- مؤلفاته السياسية طبعت بـ 30 لغة ومقالاته ظلت تتصدر 900 صحيفة حول العالم
توفى المؤرخ زالكاتب العربي الكبير محمد حسنين هيكل صباح اليوم الأربعاء عن 92 عامًا بعد معاناة مع المرض ليطوي بيوم وفاته صفحة عريقة في تاريخ الصحافة العربية الحديثة كان فيها الفارس الأول لأكثر من سبعين عاما.
والكاتب الراحل محمد حسنين هيكل من مواليد قرية باسوس احدى قرى محافظة القليوبية في سبتمبر 1923، وهو أشهر الصحفيين العرب والمصريين، وعرف بكونه صديق الرؤساء الذين تعاقبوا على مصر واكثر البلدان العربية منذ خمسينات القرن الماضي، وفي حياته المهنية في ميدان الصحافة بدأ العمل في العام 1943 في جريدة “اجبشيان جازيت” وشارك في تغطية المعارك الميدانية في الحرب العالمية الثانية، ثم عين محررا ي مجلة “آخر ساعة ” المصرية في 1954 ثم انتقل إلى مؤسسة “اخبار اليوم ” مراسلا متجولا ما ساعدة في التنقل في دول الشرق الأوسط وافريقيا والبلقان والشرق الأقصى.
في عام 1951 رأس تحرير مؤسسة “آخر ساعة” ثم مديرا لتحير جريدة “أخبار اليوم” ورأس مجلس إدارة مؤسسة “أخبار اليوم” ومجلة روز اليوسف، في مرحلة الستينيات، وفي عام 1970م.
ترأس تحرير صحيفة “الأهرام” المصرية لمدة 17عاما حتى سنة 1974، وفي فترة ترأسه تحرير الجريدة بلغت “الاهرام” شهرة عالمية واسعة حتى صارت واحدة من عشر صحف الاكثر شهرة في العالم كما يعود الفضل اليه في إنشأ مجموعة من المراكز المتخصصة للأهرام: ومنها مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ـ مركز الدراسات الصحفية ـ مركز توثيق تاريخ مصر المعاصر.
عُين في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وزيراً للإرشاد القومي بقرار نص على استمرار عمله رئيسا لتحرير جريدة “الاهرام” وخلال عمله وزيرا للإرشاد القومي أسند إليه الإشراف على وزارة الخارجية لفترة وجيزة. وخلال فترة ترأسه تحرير جريدة “الاهرام ” ظل يكتب عموده الشهير ” بصراحة ” كل يوم جمعة.
كان هيكل مستشارا للرئيس الراحل جمال عبد الناصر حتى رحيله يوم 28 سبتمبر أيلول 1970 وأصدر عنه كتبا تدافع عن مشروعه للوحدة العربية ومنها (لمصر لا لعبد الناصر) وفي المرحلة التالية لعبد الناصر اختلف هيكل مع الرئيس السادات الذي اصدر قرارا بتعينه مستشارا حيث اعتذر عن قبول المنصب وتفرغ للكتابه في كبريات الصحف الدولية حتى وصل عدد الصحف العالمية التي تنشر مقالاته إلى حوالي 900 صحيفة.
وصدرت لمحمد حسنين هيكل في حياته 40 كتابا كاملا جمعت بين التحليل والتوثيق والتأريخ والشهادة بينها “خريف الغضب” الذى طُبع بـ 31 لغة و”عودة آية الله” ـ و”الطريق إلى رمضان” و” سنوات الغليان ” و”كلا في السياسة ” و “أوهام القوة والنصر” و” بين الصحافة والسياسية” و” حرب الخليج.. أوهام القوة والنصر” و” الخليج العربي.. مكشوف” و”الزمن الامريكي ” و” الزلزال السوفيتي ” و” زيارة جديدة للتاريخ ” و” الإمبراطورية الأمريكية” و” المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل” والذي صدر في ثلاثة مجلدات تتتبعت المسار التاريخي للمفاوضات ومجموعة “حرب الثلاثين سنة (4أجزاء) واكثرها طبع باللغة العربية وزهاء 30 لغة عالمية.
مع بلوغة الثامنين عاما أعلن في مقالات بعنوان ” استئذان في الانصراف ” اعتزال الكتابة بعد مشوار مع الصحافة استمر لأكثر من 60 عاما قبل ان يتفرغ في ادارة مركز ابحاث سياسية.
وفي السنوات الأخيرة اتجه هيكل لإجراء حوارات سياسية شاملة مع فضائيات عربية ومصرية، تناول فيها بالتحليل والمعلومات الكثير من القضايا الساخنة في العالم العربي وتداعيات ثورات ما سمي “الربيع العربي” وكان آخرها آخرها سلسلة حلقات بثتها فضائية “سي بي سي” المصرية بعنوان “مصر إلى أين؟”، وهي الحوارات التي أثارت جدلاً واسعا في الساحتين المصرية والعربية.
وكان هيكل قد قدم قبل وفاته تحليلات سياسية عميقة للأزمة في اليمن كشف فيها ابعاد وخفايا تحالف العدوان السعودي الذي يتعرض له اليمن حاليا والقوى الدولية التي تقف وراء العدوان واهدافه الحقيقية واكد بصوت مسموع أن اليمن سينتصر لا محالة.
في الأيام الاخيرة خضع هيكل لعلاج مكثف في الأيام الماضية بعد تعرضه لأزمة شديدة بدأت بمياه على الرئة رافقها فشل كلوي استدعى غسيل الكلى ثلاث مرات أسبوعياً.
ويتقدم موقع “المستقبل” بخالص العزاء والمواساة لاسرة الفقيد والراحل وللأسرة الصحفية العربية سائلا المولى جل وعز أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يلهم اهله وذويه الصبر والسلوان ..إنا لله وانا اليه راجعون.