2024/11/01 6:29:46 مساءً
الرئيسية >> تيارات >> ذكريات ثورة مغدورة !!

ذكريات ثورة مغدورة !!

 

كنا قد انتهينا من تشكيل المجلس الأهلي لمديريتنا عندما جاء عضو مجلس النواب عن أحد أحزاب المشترك ليقول لنا أوقفوا التشكيل!!

قال هناك مبادرة. قلت لصاحب الذي كان بجانبي : الظاهر أننا سنخرج بربع ثورة.

جاءت المبادرة، أو بالأصح المؤامرة الخليجية لضرب الثورة في مقتل،بل وتقضي عليها، وتدخل البلاد في جحر الحمار. الجماعة كانوا متوافق مع القوى التقليدية، بعضهم مع عصابة عفاش وآخرون مع عصابة الحمر والسود. المسألة كانت محبوبة من البداية. الخليجيون والسعودية لا يريدون ثورة. لكم تزعجهم هذه المفردة، لذلك بذلوا جهدهم لإجهاض الثورة. كانت طوابير في الداخل تعمل، والأموال تتدفق بغزارة، والثوار في الساحات يأكلون أرز ناشف.

اليسار كان في آخر القائمة، ولم يكترث لما يحاك. الصراع كان بين القوى التقليدية المقبلة على الوحدة. الصراع بدأ بين المؤتمر وجناح الديني الاخوان، والقاعدة ورقة يلعب بها الاثنان.

كان المشترك قد وافق على الدنبوع أن ينافس نفسه، وتلك لعمري أكبر كارثة حلت بالثورة، إذ ظل الدنبوع طوال فترة الثورة وعوده إلى الآية غير معترفا بالثورة وحريص الولاء لعفاش والإصلاح. وحتى الحكومة التي قالوا انها توافقية تحولت إلى تأمرية، تنفذ ما قاله عفاش وجناح الإخواني ورم بالثورة والثوار، حتى الجرحى تأمر عليهم،وقتلهم فوق جراحهم.

لم يستطع لا الدنبوع ولا حكومته تنفيذ ما أوكل إليهم من مهام في الفترة الانتقالية. اوهموا الثوار بالحوار، وعملوا من أول يوم على افشاله، حتى باختراق لوائحه الداخلية. أغلب أعضاء القوى التقليدية رفضوا الحوار والبقية عملوا على تعطيل جلسات المؤتمر تارة بأفتعال مشاكل مع الأمن وأخرى بالتعطيل لأعمال الفرق. رموز القوى التقليدية أخذها الغرور فكانت تتصرف وكأنها مالكة القرار. حتى أن أحدهم كان يصدر أوامر للرييس، بل خطابه آخر قائلا: الجيش جيشنا والبنك حقنا واحنا طلعناك رئيس. وهدد أحد اللصوص بإخراج الهاشميين من العاصمة. ونفس هذا اللص قال للدنبوع: ما لك وما للحوار وتعال ندد لك سنتين. كل القوى التي قامت عليها الثورة تحولت إلى قوى معطلة بعضها باسم الثورة، وأخرى باسم المبادرة. لم يستطع الشباب تحصين ثورتهم بقيام تنظيم سياسي يقود الثورة ويصلح مساراتها. كان أغلب الشباب خاضعين لاملاءات الاحزاب، وشكل المستقلون القلة. بقت الثورة في الميادين ولم تنتقل إلى مرحلة التغيير ، وتم إخماد ثورة المؤسسات التي كانت موجهة ضد رموز الفساد. اكتملت حلقات الثورة المضادة من كل اتجاه، وضاعت الثورة السلمية، واشتغل المدافع، واشتعلت الحرب.

الاخوان ومسيرة الحياة ..

أبرز ظاهرة في الثورة الشبابية السلمية كانت مسيرة الحياة التي قادها الشباب راجلين من تعز إلى صنعاء، متحديين قسوة الطبيعة، وتعقيدات المشهد الأمني.

كان الثائر محمد أحمد صبر هو من دعا ورتب لهذه المسيرة، كان الهدف من المسيرة هو إيصال رسالة الثورة إلى كل مكان، من عاصمة تفجيرات الثورة/ تعز/ إلى العاصمة السياسية للبلاد، وإعطاء رسالة للمترددين، والمراهقين على فشل الثورة، وإلإبقاء غلى حكم عصابات الفساد.

كان الاخوان غير متحمسين للمسيرة، ولم يشتركوا في التحضير لها، ربما لحسابات خاصة بهم، أو ربما لحساسيأت بينهم وبين الشباب الذين دعوا لها، وخاصة الثائر محمد صبر الذي كان لا يقبل بتوجيهات لجان الإخوان.

لقد كان محمد صبر ثائرا متمرد، له فهمه الخاص للثورة، حتى أنه كان لا يقبل ببعض توجيهات حزبه الاشتراكي والذي يشغل فيه عضو لجنة مركزية. لقد كان الرجل يسعى لإيصال رسالة الثورة إلى كل مكان في البلاد. لقد كان يتصدر مسيرات الشباب في الشوارع والحارأت التي لازالت قوى النظام ومناصروه متواجدين فيها بقوة، وتعز المسيرات الأخرى عن دخولها.

في ديسمبر انطلقت المسيرة، باتجاه صنعاء، والمناخ في ديسمبر بارد، ويحتاج إلى ادفئة وقد احتاج المنظمون لذلك. نجحت المسيرة في تنظيم نفسها، وإجتازت نقطة البداية. بالتأكيد كان هناك من يراهنون على فشل المسيرة، وهناك من يتربصون.عبرت المسيرة كل مدن محافظة. الإخوان قرأوا الرسالة، وكالعادة يأتون متأخرين بعد أن يتأكدوا من الربح. كانت يريد مضيافة برز فيها الإصلاح كريما. فيما بعد يريد بدأت الصعوبات.كانت المسيرة تكبر وتكبر بالتحآق الثوار فيها. هناك صعوبات برزت وإطلاق نار فيما بعد يريد من عصابات الفساد الحاكم. قيل أن النساء في المسيرة كن المشكلة. نساء يسرن بين مجاميع رجال. الشعب اليمني مازال شهما.

في نقطة يسلح كان جنود عفاش يفعلون المشاكل لأفراد المسيرة. ليلة في قاع القيضي كانت قاسية البرد وخاصة على النساء.

كتبت بشرى عن تلك القسوة، فتقصدها أدعياء الدين بالتكفير، وتلك كانت جزء من الحملة لابهاتفاعلية المسيرة. المسيرة كانت ثورة، ولكل ثورة تضحية. في جولة دار سلم كان القتلة يتربصون. 14 شهيدا عدا الجرحى، وحصار المسيرة من الاتجاه نحو السبعين. وحتى لا تدخل المسيرة الشوارع مهيبةوباعثة في الناس روح الثورة، قام الجلاوزة بتفريق المسيرة. هذا ليس مهما، المهم أن المسيرة وصلت إلى ساحة التغيير، لكن اللجنة الثورية في الساحة استقبلت المسيرة بالضرب. الرسالة وصلت، تعز أوصلت الثورة إلى العاصمة وإلى وكر الفساد.

الإرهاب الثوري!!

بعد استيلاء الإخوان على المنصة وتشكيل ما سمي باللجنة الثورية،بعد دخول المشترك، بدأنا نسمع خطابا إعلاميا سلفيا مقززا من بقايا محفوظات المعاهد الدينية بعيدا عن الثورة وقوى الثورة، وبدأ الثوار يتململون ويتضايقون من هذا الخطاب، وبدأت وجهات النظر تتباين داخل الساحات. بدأت ما سميت باللجنة الثورية بالساحة تصدر فرمانات تتحكم بسير الثوار، وتحركاتهم.

أكثر الفرمانات كانت للحد من نشاط النساء في الثورة، ونشاط المجموعات الثورية. بدأنا نسمع فتاوى عن حجاب المرأة، ومكانها في المسيرات يجب أن يكون في المؤخرة. وللحقيقة أن النساء كن في مقدمة الصفوف عند المهمات الصعبة. عندما كانت المسيرات تتوجه المناطق التماس مع بلاطجة عفاش كان بعض الأخوان يذهبون إلى المسجد للصلاة. سألت يوما أحدهم ماذا تصلون الان؟ أجاب صلاة الاستخارة.والحقيقة انهم كانوا يهربون، وفي احسن الأحوال يعتمدون التاخر،أو السير في مؤخرة المسيرات تجنبا للمواجهات.

كثيرون لم بقتنعوا بالخطاب السلفي الذي تضخه المنصة، فبدأ البعض بالاعتراض والمطالبة بترشيد خطاب المنصة، أو إعطاء حيز من الوقت لكل مكون. النساء في ساحة صنعاء فرمانات اللجنة الثورية، وبدأن إقامة فعاليات خاصة بهن، وكثير من الفعاليات التي أقصيت من المنصة، اتجهت كذلك. وعرفت مخيمات الملتقيات والمكونات الثورية التي تنشط خارج المنصة.

بعد جمعة الكرامة ودخول فرقة على محسن في الثورة، استقوى الإخوان بنود الفرقة، الذين انتشروا في الساحة وعلى مداخلها، يفتشون، ويعتقلون، وتحولت الفرقة إلى مسجن لمن يخالفون اللجنة الثورية التي يسيطر عليها الإخوان. ولعل الكثير يذكرون تمزيق جنود الفرقة للمنصة التي إقامتها مجموعة النائب أحمد حاشد اليسارية، والإرهاب الثوري الذي مارسه الإخوان والفرقة ضد التوجهات المخالفة لهم والذي وصل إلى الاختطاف والسجن والاخفاء حتى اليوم. وبناء نسمع الرئيس الجديد لليمن وحاميا حمي الثورة الجنرال علي الأحمر وفرقته.

لم تسلم أعراض النساء الثائر ات من التشهيرات، ومنع انشطتهن الثقافية، حراسة عالمهم الزنداني الذي نزل ينظر لدولة الخلافة منعت الناشطة هدى العطاس من الصعود إلى المنصة، بدعوى أنها عورة، ومن عدن. حتى شيخ الثورة حميد تعرض للنساء بالقذف، مدعيا أنهن حول الساحة إلى مرقص.

لقد مورست أعمال بشعة ضد الثوار من قبل الجماعات لا تقل بشاعة عن ممارسة النظام الذي قامت الثورة لتغييره.

 

إحراق ساحة الحرية بتعز!!

لم تكن ساحة الحرية بتعز قد تعسكرت كما كان الحال في ساحة التغيير في صنعاء التي احتلتها فرقة علي محسن الأحمر.

ساحة تعز كانت سلمية بمعنى الكلمة، كان السلاح ممنوع في الساحة، وتقبل الناس ذلك، حتى حراسة المداخل كانوا بلا سلاح. ثورة سلمية حضارية، ضربت المثل في سلميتها، وتحضر شبابها.

كانت العصابة المغتصبة للحكم لديها توجه لقمع العمل السلمي في الساحات كلها.

منذ اليوم الأول للثورة اندس المخبرون والجواسيس في المكونات الثورية للشباب، وكونوا عامل استفزاز وتحريض في الأوقات الحرجة ضد رجال الأمن وبعض المؤسسات المجتمعية.

كان هناك افتعال وتحريض على التنابز والانقسام، ووصل الأمر إلى انقسام المسيرات.

كان الواحد يري بأم عينيه هؤلاء الجواسيس، وكانوا يردون على من يشير اليهم: ( نحن ثوار مثلكم خرجنا ضد النظام ) ولم يكن هناك من يقدر أن يتخذ اجراءات ضد هؤلاء.

الكثير من الشباب في الساحة أصابهم الغرور، فلم يعودوا يسمعون الكبار، حتى أن بعضهم افتعلوا خلافا مع النائب السامعي، والشيخ حمود المخلافي حول اختطاف جنود من أمن مديرية المظفر.

في صباح إحدى الأيام قبل اقتحام الساحة جاءني الرفيق ( ج.. البريهي ) أخذني جانبا وقال لي هناك من يريد مقابلتك.

قلت خيرا.. كان الجو مشحون بالتوتر.

المقابلة كانت بالقرب من عملي.. ذهبت إلى المكان، كانت هناك سيارة صالون على مقدما ضابط برتبة عميد. حسبت في البداية أن في الأمر اعتقال. عرفني الرجل بنفسه: معك العميد ع.. ع. قلت خيرا. كنت قد سمعت بالرجل، وأنه كان على علاقة بحركة القوميين العرب، لكن الناس قد تغيرت.

أخذني الرجل جانبا، قال لي : شوف قيران عقد اجتماع مع العوبلي وقائد اللواء الذي في المطار ضبعان وكثير من الضباط والمسؤولين في المحافظة وقرروا اقتحام الساحة، بلغ اصحابك، شوف اذا معاكم قليل مسلحين في المداخل والله ما يقدروا يعملوا حاجة.

كنت متشكك من الامر، قلت ربما جاء الرجل يجسد نبض أن كان لدينا سلاح في الساحة.

قلت للرجل نحن سلميين ليس لدينا سلاح.

قال الرجل اللهم إني بلغت. شكرت الرجل كجزء من اللياقة.

أوصلت الكلام إلى قيادة الحزب، ولا أدري كيف تصرف مع الأمر.

ليلة 29 مايو 2000م بدأت الجزيرة تبث ما يجري في الساحة من حريق.

كان الفاشست قد استعدوا لصناعة هولوكست دموي في الساحة، لذلك نقلوا المجرم قيران من عدن إلى أمن تعز لتنفيذ تلك المجزرة الدموية في حق المعتصمين السلميين، استأجر كثيرا من المنازل المطلة على الساحة وزرعها بالقتلة. كان الكثير من الثوار لا ينامون في مخيمات الساحة، وقيل ايضا، ان كثير من جماعات الإخوان أبلغنا بما يدبر للساحة فتاواه عن الساحة ليلتها.

دخل القتلة إلى الساحة بأمان لمعرفتهم بعدم وجود مقاومة مسلحة. ضربوا الرصاص باتجاه المخيمات، وبدأ الشباب يقاومون بالحجارة من زاوية إلى اخري، صب القتلة البترول على الخيام وأشعلوا النار، كان هناك الكثير من المعاقين الذين لا يستطيعون الهرب فاتهم أجسادهم النار، اشتعلت النار في الساحة من أولها إلى آخرها. احصيت الضحايا من القتلى والجرحى الذين قدروا بثلاثمأة قتيل وجريح. لم يكتف القتلة بذلك بل نهبوا محتويات الساحة وما جاورها وخاصة المشفى الذي بجانبها وارجوا الجرحى، وهم ينزفون.

في الأيام التي تلت الحريق نشر القتلة جنوده في الشوارع، منتشئين بفعله.

لم يتمتع القتلة بنصرهم حتى أسبوع واحد كان الناس قد هبوا من الأرياف والمدن بالسلاح، وفي الجمعة التالية للحريق الغادر استعاد الثوار ساحتهم، بعد صلاة جمعة في ساحة النصر القريبة من ساحة الحرية.

تقدم الثوار تحت الرصاص، وكانت النساء في المقدمة، ولم تخيفهم رصاص أو قذائف دبابات عفاش. وكان ما حدث في تعز درس للقتلة في الجمهورية كلها إذ لم يجرؤ القتلة على اقتحام أي ساحة أخرى.

أول شهيد ..

الأزمة الاقتصادية والاحتقان السياسي من العوامل التي عجَلت بخروج الشباب، هذا على المستوى الوطني وهناك العامل الخارجي الانترنت والثورات العربية.

أول جمعة للثورة في ساحة الحرية كانت في 18 فبراير 2011م كان الذين تجمعوا لأداء الصلاة في الساحة معظمهم من أحزاب المشترك. لم يكن الجمع كبيرا، أدينا الصلاة في الجانب الغربي من الساحة. أما الجانب الشرقي فقد كان مخصصا للمركبات.

في هذه الجمعة لم يكن العنصر النسائي قد تواجد بعد على الرغم من انه كان حاضرا من أول لحظة في الثورة.

أدت الجموع صلاتها، ثم ختمها بالدعاء والهتاف بسقوط النظام. بعد الصلاة توجه الكثير من المصلين الى منازلهم لتناول الغداء، لم يبق في الساحة غير الشباب وبعض القادمين من الريف الذين دبرها تغذيتهم في الساحة.

كانت عصابة الحكم في صنعاء قد ارسلت الى تعز بعض عبيدها لجس نبض تعز، وهل هناك ثورة بالفعل؟ كان من ضمن العبيد رئيس الكتلة.. وقيل انهم نزلوا ضيوف على محافظ المدينة. بعد الصلاة مروا بسيارة محروسة ببعض البلاطجة، حراسة المحافظ الذين جلبهم من مديريته. قيل انهم مروا بطريقة استفزازية مما جعل بعض الشباب يتناولونهم بالأحجار. قذف أحدهم بقنبلة يدوية في تقاطع الشارع الشرقي من الساحة، هربت سيارة البلاطجة مسرعة، قيل أن فيها أحد العبيد الكبار.

قتلت القنبلة الطالب : ( مازن البذيجي ) الذي سجل اول شهيد للثورة. كما جرحت سبعة من الشباب. ازدادت الساحة توترا قيل أن بعض الناس عادوا إلى الساحة فور سماعهم بناء وقوع الجريمة.

كنت أنا والشباب قد توجهنا نحو المدينة لتناول ما تيسر من الغداء. كانت المواصلات شبه مقطوعة، مشينا على أقدامنا وكنا منتشين بنجاح الثورة أخيرا.

لم نذهب إلى البيوت مشينا نحو مطاعم السلتة في المدينة القديمة خلف باب موسى. وصلنا حوالى الثانية والنصف بعد الظهر، تناولنا خبزا وسلتة، واستغنينا عن اللحمة.

مشينا نحو غرب المدينة إلى مقيل أحد الزملاء لتناول ما تيسر من القات. صدمنا عندما ظهر على شريط أخبار الجزيرة عاجل: إلقاء قنبلة على ساحة الحرية بتعز وهناك قتلى وجرحى. لفلف بعض الشباب أجسادهم بتثاقل واتجهوا نحو الساحة.

هرب القتلة نحو قراهم وفر العبيد نحو صنعاء، قال القضاء كلمته بإعدام القتلة الصغار، ولم يقترب من القتلة الكبار. قال القضاء كلمته بدون تنفيذ.

مؤخرا قيل أن القتلة الصغار ضلوا هايمين في الجبال، وماتوا مثل الكلاب.. لكن القتلة الكبار مازالوا فأين من وجه العدالة!!

 

 

 

 

 

 

اخبار 24

شاهد أيضاً

الفساد.. والإرادة السياسية (7)

أحمد يحيى الديلمي الفساد في مجال القضاء (ب) كان الشهيد المرحوم ابراهيم محمد الحمدي أول ...