العدوان العدول عن اتهاماته في واحدة من اكبر الفضائح الديبلوماسية التي يتجرعها تحالف العدوان في حملاته الدعائية الجديدة على اليمن.
وعاد المتحدث باسم تحالف العدوان السعودي العميد احمد عسيري اليوم عن اتهاماته لفريق الأمم المتحدة العامل في مجال الإغاثة بمحاولة تهريب اجهزة اتصالات عسكرية مشفرة إلى اليمن واتهم الفريق الأممي بالتضليل فيما سماه ” معدات إتصال غير مصرح بها” بعدما تورط التحالف في اقتياد سفينة مساعدات انسانية تابعة للأمم المتحدة من البحر الاحمر نحو ميناء جيزان بذريعة التفتيش عندما كانت في طريقها إلى ميناء الحديدة.
ونفت المتحدثة باسم الامم المتحدة في الشرق الاوسط عبير عطيفة، الاتهامات السعودية واكدت علم الامم المتحدة بوجود أجهزة أتصال تتبع فريق عمل المنطقة الأممية داخل اليمن، على متن السفينة، وبينت أن هذه الأجهزة موثقة لدى برنامج الغذاء العالمي من قبل الأمم المتحدة، وانها مخصصة لتنسيق عملية الاتصال بين هيئات الإغاثة التابعة للمنظمة الدولية في اليمن.
وأوضحت أنه بعد التواصل مع قوات التحالف في جيزان، طلبت قوات التحالف من مكتب الأمم المتحدة تقديم الأوراق المتعلقة بمعدات تكنولوجيا المعلومات التي يستخدمونها في عملية الإغاثة داخل اليمن، مشيرة إلى وجود بوادر لتحرك السفينة من ميناء جازان إلى الحديدة.
وجاءت هذه الفضيحة بعد اخرى اصابت تحالف العدوان السعودي في مقتل بعد دعوة السعودية الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الإنسانية إلى حماية موظفيها بنقلهم من المناطق الخاضعة للمقاتلين الحوثيين في اليمن، وذلك في رسالة بعثتها الخميس الماضي. وقالت إن الهدف هو حماية المنظمات الدولية وموظفيها من الضربات الجوية المفترضة للتحالف.
واثارت هذه الخطوة بما حملته من افراط في العنجهية استنكارا عالميا خصصوا وان بعض الاطراف الدولية والاممية اعتبرت هذه الرسالة انتهاكا للقوانين الدولية وتهديدا للعاملين في جهود الاغاثة الانسانية التي تديرها الامم المتحدة ومؤشر على تصاعد وتيرة العنف الذي يمارسه التحالف والجرائم التي يرتكبها بحق المدنيين في هذه الحرب.
وفي غضون ذلك عاود الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي وفريق مستشاريه الذين بدأوا جولة تشمل عدة عواصم عربية واجنية لدعم الموقف السعودي في استمرار الحرب التي تشنها الرياض على اليمن تحت مظلة التحالف، عاودوا حملاتهم الدعائية التي تصدرها موضوع تهريب ايران اسلحة إلى الحوثيين ومحاولتها تكرار التجربة الايرانية في اليمن.
واعلن هادي في مؤتمر صحفي عقده في تركيا بعد وصوله بساعات إلى اسطنبول” زقرنا سفينة اسلحة ايرانية .. وزقرنا مصنع للصواريخ.. وبعض الحوثيين الذين درسوا في أيران يريدون تطبيق النموذج الإيراني في اليمن” .
وبدا هادي في اسوأ حالاته عندما وجد نفسه مضطرا الإلتزام بالاجندة التي حددتها الرياض له فيما يخص التصريحات وكرر في لقاءات عدة جمعته مع مسؤولين اتراك ” الاشادة بالتحالف وادانة التدخل الايراني في اليمن والمطالبة بسرعة تنفيذ قرار مجلس الامن رقم ٢٢١٦ والسماح بدخول المساعدات الاغاثية والطبية للمدن المحاصرة وفي مقدمتها تعز”.
توكل كرمان في المانيا وبحاح في الرياض
وبالتوازي مع جولة هادي الهادفة إلى حشد التأييد العربي والدولي المساند لاستمرا رالعدوان السعودي على اليمن دشنت القيادية في التنظيم الدولي للأخوان الحاصلة على ثلث جائزة نوبل للسلام توكل كرمان تحركات ديبلوماسية في المانيا والتقت اليوم وزير الدولة في الحكومة الألمانية “توماس سيلبرورن” بمقر وزارة التنمية في العاصمة برلين.
ووصلت كرمان إلى برلين للمشاركة في المؤتمر الدولي حول دور الأديان في تنفيذ اجندة التنمية العالمية المستدامة لما بعد ٢٠١٥، وقالت إنها وجهت دعوة للحكومة الألمانية “لرعاية عملية اغاثة واسعة للمدن اليمنية المحاصرة من قبل ميليشيا الحوثي ولاسيما مدينة تعز”.
كما طالبت الحكومة الألمانية إلى ” لعب دور فعال في رعاية عملية سلام مستدامة في اليمن تقوم على تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وعلى ما سبق وتوافق عليه اليمنيون في مؤتمر الحوار الوطني”.
وفي الرياض عقد رئيس الحكومة المستقيل خالد بحاح سلسلة لقاءات جمعته بسفراء العواصم الأوروبية في اطار حشد التأييد العربي والدولي للموقف الأممي والدولي المساند للسعودية التي أعلنت عزمها استمرار الحرب التي تقودها في اليمن رغم تصاعد المواقف الدولية المطالبة بوقف الحرب وعودة الاطراف السياسيين إلى مسار الحل السياسي للأزمة.